منذ بداية جائحة كورونا وانا اراقب اعداد الاصابات ومؤشر الوفيات حتى قررت ان اطلق عليه اسم( النهاية) فكلما قالوا : فلان(مكورن) هممت بالرد فلان وصل (النهاية) ربما لخطورته وتأثيره على جسد ونفسية المصاب من وجهه نظري،كم كنت مخطئة في ذاك الامر ..
نعم يا سادة ان (النهاية ) لم تكن كورونا كما ظننت بل هو وباء من نوع مختلف يقال له (الشعور) .
لمن لم يسبق له والسماع بمرض (الشعور) وانا حقا -اشك في هذا- فهو الالم الذي يصاحب شعورنا ..ذاك الالم الذي تعجز انت ذاتك عن وصفه او علاجه او حتى تخطيه ..
المميز بمرض الشعور اولاً انه (عادل) فجميعنا مصابين به بالرغم من اختلافاتنا جنساً ولوناً وديناً، اما عن ثانيأ فهو (وفي) ان مرض الشعور يلازمنا لا ينفك عنا كما الاكسجين تماما يصاحبا لاخر لحظه دنيوية، وبكل تاكيد وكسائر الامراض يأتيك باعراض تمهد لك لاخبارك انه احتل جسدك ، قلبك ، روحك ...
ان من اهم اعراض مرض الشعور (الحرارة) ...
لا تستغرب .. نعم انها الحرارة لكنها مختلفة هذه المرة فهي ليست ككورونا او الجدري ترفع درجتك لتصل لل ٣٩ او ٤٠ بل هي حراره روحية تجعل من روحك ناراً لهيبة تود حينها لو ان جسدك يتمزق إرباً لتتخلص من تلك الروح وترتاح .. ترتاح فقط ، لكن عذرا لامنياتك فهي بلا جدوى ، ستبقى تحت نار روحك حتى تأتيك رحمه الله بالمقاومة والصبر ...
اما عن ثاني اهم الاعراض ( ضيق التنفس)
رئتك حينها ستعمل بنسبة ١٠٠% لن تكون بيضاء كما الصور المنتشرة لرئه مصاب كورونا .. لكنك ستشعر بضيق تنفس حاد سببه شعور مصاحب لك الا وهو الاستنشاق تحت الماء اي ان (النَفس يغرقك لا يُنجيك) او كأنما الاكسجين لا يتعدا فمك المرتعش او انفك الذي قد يخطر لك حينها انه أُغلق باقفال حديدية عثمانية قديمة، او سُد باسمنت مسلح بحديد لا يصدأ ...
وثالث الاعراض ( الشلل ) ..
ليس هناك شلل نصفي ولا كلي ... هو شلل مختلف كما اختلفت باقي الاعراض ، شلل نفسي يشعرك بالعجز وكأن:
يداك ليس لها فائده فتهم بفركها بقسوة حتى تكاد تمسح ثنايا كفك علك تثبت لنفسك انك هنا .. ولم يحدث شيئاً
وعيناك ليس لها فائده فتنظر يميناً ويسارا علك تثبت لنفسك انك هنا ... ولم يحدث شيئاً ..
وقدماك ليس لها فائده فتهم مسرعا تركض وتمشي ولربما تقفز علك تثبت لنفسك انك هنا ... ولم يحدث شيئاً..
لكنك تفشل بالرغم من اطمئنانك ان جسدك بخير .. فعجزك نفسي .. تود لو تغير الزمان تقدمه او ترجعه .. لكن هيهات !
واخر الاعراض ( التأتأة)
انت غير مصاب بداء بالنطق تطمن .. الا انك تشعر ان صراخك يتأتأ .. لا يكفيك .. كلمتك تُتأتأ ايضا .. لا تكفيك
حتى دموعك تُتأتأ ايضا ... لا تكفيك ...
حينها فقط ستكره الكلام والصراخ والدموع وستنعتها بالفاجرة الخائنة لانها لم تساعدك للقضاء على المك في مشوارك مع مرض الشعور ...
جميع المصابين اعتقد جميعنا نحمل نفس الامنيه والتي تنص :
"ليت الشعور يُبتر حينما يمرض او يصيبه علة تماما كما تبتر اليد او القدم او حتى استئصال ورم او التخلي عن كلية"...
لن اطيل اكثر لكنني ساستمر بالدعاء للعلماء وللاطبة علهم يصلون لالية تسمح لبتر الشعور كلياً او جزئياً على الاقل
ملاحظة : لا تسخروا مني فيما ما خطيت بنهاية المقال لكن الالم المصاحب لمرض الشعور يجعلك تتمنى لو ان السماء تمطر دواء او تصطدم بصخرة فتفقد الذاكرة او حتى تنتظر الة الزمن المزعومه في افلام الكرتون وافلام الخيال علك تعود للفرح ....