جوهرة العرب :المستشار محمد الملكاوي –
رئيس تحرير موقع "جوهرة العرب" الإخباري
أراد سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصُباح أن تكون أول محطات حـُكمه الرئيسية والقوية لدولة الكويت ذات الامتدادات المحلية والإقليمية والدولية أن تكون (رسالة) كويتية قوية عبر صناديق اقتراع مجلس الأمة، للتأكيد لمنطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي من جهة، والعالم من جهة أخرى على أن السياسة الكويتية ثابتة الجذور والأركان، وأنها تقوم على الإسلام والسلام والأمن والاستقرار، والقيادة الحكيمة والواعية، والتأقلم الذكي مع المتغيرات والتقلبات والتناقضات، رغم ألسنة اللهب المتصاعدة من أكثر من منطقة ساخنة في الإقليم، وكذلك رغم الرياح الإعلامية المتناقضة والأمواج الحربية العاتية التي يشهدها بحر الخليج العربي والبحر الأحمر والبحر المتوسط والبحر الميت على وجه الخصوص.
والشعب الكويتي أراد أيضاً أن يؤكد بأنه يتفق مع رؤى وتوجهات قيادته ودولته بأن "الديمقراطية الكويتية" عبر بطاقات الانتخاب هي أقوى الأركان والركائز لتعظيم دعائم الكويت السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بما فيها الديمقراطية الكويتية، التي تحقق ألقاً مستمراً في إشراك المواطن الكويتي في صناعة القرار الوطني (السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي وغيرها) من خلال انتخاب ممثلية في مجلس الأمة.
وسمو الشيخ نواف الذي تولى الحُكم بعد عقد من الزمان إثر انهيار دول وأنظمة كثيرة في الإقليم ساهم فيها ما يُسمّى بالدرجة الرئيسية الربيع العربي الدموي التدميري الذي بدأ في أواخر عام 2010، وتسبب هذا الربيع الأسود بسقوط أنظمة عربية عديدة، وحروب أهلية في دول عربية مجاورة للكويت حدودياً أو مجاورة سياسياً أو اقتصادياً شعبياً، أو مجاورة قلبياً وعاطفياً ووجدانياً، يدرك كقائد (كويتي وعربي ومسلم) ومتابع لكل ما يجري من على قُرب منذ أن كان ولياً للعهد لمدة حوالي (15) عاماً بأن الكويت لم تكن بمنأى عن الأخطار والتحديات والخلافات والاختلافات التى تواجه الخليج العربي والشرق الأوسط، ولكن حِكمة القيادة الكويتية ووسطيتها واتزانها جعلها تسير بوعي وإدراك كامل لكل ما يجري، وسط حقول ألغام المنطقة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وقد تجاوزتها الكويت بهدوء وأمان وثقة بالنفس، لا بل فقد خرجت برصيد كبير من الثقة والاحترام والدور القوي الفاعل على المستويين الإقليمي والدولي.
ويمكنني التأكيد هنا على أن دولة الكويت (بقيادة أميرها الجديد الشيخ نواف الأحمد الصُباح والحكومة والشعب الكويتي) قد أثبتوا بأن الكويت هي (دولة تعتمد على مؤسسات) عريقة وعميقة، ودستور وتشريعات راسخة، وأنها أكبر وأصلب من الأخطار والتحديات القريبة والبعيدة، فهي التي ضمّدت جِراحها بسرعة، وكفكفت دموع عيونها حزناً وألماً بعد ما يزيد على الشهرين بقليل من وفاة فقيد الكويت والأمة العربية والإسلامية والعالم المغفور له بإذن الله أمير الإنسانية والحِكمة والاتزان سمو الشيخ صُباح الأحمد الصُباح. كما عملت الكويت أيضاً على تحدي أخطار وتحديات جائحة كورونا، وأجرت انتخابات تشريعية مهمّة في مسيرة الكويت (على غِرار الولايات المتحدة الأمريكية – أكبر وأقوى دولة في العالم)، ولتجدد بذلك العزم والعزيمة كقيادة وحكومة وشعب وديمقراطية راسخة على مواصلة الدرب الذي خطه زعماء وقادة دولة الكويت الحديثة منذ قرن من الزمان.
وأرى بأن هذه الدولة الخليجية (الكويت) التي تربض باتزان وتطور وتقدم متواصل على شواطئ بحر الخليج العربي جعلت من انتخابات مجلس الأمة 2020 جسراً يربط تاريخ الكويت العريق الذي يمتد إلى ما قبل عهد الاسكندر المقدوني والعصرين الحجري الحديث والمتوسط قبل الميلاد، مع ماضيه القريب المستنير الذي تم فيه قبل حوالي (100) عامٍ القيام بأول محاولة ديمقراطية لتأسيس مجلسٍ للشورى عام 1921، ولكن التأسيس الحقيقي للديمقراطية الكويتية كان عام 1961 عندما تم إجراء أول انتخابات لاختيار ممثلي الشعب الكويتي للمجلس التأسيسي الذي صاغ دستور الكويت في العام التالي 1962.
وأعرف كما يعرف غيري من المحلليين السياسيين والأمنين بأن الكويت تواجه أخطاراً وتحديات عديدة أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية وغيرها، إلا أن الأنظار العربية والإسلامية والدولية الإيجابية والمتفائلة تتجه حالياً نحو الكويت بانتظار خطوات على الأرض من الأمير (الجديد – العريق) سمو الشيخ نواف الجابر الصباح لوأد بعض الخلافات الرئيسية بين بعض الدول العربية، والتي تسيطر (هذه الخلافات) على المشهد السياسي والحروب الإعلامية الحالية، فالحِكمة والحِنكة طالما عودتنا عليها القيادة الكويتية بأنها لم تكن دائماً وسطية الرؤى والهوى فقط، وإنما كانت أيضاً العامل القوي في إذابة الجليد، أو إطفاء شرارات الخلافات، أو نزع فتائل (جمع فتيل) العديد من الحروب والتوترات والخلافات الشديدة في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي والعديد من الملفات الساخنة في الإقليم، الذي يواجه هزات واهتزازات عسكرية وحربية وسياسية واقتصادية واجتماعية بشكل دائم.
وفي الختام، أود أن أهنئ سمو أمير دولة الكويت وأعضاء مجلس الأمة والشعب الكويتي الشقيق على مواصلة تجديد الثقة بالديمقراطية الكويتية مرة بعد أخرى، التي ترتقي بهذه الدولة العميقة سنة بعد سنة إلى مصاف الدول العالمية المتقدمة، وهذا ليس بغريب على دولة أركانها لم تتزعزع يوماً ولم تضعف حتى في أحلك الظروف القاسية. (م. م.)
msa.malkawi@gmail.com
#المستشار_محمد_الملكاوي