حدثنا والدي عليه الرحمة ذات ليلة عن قصة واقعية حدثت مع جدي رحمة الله ، قد تكون قصة عابرة حين تسمعها للوهله الاولى ، لكنها بالامعان تحمل معاني كثيرة ،
كان جدي مدخن شرس وكان معروف بين اهل قريته انذاك بأن السيجارة لا تترك يده و يدخن كثيرآ لدرجة انه لا يستطيع الاستغناء عنه ، و في ذات يوم حين كان جدي في عرض البحر متجه الأداء مناسك الحج ، نفذت علبة السجائر لديه ولكونه مدخن شرس رحمه الله اصابته حالة نفسيه لا يخسد عليها حيث بات يتخبط هنا و هناك بحثا عن سيجارة واحدة بين المسافرين لا سيما وان الرحلة طويلة كانت طويلة بات كل شخص يحتفظ بحذر بسجائره .
حاول جدي حينها البحث عن من يبيعه حاجته دون جدوى ، رغم محاولاته الجاهدة على كبت رغبته و حاجته التي لم تلقي نفعا معه ما دعاه الى التوجه
لاحد المدخنين وطلب ان يشتري منه سيجارة واحدة بليرة ذهب حيث قابل الطرف الاخر طلبه بالرفض و وقال حينها " ليرتين ثلاث اربع،
فرد عليه "لو وزنك ذهب ما اعطيتك سيجارة"
كانت تلك الكلمات بمثابة الصفعة لجدي حيث صفن لفترة ليست بالوجيزة مراجعا نفسه وهوه الشيخ المعروف في قريته انذاك صاحب العلم والدين صاحب الحكمة
وقال " ماذا انا فاعل بنفسي؟! سيجارة تذلني كل هذا الذل"
ووقف حينها يخاطب البحر وكأنه يخاطب العالم ونادي بأعلى صوته قائلا " تحرم عليك يا موسى كل سجائر الدنيا"
"تحرم عليك يا موسى تطلب من الناس حاجتك مهما كانت"
صرخ بأعلى صوته حينها " اصحى يا موسى اصحى يا موسى"
وبعد ان عاد إلى الاهل اجتمع بشباب العائلة وقص عليهم الذل والمهانة التي تعرض لها من أجل السيجاره وقال لهم " احفظوها مني يلي مش بيدك بكيدك
اليوم وليس غدا ننزل جميعا كل حسب مقدرته صاحب الخبرة بخبرته وصاحب المال بماله والصاحب القوة بقوته
و تابع مرددا لازم نزرع الدخان وما ندخن الا من دخان بلادنا ومن زرع ادينا "
واوصل الهم في عرض البحر شوالات من ما زرعنا وبعدها الزلمه فيهم يطلبنا
ما حال ببقى يا صاحب السيجاره
أن لم تزرع بايدك وفي أرضك وتسقي من عرق جبينك انت ذليل "