نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، أمس "الأربعاء"، ندوة افتراضية بمناسبة الذكرى 57 لتصدير أول شحنة نفط، جاءت بعنوان "ريادة تجربة دولة الإمارات في تطوير قطاع النفط والغاز"، وشهدت الندوة إطلاق كتاب جديد من إصدارات النادي بعنوان "الطريق إلى صناعة نفط أبوظبي" للباحثة شمسة الظاهري.
أدار الندوة الدكتور عبد الرحمن الشايب مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية، وشارك فيها كل من الدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة والصناعة السابق، والدكتور حمدان راشد الدرعي الباحث والمؤرخ مؤلف كتاب "قصة النفط في أبوظبي"، والسيد ديفيد هيرد الباحث والمؤرخ، والإعلامي خليل عيلبوني مدير مكتب معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، ومستشار الإعلام والنشر نبيل زخور.
وقالت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث إن تنظيم الندوة يأتي انطلاقا من اهتمام نادي تراث الإمارات من خلال مركز زايد بتاريخ النفط في الامارات وذلك لما يشكله هذا القطاع الحيوي من أهمية كبيرة، والاحتفاء بالمناسبات التي شكلت نقاط تحول في مسيرة اكتشافه وانتاجه لا سيما ذكرى الرابع عشر من ديسمبر الذي شهد تصدير أول شحنة نفط من الحقول البرية للعالم، كما يأتي تنظيم الندوة استكمالا للجهود التي بذلها النادي في التعريف بتاريخ هذا القطاع الحيوي حيث يستضيف قاعة أدكو التي تضم العديد من المقتنيات الخاصة بتاريخ اكتشافه وتطور صناعته وانتاجه وذلك ضمن قاعات معرض الشيخ زايد.
وأعلنت المنصوري عن إصدار كتاب "الطريق إلى صناعة نفط أبوظبي" للباحثة شمسة الظاهري الذي رصدت فيه الحقبة الزمنية التي شكّل اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي نقطة تحول كبرى في تاريخها، حيث يتناول الكتاب موضوعات مختلفة عن اتفاقيات وامتيازات النفط الأولى في إمارات الخليج العربي وعن رجل التعدين البريطاني الرائد هولمز الذي دخلت من خلاله شركات النفط الأمريكية إلى منطقة الخليج العربي، وعن رائد النهضة النفطية في أبوظبي الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان (1928-1966) الذي أصبح مجتمع أبوظبي على يديه أكثر حيوية.
كما يتناول الكتاب النواحي القانونية المتعلقة بالتنقيب عن النفط والمفاوضات التي جرت بين الحاكم وممثلي الشركات، وعن تاريخ تأسيس شركة بترول أبوظبي الوطنية للتوزيع وذكريات ومشاهد من برنامج "الذهب الأسود". ويختم الإصدار بنشر مذكرات المهندس المشرف على عملية إنتاج أول نفط من حقلي "عصب و"سهيل" وهو السيد هيرد بي، الذي قدم مذكراته كعربون صداقة وإخلاص للكثيرين ممن عملوا معه في إمارة أبوظبي.
وعدّد الدكتور مطر حامد النيادي أبرز المناهج الرئيسية التي اتبعتها الدولة في سياستها النفطية، مثل سياسة منع حرق الشعلة، والمحافظة على البيئة البحرية المحيطة بحقول النفط والعمل على تنميتها، واستخدام تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه، والاستثمار في الطاقة المتجددة.
من جانبه تحدث الدكتور حمدان الدرعي عن بدايات عصر النفط، وعن الظروف والمعطيات التي رافقت مسيرة الامتياز النفطي في إمارة أبوظبي، من خلال تحليله لعدد من الوثائق التاريخية.
وشرح خليل عيلبوني أسباب تأخر اكتشاف وتصدير النفط من المناطق البرية حيث أكد أن اكتشاف النفط في هذه المناطق كان في عام 1953 وتأخر إعلانه إلى عام 1958، كما تحدث عن أسباب انخفاض عائدات النفط في بداية فترة اكتشافه.
وسرد نبيل زخور ذكرياته خلال العمل في مجال النفط، وتحدث عن مراحل تطور عمليات انتاج النفط والغاز في الدولة، وعن الدور المحوري لعائدات النفط والغاز في النهضة التنموية الشاملة التي شهدتها الدولة بشكل عام.
أما ديفيد هيرد الذي يعد شاهد عيان على المتغيرات الكبيرة في مدينة أبوظبي، فتحدث عن الخلفية التاريخية لاكتشاف النفط في المنطقة، حيث كان جيولوجياً ضمن فريق صغير للتنقيب يراقب براميل النفط الأولى وهي تخرج من حقلي عصب وساحل في أبوظبي.
حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وبدر الأميري مسؤول مكتبة زايد والمعارض في مركز زايد للدراسات والبحوث، والدكتور محمد فاتح زغل الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث، وعدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين.