يستذكر الأردنيون اليوم الذكرى التاسعة و الأربعون لإستشهاد المرحوم وصفي التل رئيس الوزراء الأسبق الذي أغتيل في القاهرة أثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك.
تعد سيرة وصفي التل إبتداءً من طفولته و مراحل دراسته و تقلده العديد من الوظائف والمناصب في عمان وأريحا و القدس و لندن و عمله الدبلوماسي، حكاية تاريخ لا يمكننا اختزالها في سطور، فهي سيرة البطل الذي عرف بإنتمائه ووطنيته و شجاعته ومواقفه المشرفة و التي مازالت محفورة في الذاكرة و تدرس كنموذجاً للانتماء و التضحية و الرجولة و الزهد و العطاء.
و لأن مدرسة وصفي التل خطت دروسها من وحي العطاء و الانتماء و الإخلاص بقيت حاضرة في كل وقت و حين و شاهدة على رجل ندرت أمثاله في زمن الأنا و الذات و انعدام المسؤولية .
وصفي الحاضر الغائب بقيت وستبقى حاضراً ونموذجًا تحاكي حكمتك و حنكتك و شجاعتك و تواضعك و حزمك جميع الأجيال القادمة.
وصفي الجندي المحترف الذي عشق رفاق السلاح و النضال و الجهاد ،الذي كان يؤمن بالمقاومة الشريفة ضد العدو، والذي كان دائماً صمام الأمن و الأمان لإستقرار الوطن و صون منجزاته ورديفًا لمؤسسات الدولة .
إن حالة التعلق به ترتبط بالوطن و المنهج الذي كان يسير عليه و بشخصيته التي كانت قريبة من الناس و همومهم و مشاكلهم،كان لا يقول ما لا يفعل و يطبق كل ما يقوله على أرض الواقع و قد يسبق التنفيذ ما يخطط له، العديد من أَفعاله و بساطته جعلت منه قدوة و نموذجاً شعبوياً محلياً و عربياً.
كرس وصفي الهم الوطني و لم يفرق بين الأشخاص إلا بالعمل و الإنجاز ووحد بين الناس على حب الأردن ليبقى أيقونة وطنية تحاكي حلم البسطاء .
يعشقه الأردنيون و يعتبرونه النموذج الذي لن يتكرر لأنه كرس بأفعاله العديد من الدروس و العبر التي لصقت بالذاكرة و لا يمكن نسيانها،و أصبحت اليوم مثالاً للسيرة الحسنة التي يستحيل أن تزول مع الوقت .
فمن قال ان النسيان نعمة فليأخذ الشرفاء نموذجاً أمثال "وصفي " فلم يغيبهُ الموت و حتى منصبه و مكانه ما زال شاغراً لم يمتلئ
رحمك الله أيها الغائب الحاضر و لروحك الطاهرة ألف تحية و سلام .