في الذكرى ال ٤٩ لاستشهادِ علمٍ أردني وبطل لم تحصُد الأرض مثله ،ولم تأت السنون رئيساً بعده قط ،
في ذكرى جمعت بين قلوبٍ تعتصر ألماً وأنفس تعتز فخرا برمزٍ فاق كل الشبهات ، تعالت ألوية العزة والكرامة نُصرةً له فمهما زادت اصابع الخيانه وأنفس الشر فالحق واضح والخير باقٍ والسيرة الحسنة لا تموت.
في ذكرى استشهاد وصفي مصطفى وهبي التل رئيس الوزراء الأسبق رجل الأردن وتد الزيتون الحر الذي مهما اشتد ريحه زاد ثباتا فلا انحنى ولا انشطر ولا أثّر في وطنيتهِ بصمةُ حقدٍ او جذعُ خيانة،
ذهبتُ بعقلي لذلك الزمن وتأملتُ سيرةَ رجلٍ عظيمٍ سياسياً واجتماعياً ترك بصمةً واضحه في كل المجالات ووضع أساسا متينا لكثير من الدعامات ، فكرّس وقته وجهده في بناء نهضة وتشييد عماره وتطوير جيش وبناء إعلام واقتصاد وطن وخدمة المواطن، رغم قسوة الظروف وصعوبة الأحوال آنذاك ، فلا استسلم ولا تراجع ، وفي حب الأردن وفلسطين كان حاضر وتناثر في قلبه حبُ أرضٍ منذ ولادته وتعالت نفسه الحره عن كل مريض
كان جندياً ،فلاحاً ،رئيساً ومواطن فتح بابه للجميع فلم يرد مظلمه ولم يتعصب لنفسه وما شغلته المظاهر ولا علو المناصب ولا حتى جمع المال وكان للوطن خادم وللوطن يناضل وله عَمِل وثابر وعن الحق مُدافع ، اغتالته أيدٍ آثمه في وقتٍ كان يحمل مشروع نضال وأمة فوق أكتافه فعاد لتحمله أكتاف الأردنيين ، لحظات أليمه عاشها من عاصر هذا الحدث فأصبح مثال وقدوه وفخر لكل الأردنيين الذين سمعو به فإن ماتت جسده فروحه خالده في وجدان وقلب كل أردني باقية بقاء الوطن
شخصية لم يُنجب مثلها التاريخ في وقت تحتاج قلوبنا لوصفي التل ، رغم عدم معاصرتي ذلك الوقت الا ان قلبي يبكيك وعيني تدمع على غيابك فما أحوجنا لك يا دولة الرئيس ، افتقدناك قلبا وشعبا وأرضا وإنسانية ، فمهما خطّ قلمي من حروفٍ فكلماتي لن توفيكَ حقك ولن تعطيكَ قدرك، ولكن قد يصل إحساسي لك عبر السموات ولتنعم روحك راحةً وسلام .