رحل دييغو ارماندو مارادونا عن عالمنا مسلما روحه لخالقه بعد ٦٠ عاما شابها العديد من المحطات والاحداث سواء كانت سيئة او جميله ؛ وبغض النظر سواء كنت تتفق معه ام تختلف ، فهو الان بين يدي خالقه.
كرة القدم ..
تلك الكرة الجلديه التي ينظر اليها الكثيرين على انها جماد تافه تجمع الملايين ولربما المليارات حولها مستخفين بعقولهم - على حد زعمهم - ويعتبرونها احدى طرق اضاعة الوقت او التسليه الزائفه التي هي بلا قيمه كما يعتقدون في ادمغتهم ، ولربما لا يعرفون اصلا من هو ذلك الشخص الذي هز برحيله العالم بأسره.
ذلك الشخص الذي قد لا يكون ذلك المثال الذي يحتدى به او القدوة لجيل ناشىء نظرا للمشاكل التي وقع تحت وطأتها في مرحلة مظلمه كانت في حياته انهت مسيرته الكروية بطريقة سيئة لم يكن لاي مشجع كروي ان يتمناها لاسطورة اعطت معنى جديد و أفق مختلف لكرة القدم على مر عقود وعقود سابقه كانت أو لاحقة.
قد يختلف الكثيرين معه ، ولكن الكل يتفق ان ذلك الفضائي هبط على الكرة الارضية وعرض كرة قدم للجماهير بصورة رائعة خلدت اسمه ليس فقط في تاريخ كرة القدم ، بل في تاريخ العالم اجمع.
ذلك الشخص الذي ولد وترعرع في حي فقير في تيغري ( احدى ضواحي بيونس آيرس ) ، وعانى الفقر والأمرين حتى وصل الى ما وصل اليه وامتلك ملايين القلوب في مدينة تبعد عن مسقط رأسه الاف الكيلومترات واصبح رمز مدينتها وهي كما تعرفون ( نابولي ).
عندما تقرأ الصحف الارجنتينيه بالأمس التي تنعي مارادونا وتسمع باعلان الحداد في كامل الارجنتين ؛ فاعلم ان هذا الشخص ليس بعادي ، فحياة اكثر من ٤٥ مليون ارجنتيني تعطلت بالأمس وطغى الحزن والالم عليهم ، فما بالك بقلوب مئات الملايين في العالم التي فطرت برحيل هذا الاسطورة بعد سنوات من المعاناة مع المرض.
مارادونا لمن يبحث في حياته على مر هذه السنوات ، سيرى بين خباياها رحلة معاناة ومد وجزر فمن اعلى القمه الى اسفلها ومن الفقر الى الغنى ، ومن يعمق اكثر ؛ يرى ان مارادونا دفع ثمن الشهرة وانحرفت حياته في العديد من المحطات ، ومع ذلك فان الكثيرين تعاطفو معه حتى تخطى محنته مع المخدرات التي دمرت حياة الكثيرين وممن استسلمو في حياتهم.
قد لا نعلم الكثير عما دار في عقل هذه الاسطورة في تلك الحقبه السوداء من حياته ، الا اننا شعرنا بالسعادة بتخطيه تلك الحقبه وعودته الى ما كان عليه وكسب احترام الكثيرين بالطبع.
وخاتمة ..
قد يجمع الكثيرين على ان الدار الآخرة لهذا الانسان قد لا تكون افضل حالا من تلك المرحلة السيئة من حياته وربما تكون اسوأ ؛ لكن على الاقل هذا الانسان استطاع ان يسطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ العالم بأسره سواء كان في موطنه الارجنتين او في مدينة نابولي او حتى في قلوب مئات الملايين في العالم ، وبخبر رحيله خيم الحزن على العالم بأسره وبالتالي لم يكن مجرد نكرة ولد وعاش ومات ولم يدري به أحد وهو حال الكثيرين في هذا العالم.
انا لم اعش زمن مارادونا واكتفيت بتلك الفيديوهات المسجله له ، لكنه بالفعل ترك في قلبي معنى فريد لكرة القدم وبت اعلم ان كرة القدم ليست مجرد كرة جلدية تافهه ، شأني شأن الكثيرين من عشاق هذه المستديرة.