رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

قراءة في نتائج الانتخابات النيابية 2020 / بقلم المهندس صابر الملكاوي

قراءة في نتائج الانتخابات النيابية 2020 / بقلم المهندس صابر الملكاوي

قراءة في نتائج الانتخابات النيابية 2020

* بقلم المهندس صابر الملكاوي

نـُشرت نتائج الانتخابات النيابية 2020 في الجريدة الرسمية وأصبح بإمكان الجميع الاطلاع عليها، وهذه النتائج التفصيلية تعطي مؤشرات بل حقائق كيف تم تشكيل القوائم الانتخابية وما هي الأسس الذي اختار الناخب قائمته ومرشحه أو مرشحيه يوم الاقتراع، وهذا التحليل سيورد بعض الملاحظات البارزة التي ظهرت من خلال قراءة هذه النتائج:

· الملاحظة الاولى:

يمكن القول من خلال هذه النتائج بأن القوائم شكلت على الاعتبارات والأسس التالية:

1. قوائم أو تيارات حزبية مثل قوائم تحالف الإصلاح (جبهة العمل الاسلامي)، وظهر بأن الناخب كان يختار معظم مرشحي القائمة، مع بروز عدم التزام مؤيدو وأنصار الحزب بانتخاب جميع اعضاء القائمة، وظهر ذلك جلياً في دائرة الزرقاء الأولى التي لم يفز بها سوى مرشح عن المقعد المسلم، بعكس انتخابات 2016، والتي تمكن (3) مرشحين من الفوز في هذه الدائرة (مسلم، وشركسي، والكوتا النسائية)، كما بدأت تظهر لدى أنصار تحالف الإصلاح بوادر انتخاب على أسس عشائرية (الفائزان عام 2016 و2020 من نفس القبيلة).

2. القوائم الفردية (مرشح العشيرة أو المرشح القوي) حيث يقارب عدد اللذين صوتوا للمرشح القوي (صاحب القائمة) لعدد المصوتين للقائمة، ويمكن ملاحظة ذلك في عدة دوائر انتخابية مثل عمان الأولى والثانية، والمفرق، وجرش، وإربد الثانية، وبدو الجنوب.

3. القائمة المتنافسة وهي التي تضم مرشحين اثنين أو ثلاثة يتنافسوا فيما بينهم وظهر ذلك من عدد الاصوات المتقاربة فيما بينهم، وكان هناك فارق كبير بين عدد أصوات القائمة وعدد أصوات الفائز من القائمة، بحيث فازت القائمة على سبيل المثال بعشرة الآف صوت، وحصل الفائز على ما يقارب من أفلين وخمسمائة صوت.

· الملاحظة الثانية:

لم تستطع القوائم الفائزة في جميع الدوائر على الحصول على أكثر من مقعد للمرشح المسلم (بعض القوائم حصلت على مقعد شركسي، مسيحي، أو كوتا نسائية)، ولكن هنا نتحدث عن نسبة الأصوات للقائمة والتي تمنحها عدد المقاعد للمرشحين المسلمين، فكان من الأفضل للأحزاب أو التيارات الحزبية القوية في بعض الدوائر تشكيل قائمتين، لأن ذلك قد يمكنها من الفوز بمقعد لكل قائمة وهو لم تكن لتحققه في قائمة واحدة قوية، وقد (حصل ذلك في انتخابات 2016 لتحالف الإصلاح في الدائرة الثانية في عمان)، وكادت أن تفوز بمعقد لكل قائمة في هذه الانتخابات لو تم توزيع الناخبين على القائمتين بشكل أفضل (القائمة حصلت على (6500) صوت، وفازت بمقعد والقائمة الثانية حصلت على (4900) صوت وكان يكفيها أقل من (500) صوت إضافي لم تكن تحتاجها القائمة الاولى للفوز، علما أن مجموع الأصوات لكلا القائمتين مجتمعة في قائمة واحدة لا يمنحها إلا مقعد نيابي واحد.

· الملاحظة الثالثة:

لم تحقق المرشحات النساء مقاعد بدون الكوتا، ولم تكن معظم السيدات منافس قوي داخل القوائم وخاصة اللواتي حصلن على مقاعد في المجلس السابق، كما كانت القوائم النسائية الخالصة غير منافسة للقوائم الأخرى بالمطلق، وحتى في القوائم الفردية لم تتزعم السيدات أي من القوائم في جميع دوائر المملكة، مما يعني عدم تحقيق تقدم لدور المرأة في الحياة البرلمانية بل تراجع هذا الدور، سواء بأعداد الفائزات، أو أعداد الناخبات الذي قل عن أعداد الناخبين الرجال لأول مرة في الانتخابات النيابية.

· الملاحظة الرابعة:

كان نظام القوائم عائقاً أمام فوز بعض المرشحين في الانتخابات رغم حصولهم على عدد أصوات يفوق ما حصل عليه بعض الفائزين في نفس الدائرة ولكن قوائمهم لم تحصل على الأصوات الكافية للفوز في الدائرة، وقد حدث ذلك في معظم الدوائر الانتخابية ولمرشح واحد أو مرشحين اثنيين في كل دائرة، وفوز هولاء المرشحين كان يمكن أن يغير التركيبة العشائرية للمجلس وليس السياسية.

· الخلاصة:

كان تصويت الناخب للقائمة هو الطريق الوحيد للوصول لمرشحه (إلا لبعض القوائم أو التيارات الحزبية)، فلم تكن القائمة لمعظم الناخبين غاية وإنما وسيلة، مع عدم وجود برنامج سياسي أو انتخابي لمعظم القوائم، مما يقودنا إلى القول بأن شكل قانون الانتخاب الحالي هو نظام القوائم ولكن جوهره هو الانتخاب الفردي أو نظام الصوت الواحد.

* (عميد متقاعد)