"الشعر العربي بالقيروان".. تواصل إبداعي في زمن الوباء
حقق بيت الشعر في القيروان تألقاً لافتاً بتنظيمه الدورة الخامسة من مهرجان الشعر العربي، الذي شهد مشاركة 10 شعراء، هم: منصف الوهايبي، ومحمد الغزي، وفاطمة بن فضيلة، ومحمد الكنايسي، وحسين الجبيلي وسارة السلطاني، ومنير صويدي، والأزهر الحامدي من تونس، وليلى نسيمي من المغرب، ومحمد إمباي من السنغال، وذلك في أمسيتين شعريتين، على مدى يومين، بحضور جمهور غفير رغم الظرف الصحي الطارئ، كما شهدت الفعاليات أصبوحة شعرية لأعضاء "نادي الشعر وتعليم العروض"، الذي تأسس داخل البيت منذ سنوات، وساهم في تكوين عدد كبير من المبدعين اليافعين والشبان.
وثمّنت مديرة البيت الشاعرة التونسية جميلة الماجري الدور الكبير الذي تقوم به الشارقة من دعم ورعاية للثقافة العربية، وبخاصة في المبادرة التاريخية المتمثلة بإنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي، في حين قدّمت إحصائية لافتة أنجزها البيت خلال العام الحالي 2020، وأشارت إلى إن 63 شاعراً وشاعرة، و18 محاضرة، و36 نشاطاً جرى تداولها على منبر البيت بعمل دؤوب لم يعرف التوقف حتى في ذروة الجائحة حيث واصل البيت فعالياته عن طريق منصته الإلكترونية.
وقالت الماجري، إن البيت يعتزم في نهاية العام إصدار كتيّب يضم أعمال المهرجان، إلى جانب إصدار تسجيلات بالصوت والصورة، ضمن الجانب التوثيقي الذي يعمل عليه البيت في نهاية كل عام، وأكدت أن البيت أصبح علامة ثقافية مميزة في تونس الأمر الذي جعله أشبه ما يكون موئلاً للعديد من المثقفين المحليين والعرب في آن معاً، فضلاً عن الانفتاح على جميع المواهب التونسية والعربية الصاعدة وتقديم كامل الدعم المعنوي لهم.
من جانبه، قدّم الدكتور حاتم الفطناسي، من جامعة سوسة التونسية، ورقة بعنوان :"بيت الشعر بالقيروان.. الانجاز والطموح"، منطلقاً من تثمين المشروع الرائد لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، المتمثل في تأسيس بيوت الشعر في الوطن العربي، وما حققه بيت الشعر بالقيروان من أنشطة ومختلفة ومتنوّعة من أمسيات شعرية وندوات فكرية وأدبية، وتأسيس علاقة قوية مع شعراء تونس، وشعراء الدول العربية، وعمل البيت الدؤوب على توثيق أنشطته وأعماله واستقطاب منبره للأسماء البارزة من الشعراء والنقاد والجامعيين واسهامه الذي يشيد به مثقفون في رفد المشهد الثقافيّ التونسي.