جوهرة العرب - رنا حداد / مدير دائرة المنوعات والفن "ملحق دروب" - جريدة الدستور
هل انهار حائط الصد، الذي بنته حكومة غادرت توّاً مقر الدوار الرابع في مواجهة فايروس كورونا؟
أمام هذا العدد الهائل من الاصابات والارقام الصادمة في الوفيات يبقى السؤال، ماذا كانت ادوات البناء التي تم غمسها سوية لبناء جدار ، تصدع وانهار واصبح ارثا ثقيلا على حكومة مثقلة ايضا بالارقام، ليس وبائيا فحسب، وانما من ناحية عدد الوزراء وقلة الانجاز، في وقت تترقب فيه عيون الاردنيين اي بادرة لرأب صدع الجدار وتجنب الانهيار.
لم يكن حائط صد كورونا، الوحيد الذي فشلت في بنائه الحكومة منتهية الأجل، حالها حال حكومات مرت وتمر، مستهلكة عمالة ومواد بناء والنتائج دائما، متصدعة، قابلة للانهيار، او انهارت، وعلى المواطن دائما "لملمة” الركام!
تلك الحكومة، بل الحكومات، فشلت في بناء حائط صد، يتصدى ايضا لفيروسات من شأنها اصابة الناس في مواطن الثقة والأمان، واليقين ان هناك مسؤولا لا يغيره (كرسي) ولا يبدله منصب.
لربما، علينا ان نقف على انقاض حوائط الصد التي انهارت وستنهار في كل مرة تعتزم حكومة ان تبنيها، لنعرف ان هؤلاء البنائين، فشلوا في اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.
الحكومة، بل الحكومات تعاني عموما متلازمة "التنفيذ”.
تخال بداية انك كمواطن امام قرارات عظيمة، ثم تتحول إلى كابوس تنفيذي مرعب، بالاشخاص، بالادوات، وفي نهاية المطاف (دبر حالك) يا مواطن! و (عبي) قفة الخيبات!
ما بين القرار، ببناء الحائط او الجدار وطريقة تنفيذه، فشل ذريع يدفع ضريبته المواطنون وحرج يتحمله أصحاب القرار وصناعه.
الوطن، يجب ألا يبقى أسير "هواة” فن المعمار ومحاولتهم بناء حائط وجدار.
الوقت يداهمنا، ولم تعد مقولة (كله تمام) مقنعة.
الخطة الجيدة كما (الخلطة) الجيدة، كما حائط الصد المنيع الذي يمنع تسلل اهداف عدو ..وفيروسات أيضا.
اشفقوا على الناس من الخوف، من انهيار جدران الثقة، تفادوا الملامة، فالنجاح في بناء حوائط الصد، يظهر عند الامتحان الحقيقي.