واجهت الأردن في عهد ترامب ضغوطات كثيرة كان من شأنها نشوب توتر في العلاقات الاردنية الامريكية لاسيما فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية وفرض صفقة القرن وإنهاء حل الدولتين ووقف تمويل الأونروا في دولة تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين.
و حيث ان الاردنيون تابعوا باهتمام الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي حسمها مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن لصالحه بعد أن تقدم على مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بـ290 من أصوات المجمع الانتخابي ، متأملين ان يكون لبايدن دورا كبيرا في احداث النقلة النوعية في العلاقات بين عمان وواشنطن و دحر الكثير من مخططات ترامب تجاه الشرق الاوسط و المنطقة .
و انا اجزم ان بايدن، الذي ما زال يتمسك بقضية حل الدولتين، ويعارض نسبيا الخطة الأميركية للسلام، ويرفض الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب، حيث كان قد اعلن عن ذلك صريحا في حملته الانتخابية بشأن معارضته صفقة القرن وسياسة التوسع الاستيطاني الذي تمارسه "إسرائيل"، مؤكدا أنه إذا فاز بالرئاسة؛ سيجدد الحوار مع الفلسطينيين ، و هذا سيخفف نوعا ما العبء على الأردن مقارنة بخصمة ترمب الذي لم يظهر وداً نحو الأردن، ولم يراع مصالحه السياسية والسيادية لا سيما في قضية صفقة القرن .
نأمل ان يكون للرئيس المنتخب جو بايدن بصمات ايجابية من شأنها تقليل حدة التوتر في المنطقة و العمل معا لتحقيق الاهداف المشتركة في السلام و الاستقرار و الازدهار كما قال جلالة الملك عبدلله الثاني في تغريدة نشرها تهنئة لجو بايدن .
على صعيد مختلف لابد لي ان اشير الى ان بايدن ليس ضد النظام الإسرائيلي اي أنه لن يضغط عليها ، اي يجب ان لا نحلق بآمالنا كثيرا ، لكنه قد يقوم بوقف ما يسمى صفقة القرن كون عرابها جاريد كوشنر هو صهر الرئيس السابق ترامب"، و هذا هو المهم حاليا .
بشكل عام فأن بايدن طرح مؤشرات إيجابية للأردن حال فوزه، وقد تتحسن العلاقات مع عمّان في عهده، يبقى علينا ان نراقب المشهد و نرى .