رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

العملات الرقمية وبناء العلامة التجارية الجديدة بقلم محمد عبد السلام

العملات الرقمية وبناء العلامة التجارية الجديدة بقلم محمد عبد السلام
جوهرة العرب : محمد عبد السلام
الشريك والرئيس التنفيذي شركة بيورنسي
 
تحدثنا في مقال سابق عن أهمية الاتفاقات التي تعقدها الشركة المصدرة للعملة الرقمية، ما يبرز مدى مصداقيتها وقوتها بذات الوقت، لكن من الضرورة بمكان التذكير إلى أن العملات الرقمية في العالم الافتراضي تقسم إلى قسمين رئيسيين، الأول ما طرحته الدول في السوق العالمي، والثاني ما طرحته الشركات للتداول والتعامل الدولي.
فالدول التي تصدر وتطرح العملة الرقمية الخاصة بها، تشبه إلى حد ما العملة الخاصة بذات الدولة، فالعملة بشكل عام ترتبط باقتصاد الدولة، ودرجة قوته من حيث امتلاكه لاحتياطي نقدي أجنبي أواحتياط من الذهب، والحركة التجارة وغيرها من العوامل التي تحكم طرحها لعملة جديدة، وطبعا لابد من ذكر اتفاق بيرتون وودز 1944 الذي حدد أسعاراً ثابتة لجميع دول الأعضاء في صندوق النقد الدولي، وعام 1971 عام إيقاف تحويل الدولار المملوك للحكومات والبنوك المركزية الأجنبية إلى ذهب أو أصول احتياطية أخرى، ما أدى إلى سقوط نظام استقرار أسعار الصرف، ولهذا حديث أخر.
أما حينما تعتزم الشركات طرح عملاتها الرقمية، تصطدم بعدد من العراقيل، أولها وأهمها التمويل، لذا تهدف هذه الشركات جمع المال لتحويل مشروعها التقني إلى مشروع قائم وذا مصداقية، وذلك من خلال طرح عملتها المشفرة، ما يخلق عدداً من الشكوك والمشكلات لدى المستثمرين في المرحلة الأولى نتيجة خوفهم على الأموال التي وضعوها في الاستثمار بهذه العملة، وتنجلى الشكوك مع مصداقية الشركة وانتشارها وخطوات عملها، وحتى خارطة الطريق التي تتبعها أثناء طرح العملة، وإدخالها بعدد من منصات التداول، إضافة للاتفاقات التي عقدتها مع الشركات والمصارف العالمية للسماح بتداول العملة، واستبدالها بالنقود.
تُبنى العلامة التجارية لأي عملة رقمية من خلال سمعة الشركة، فالمصداقية التي تطلبها أي شركة من عملائها، تأتي نتيجة عدد من العوامل أهمها الاهتمام بالعملاء والقيمة المضافة التي تعطيها الشركة لهم، بل والتعامل معهم كشركاء، ما ينتج عنه الثقة المطلقة من العميل بالشركة، إضافة لثقته أن رأيه يُقدر بثمن حين إبداءه، لذا لن يبخل عن الشركة والقائمين على إدارتها برأيه حينما يجد خلل في تعاملاتها أو تشكيك في تصرفاتها، وحتى حينما تواجهها إحدى المشكلات، يكون أول المدافعين عنها لثقته بأنها ستتجاوز مشكلتها وستقف من جديد بأفضل مما كانت عليه.
وبالطبع سمعة الشركات قابلة للرجحان، فالآراء بها مختلفة، كما الأشخاص، فهناك منافسين وصداميين في سوق العمل، لذا بمقدار ما تحاول الشركة المحافظة عليها، بمقدار ما ستواجه تشكيك وهجوم، لكن المهم أن تبقى تعمل، وتردم وراءها الأقوال والأفعال السلبية كي لا تتأثر بها.