"العونة" مصطلح ائتلفه الشعب الاردني كثيرا حيث انه دلالة لفريق العمل التطوعي هذه الأيام ، فقد كان الاجداد يطلقو كلمة "عونة" لتجميع عدد وفير من الشباب ليقومو بعمل تطوعي في موسم (الحصيد) حيث تكون مولفة من شباب العشيرة والجيران والعشائر الأخرى التي تربطهم صلة نسب او قرابة .
كان للعمل التطوعي انذاك "هيبة" بين الشباب، يسارعون له و احيانا يتحدون بعضهم في نسبة الانجاز ، "هيبة" نفقدها الان في ايامنا هذه و بين شبابنا الان .
سبب تفشي المفهوم الخاطئ للعمل التطوعي في مجتمعاتنا لاسيما الشباب ، لانه كما هو معروف لا يعود عليه بمنفعة خاصة او دخل مادي . و للاسف بعضهم يرى انه ليس الا مضيعة للوقت و هدرا للجهد لا اكثر .
كلنا نعلم ان العمل التوعي هو عمل نقوم به بارادتنا الشخصية دون إرغام من اي جهة حيث تكمن جلُ رغبة المتطوع هي تطوير ذاته و تغيير مجتمعه الى الأفضل بعيدا عن أي أطماع مادية . كما انه عمل إنساني و سلوك إجتماعي راقي يهدف الى خلق روابط متينة بين الأفراد و المجتمعات .
الأعمال التطوعية لا تقتصر على تقديم المساعدات المادية و انما يتعدى الى كل الأمور الإجتماعية كالحفاظ على البيئة، الإهتمام بالثقافة ، التعليم ، الصحة و رفع المستوى المعيشي للمواطنين ماديا و معنويا .
و تكمن أهمية التطوع لا سيما لفئة الشباب في بناء المجتمعات و تطويرها ، واكتساب الشباب الإنتماء الى مجتمعهم و تحمل مسؤوليته ، تعويد النشئ على انكار الذات و الابتعاد عن الأنانية،و بناء أواصر التعاون بين الجنسين و تأهيلهم لخدمة المجتمع .
و سيسهم بذلك الشباب المتطوع بنشر الفكر التطوعي، وتخفيف بعض الاعباء كالفقر ، و البطالة و غيرها كما تساعد في دعم الروابط والعلاقات بين الافراد في المجتمع .
المطلوب ، تكثيف الدورات التوعوية في المراكز الشبابية حول ثقافة التطوع و لاسيما في المؤسسات التعليمية حيث انها الان لم تعد مجرد مؤسسات اكاديمية دقيقة بالعلوم المختبرية او التجارب الحقلية فحسب بل اصبحت مؤسسات مجتمع مدني من واجبها دراسة المجتمع و تقييمه و اخراج نقاط قوته و ضعفه.