الفايز أراح العشائر بتأكيده بأن العشائر الأردنية هي عزوة جلالة الملك وهي أهم مُكوّن للمجتمع الأردني
"جوهرة العرب" / بقلم: المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير
قوبلت تصريحات رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز بارتياح شديد لدى أبناء العشائر الأردنية، خاصة بعدما أكد بأن الهجمة التي شـُنت على العشيرة الأردنية مرفوضة جملة وتفصيلا، وأن العشيرة هي أهم مكون للمجتمع الأردني، وقد خرّجت هذه العشائر قيادات سياسية واقتصادية وعسكرية للأردن، وأن من خالف القانون من أبنائها لا يمثلون روح العشيرة الأردنية.
·لا مخطط خفي ضد العشائر الأردنية
ولاقت تصريحات فيصل الفايز اهتماماً عشائرياً أردنياً (باعتباره شيخ قبيلة بني صخر، ونجل وحفيد شيخين في القبيلة هما عاكف ومثقال الفايز) رحمهما الله، اهتمام أبناء العشائر الأردنية الذين تأكدوا من خلال تصريحاته بأنه لا يوجد مُخطط خفي ضد العشائر الأردنية، بعدما استشهد (الفايز) بما قالة المغفور له الملك الباني: "أنا عشائري، وأنا ابن قبيلة قريش"، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني هو راعي (الهدلة) بالنسبة للأردنيين.
وقد استهجن الكثيرون الهجهوم غير المبرر على العشائر الأردنية في الذكرى المؤية لاستقبال شيوخ وقادة ووجهاء العشائر الأردنية لسمو الأمير عبدالله الأول نجل الشريف الحُسين بن علي في 21/11/1920 في معان، والذين وفدوا إلى سموه للتأكيد على دعم القبائل والعشائر الأردنية للثورة العربية الكُبرى وزعامة الهاشميين، فوقفوا إلى جانب سموه منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 مروراً باستقلال وتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946، وساندوا جلالة المغفور له الحُسين بن طلال طيّب الله ثراه خلال مسيرة بناء الأردن التي زادت على (46) عاماً، وهم يواصلوا بشموخ واعتزاز رفع الراية الهاشمية تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني منذ عام 1999 وإلى الأبد.
وفي الوقت الذي يرفض فيه أبناء العشائر الأردنية الخروج على القانون، ورفضهم أيضاً إطلاق النار، مثلما حدث بعد إعلان نتائج الانتخابات النيابية قبل ما يزيد على أسبوعين، فوجئوا بقيام البعض بالربط الظالم بين الذين أطلقوا النار احتفاء بفوز مرشحين في الانتخابات، مع البلطجية المجرمين وأصحاب الأتاوات والخاوات الذين يقتلون بلا رحمة، كما حدث مع (فتى الزرقاء)، أو أولئك الذين يحاربون الآخرين بلقمة عيشهم والسطو على مصادر رزقهم وأعمالهم وحياتهم، والذين يحظون بكل أسف بدعمٍ مباشر وغير مباشرٍ من قِبل متنفذين، انكشف بعضهم خلال الحملة الأمنية التي قامت بها الأجهزة الأمنية ضدهم، وتم إلقاء القبض على الكثير منهم.
·وشوشات كاذبة وغير أمينة
ودارت وشوشات كاذبة وغير أمينة لدى البعض خلال الفترة الماضية تفيد بأن هناك مخطط لتفكيك العشائر الأردنية في المملكة، تحضيراً لخطة السلام الأمريكية (المعروفة بصفقة القرن) التي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على المنطقة، لهذا جاءت تصريحات الفايز إعلاناً صريحاً من رجل وطن ودولة وشيخ عشيرة بأن العشائر الأردنية هي العمود الرئيسي للبيت الأردني الكبير، الذي يقوده عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله ورعاه.
ويأتي ارتياح أبناء العشائر الأردنية لتصريحات فيصل الفايز أيضاً لأنه مقرب من دوائر صُنع القرار العُليا في الدولة، إلى جانب أنه يترأس مجلس الأعيان المعروف عُرفاً في الأردن بأنه مجلس الملك من جهة، علاوة على أن الفايز كرجل دولة مخضرم عاصر حقبتين مهمّتين من تاريخ الأردن مع المغفور له الحُسين الباني ومع الملك عبدالله الثاني المُعزز وقريب من نبض الشارع الأردني، والذي يُدرك بأن العشائر الأردنية هي خط الدفاع الأول عن جلالة قائد الوطن من جهة ثانية، مثلما هي أيضاً السند والرديف والعون للقوات المُسلحة الأردنية (الجيش العربي) والأجهزة الأمنية من جهة ثالثة، هذا إضافة إلى أن هذه العشائر هي القوة الشعبية الجاهزة في أي لحظة لحماية الأردن من أي اعتداء داخلي أو خارجي من خاصة من الإرهابيين والأعداء والحاقدين والناعقين ضد المملكة وقيادتها الهاشمية من جهة رابعة.
·الفايز قطع ألسنة وأبواق الذين حاولوا نهش العشائر الأردنية التي تدافع عن الأردن وفلسطين
لهذا فإن فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان والشيخ وابن قبيلة بني صخر قطع ألسنة كل الأبواق التي حاولت نهش العشائر الأردنية خلال الفترة الماضية، باعتبار أن هذه العشائر ليست ركيزة للوطن الأردني الهاشمي فقط، وإنما أيضاً هي الدعامة الرئيسية المهمّة للقضية الفلسطينية، فقد حارب الجيش الأردني الذي يضم أبناء العشائر الأردنية دفاعاً عن القدس وفلسطين على مدى عقود طويلة في القرن الماضي، وحقق انتصارات يرويها التاريخ في معارك القدس واللد واللطرون وباب الباب وغيرها ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، واستشهد الكثير من الجنود الأردنيين في تلك المعارك، ولا يزال حتى يومنا هذا يتم اكتشاف قبور الشهداء الأردنيين الذي ارتقوا إلى جنان النعيم من على أرض القدس وفلسطين، وهي الشاهد الحيّ على ما قدمه أبناء العشائر الأردنية دفاعاً عن المسجد الأقصى فلسطين.
وحتى قبل تاسيس المملكة الأردنية الهاشمية، وعندما كانت إمارة شرق الأردن تحت وصاية الانتداب البريطاني فقد وقف شيوخ وأبناء العشائر الأردنية إلى جانب الثوار الفلسطينيين، وأمدوهم بالمال والسلاح لمقاومة اليهود الذين كانوا يحظون حينذاك بدعم غير محدود من سلطة الانتداب البريطاني بعد وعد بلفور المشؤوم.
·عتب على المسؤولين من أبناء العشائر (صُمٌ ... بُكمٌ ... كُتمٌ)
وقبل الختام، أود أن أشير إلى عتبٍ كبير من أبناء العشائر الأردنية يصل إلى مرحلة الغضب على كثير من المسؤولين والنخب السياسية والشعبية الأردنية وهم من أبناء القبائل والعشائر من جماعة (صُمٌ ... بُكمٌ ... كُتمٌ)، الذين صمتوا وصمّوا آذانهم وأغلقوا عينونم عندما تم استهدف العشائر الأردنية بطريقة ظالمة، ورفضوا أن يدافعوا عن هذه العشائر، التي تم الإساءة لها زوراً وبهتاناً وإفكا، بسبب بعض الخارجين على القانون، الذين ترفض العشائر الأردنية سلوكهم المنافي لروح العشائرية الحكيمة، في دولة ترفع شعار دولة المؤسسات والقانون.
·الفايز... أحد الجبال الأردنية الرواسي
وأخيراً ... أود أن أقولها بصريح العبارة لفيصل الفايز: شكراً لكَ، وأنت المسؤول والشيخ وابن الأردن، وأحد الجبال الرواسي الأردنية، أن قلت وبصراحة وقوة وجرأة ما يدور في خلد جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن العشائر الأردنية هي المكون الرئيسي للمجتمع الأردني، وأن العشائر فوق كل الشبهات والمؤامرات والأقاويل، وأن العباءة الأردنية ستبقى أبد الدهر رمزاً للشموخ والكبرياء والِعزة والاعتزاز، وأن البادية الأردنية هي المصنع الأول للرجال البواسل حُماة الوطن، وحُماة القيادة الهاشمية، وعميدها وشيخها جلالة الملك عبدالله الثاني. (م. م.)