رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

يوميات نازحة تروي حكاية مغرقة بالقدم .. بقلم سحر حمزة

يوميات نازحة تروي حكاية مغرقة بالقدم .. بقلم سحر حمزة
جوهرة العرب - سحر حمزة

كنت وولدي الصغير محمد نتحدث عن فلسطين بعد مشاهدتنا لفيلم عرض على إحدى القنوات حول الاعتداءات الأخيرة على الفلسطينيين هناك فقال لي أمي حدثيني عن أرض جدي بالقدس،صمت قليلا والفرحة لا تسعني لأن أبني لم ينسى جده الفلسطيني أبي ، فأعاد لي شريطا ذكريات أمي التي قالت لي يوما عنها ، ووصتني أمي رحمها الله أن لا أنسى فلسطين ،وأودعنني أمانة بأن أعلم حبها لأبنائي ،أخبرته أن نساء فلسطين سجلن بطولات بالصمود خلال الحروب التي شنت على الأرض بفلسطين عام 48 قصص صمود و لجوء ونزوح من مدن فلسطين مثل اللد والرملة ويافا وحيفا وتبعها النزوح عام 67 من القدس والخليل وحيفا ونابلس والجليل والكثير من المدن والقرى والمخيمات ممن هربوا عبر الجبال إلى سوريا ولبنان والعراق والخليج و وصلوا كافة أنحاء العالم.

وبقي الصامدون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي فضلوا الموت عن الهروب من بيوتهم وأراضيهم ،يعيشون على مضض وحسرة بين محتل صهيوني لا يعرف الرحمة بحياة ملؤها الرعب والهلع من إلإستيطان واغتصاب الأرض بقوة السلاح ،نظر إليهم بعض الشعوب في العالم بعين العطف جمعوا التبرعات لأجلهم وزادت حملات التسول وبعدها شيدت المخيمات لإيوائهم في كافة أنحاء العالم،ما زالت صور القتل لا تغيب ،كانت شاهد عصر على وحشية العدو وفصلوا بين المدن التي يسكنها من بقي هناك من أهلنا بفلسطين بجدار عازل وما زالت تلك الصور شريط يعبر كل يوم في ذاكرة الزمان كي لا ننسى تنبهني إلى حال أهلنا هناك كوني جذر متفرع من جذور هذا الشعب الممتد في كل مكان على الأرض ، جميعهم يحملون الجرح الذي ما زال ينزف جراء ما تعرض له ذويهم من الظلم منذ سنين كما وصفته أمي لي رحمها الله التي كانت دوما تذكرنا بذلك كي لا ننسى فلسطين لتبقى راقدة من وجداننا ،هي حكاية كل أم فلسطينية عايشت وشاهدت أحداث النكبة والنزوح غير الأخير ، وما عصفت الريح بهذه الأرض وشعبها الصامد بالداخل منذ تنفيذ بريطانيا وعد بلفور لليهود وقدمت لهم فلسطين هدية على طبق من ذهب مدعية أن لهم حق فيها. 
كل يوم تعود بها الذاكرة إلى البداية حين بدأت سياسة التهويد للقدس الشريف ،والحرم الإبراهيمي بالخليل ،و لكل ما وقعت عليه أيدي اليهود المتطرفين ، سواء من البشر أو الحجر أو حتى في بطون الكتب التي تؤكد حق الفلسطينيون بالأرض ،حتى أن اليهود المتطرفين حاربوهم ، بالفكر والعلم والثقافة الدخيلة،وبالإعلان عن اكتشاف هيكل سليمان ، ونجمة داوود ،وعن أبحاث نسبت لهم ، بأسماء علماء آثار يهود أو حاخامات ،الإعلان عن بروتوكولات صهيون ،ما يدسون بها مسميات لاكتشافات لهيكل يدعون أنه تحت أقدس بقعة في القدس الشريف في المسجد الأقصى ، ليهودوا المدينة المقدسة وينسفوا ما خلفه الأجداد وتركته الحضارات المتعاقبة من بصمات من التراث والآثار فحرقوا المساجد والأشجار وقتلوا الأطفال والنساء ولم يبقوا ما شيده الفلسطينيون الكنعانيون وما كان مبنيا منذ آلاف السنين الذي يوثقه التاريخ والكتب السماوية والرسالات للأنبياء .

 وبالرغم ما جرى لشعبنا الفلسطيني والذي بدأت آثاره يطال البلاد العربية بما سمي بالربيع العربي تباعا علينا أن لا ننسى القضية،أنها حقنا الذي لن نصمت عنه أنه موثق في بطون الكتب لأنهم صهاينة من يني إسرائيل محتلين وطننا الأم ،وهم الغرباء علينا ،لهذا سيبقى الزيتون شاهدا ليوم القيامة على ذلك ،وعلينا أن نزرع أشجاره المباركة في كل بقاع الأرض ،كي تنطق لتدلنا عليهم على أرض الرباط بالمعركة الحاسمة ،وننادي للقدس الحبيبة سنجدد الوفاء لأرضنا ونقسم مع شروق شمسنا كل صباح ،ونصرخ عاليا لا للحصار ،ونعم لأبطال غزة الصامدين ،هلم أخوتي معي لنمنحهم المزيد من التأييد كي يبقوا صامدين ويبقون نموذجا مثاليا في الحفاظ على أرضهم دون أن تدنسها أقدام اليهود ،نعم للتضحية والفداء من أجل فلسطين الصامدة ،نعم لصمود غزة العزة رغم حصارهم داخل اطهر جزء من فلسطين بشعب لا يقبل الذل وبإذن الله سيحررها أبطال قادمون مثل صلاح الدين الأيوبي ،والخليفة المعتصم والسلطان عبد الحميد العثماني الذي رفض بيع شبرا من أرض فلسطين لليهود ،وستعود القدس حرة مهما طالت السنين وهنا صمت قلمي عن الكلام وتنهدت بعدها لأنظر نظرت لولدي بعمق لأخبره أنه الأمل المنتظر في الأجيال المقبلة لتحرر قدسنا وتكسر حصار غزة العزة .