رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بقلم سحر حمزة

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بقلم سحر حمزة
جوهرة العرب : سحر حمزه 

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي أقرته الأمم المتحدة وصادقت عليه كافة الدول وخاصة العربية منه ،فما زالت العدالة منقوصة لبعض النساء حول العالم ،فقد تتعرض بعض النساء للعنف النفسي في بيتها وفي موقع عملها من قبل المجتمع ألذكوري أو من البيئة المحيطة بها ،لا سيما وأن بعضهن حظين باهتمام المجتمع ألذكوري دون الالتفات لثقافتها أو تعليمها أو حتى شهادتها ،وقد تحظى بعضهن بالرضي والقبول لتعين في بعض المواقع التي قد  لا تستحقها لكن صاحب العمل أراد ذلك لاعتبارات كثيرة يصعب ذكرها هنا ، لا سيما وأن كان أسمها مقترن باسم عائلة ما ذات جاه وموقع إستراتيجي معين أو تنتسب لعشيرة معينة أو أن لها صلة بشخصية لها نفوذ لدى صاحب قرار .
عرفت كثيرات وضعن في أماكن لا تناسب مؤهلاتهن التي تطابق الوظيفة في بعض المواقع لكن المسئول أرادها هي لشخصها وهو أرادها لتوصية من أعلى فقد قال لي أحدهم "هذه عينت بتوصية من فوق "فأجبته ليس فوق إلا الله سبحانه وهذا رزقها ونصيبها .
أعرف واحدة أوكلت لها مهام لا تفقه بها شيئا ولكنها تعتمد في عملها على فريق يعمل ضمن سلطتها ينفذ أفكارا مبتكرة تعجب المسئول ظنا منه أنها منها وقد وصلت إلى موقعها دون جهود ودون إنجازات ملموسة وهن كثيرات وحدث ولا حرج .
قيل ذات مرة أن فلانة لديها نفوذ وسند وظهر تستند عليه ،فمن وراءك أنت فلا مال لديك ولا منصب ولا سند يذكر فكان الصمت حليف اللواتي اعترضن و فعلا كن بمواصفات عادية ليس لديهن قوام ممشوق وهن لسن بعمر الفرافير فقد انعكست نقوش الزمن عليهن رغم خبراتهن  لكنهن يصمتن وهن يشاهدن أخريات وضعن بمناصب عليا و أصبحت كل واحدة منهن بموقع لا تحسد عليه .
قالت أمي رحمها الله كل شيء في الدنيا قسمة ونصيب وقدر مكتوب وما علينا سوى الرضي والقبول بما قسم لنا ، علما أن بعض المسئولين يدركون دور الكثيرات اللواتي يبذلن الجهود ويذهب عملهن لغيرهن .
أذكر أن أحد المدراء عاقب موظفة لأنها صرحت برأيها الرافض لبعض القرارات وعبرت عن رأيها لوضع معين فيه ظلم وتجني على إحداهن في موقع معين ، وقد أوصى هو بإصرار وتسلط بإنهاء خدماتها وحرمها من الكثير الذي كانت تتوقعه من صاحب الأمر لكن القاضي والجلاد كان واحداً فلزمت الصمت وغادرت بسلام .
وحين غادرت تفقدها البعض لكن البعض الآخر لزم الصمت كي لا يكون مصيره مثلها ،تجاهل تهميش إهمال ثم إنهاء خدمة دون سابق إنذار وهذا ما يحصل مع الرجل المتزوج من أكثر من امرأة يبقى يبحث وينتقي ويطلق ويتزوج كما أحل له بالقانون ،وما جاء في التشريعات و المشرع الذي يضع القانون غير المنصف أحيانا لبعض النساء لأنه غير راغب بإحداهن لأنها متفوقة عليه بخبراتها وسرعة انجازها  ، وينسى أن الظلم للمرأة المتميزة الفاعلة سينقلب عليه ليكون ظلمات يوم القيامة وأن الآخرة أقرب إليه من حبل الوريد لكنه لأن يضع بباله هذه الأمور ولا يكترث  لما تحصده تلك التي تم إيذائها نفسيا بحجة وذرائع غير مقنعة .
قبل أيام أحتفل العالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ،لكن هل عرف البعض أن العنف ليس ضربا مبرحا وليس أذى جسدي فحسب ،بل هو أذى نفسي يقتل المرأة كما حدث مع جدتي رحمها الله في ابر الزمان حين ماتت قهرا بالكبد لزواج جدي عليها من أخرى رغم صبرها الطويل عليه وحبه له وإنجابها البنين والبنات لكنه كفائها بالزواج بأخرى بحجج واهية رحمهما الله .
ترى هل العدالة التي يفهمها بعض الرجال تكون بالخنوع والخضوع لهم والصمت على تعنتهم بظلم المرأة ، والعدل عندهم بعدم التمرد على قراراتهم غير المنصفة للمرأة ،زوجة وابنة وأخت وأحيانا موظفة لديهم ،هذه نماذج لبعض أنواع العنف الذي يمارس ضد النساء الصامدات اللواتي ينتظرن الفرج من الله لينصفهن في يوم يكون العدل قائم للرجل والمرأة في يوم الحساب الأعظم للجميع على الأرض .