أهم المواقع الدينية بمدينة مادبا الفسيفسائية لن تقيم الطقوس الاحتفالية بليلة الميلاد ورأس السنة الميلادية

جوهرة العرب مادبا ،خاص ،سحر حمزة

ألقت جانحة كورونا كوفيد 19 مع انتشار  فيروس بظلالها على احتفالات عيد الميلاد في مدينة مادبا الأردنية الفسيفسائية التي تعودت على أجراء احتفالات دينية خاصة بحضور عدد كبير من السياح سابقا للمشاركة بها ، لكن هذا العام أغلقت المدينة التي تشهد إضاءة شجرة الميلاد وسطها في احتفالية خاصة كل عام في ذروة موسم العطلات المعتاد، حيث زادت الجائحة من ظواهر الإغلاق لموقع جبل نيبو مقام سيدنا موسى المطل على فلسطين والقدس الأسيرة وأغلقت المطاعم والمرافق السياحية في المدينة أبوابها أمام السياح بحسب قوانين الدفاع وقرارات وزارة السياحة والحكومة الأردنية .

وقد شارك مندوبون عن الكوادر الصحية في محافظة مأدبا، بإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد في ساحة السلام وسط المدينة السياحية الفسيفسائية بحضور عدد من رجال الدين المسيحي والفعاليات الرسمية والشعبية، مع الالتزام بالبروتوكول الصحي وإجراءات التباعد الجسدي الاجتماعي .

وقال رئيس جمعية تطوير السياحة سامر الطوال، إن المشاركة بإضاءة الشجرة من قبل الكوادر الصحية أتت تقديراً لجهودهم التي نجحت في كبح جماح وباء كورونا. وإضفاء مباهج الفرح والسرور على أهالي المدينة المسيحيون الذين يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام .

وبين الطوال أن إضاءة شجرة عيد الميلاد احتفالاً بميلاد المسيح، هي رسالة لكل العالم دعوة مفتوحة لنشر المزيد من المحبة والتسامح والتآلف بين الجميع في مدنتنا الأثرية السياحية ، مضيفاً "أننا في الأردن نعيش بمزيد من الطمأنينة والتآخي بين الأديان والخير والسلام" والحمد لله .

إلى ذلك وخلال جولة لوكالة ألليلك نيوز الإخبارية ميدانيا في بعض المواقع بالمدينة كان لنا هي اللقاءات مع المسئولين بمادبا  وبعض الآباء القديسين في المدينة أنه عملا بالإجراءات الوقائية، فقد جرى إضاءة شجرة عيد الميلاد وسط مدينة مادبا ، ضمن إجراءات أمنية وصحية مشددة، خاصة في ظل تسجيل معدلات إصابة عالية بفيروس "كورونا” في هذه الأوقات، وهو ما دفع بالحكومة إلى تشديد إجراءات الوقاية على السكان بالمدينة .

وقال الأب معين الحلو راعي كنيسة الكاثوليك في مدينة مادبا لقد أردنا أن يكون هذا الاحتفال تقليدا واقعا لا يُمس، ولكن بأسلوب جديد لم تعهده مدنتنا في قبل، حيث أننا سنطبق قوانين الدفاع التي نص عليها القانون حسب توجيهات الحكومة التي تلقيناها خلال الاحتفالات حسب المحافظة باقتصار الاحتفالات على الأهالي داخل الأسرة الوحدة مع التأكيد على التباعد الجسدي والاجتماعي بينهم ،في ظل الجانحة وبعدم إقامة الطقوس الدينية المعتادة ، واقتصار أداء الصلاة في المنازل وعدم التجمعات في مواقع أداء الصلوات بالكنائس كما جرت العادة وقد لجأنا للاحتفال بإنارة شجرة الميلاد مع الجهات الرسمية ليبقى الأمل والتفاؤل يرفرفان في مادبا خاصة والعالم عامة تحديا للظروف الراهنة التي تفرض علينا بظل الجانحة ”.

وقال الأب معين الحلو إن إجراءات إضاءة شجرة الميلاد في المدينة تم وفق برنامج خاص في أجواء خاص ، وبناء على البروتوكول الصحي المقدم من وزارة الصحة، والذي أعد مسبقا لهذا الغرض بالتنسيق مع البلدية والجهات المعنية ، بعد أن اقتصر عدد المشاركين على عدد محدود من المواطنين.

وقد أكد مواطنون من الطوائف المسيحية بمادبا بأن كورونا لن توقف احتفالاتهم بميلاد السيد المسيح وأنهم سوف يتحدون الظروف  لاسيما بظل أجواء البرد القارص والأمطار المتوقعة بأن تهطل في هذا الوقت من العام، للاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد، غير أن فيروس "كورونا” كان أقوى هذه المرة من العوامل الطبيعية.

وقال عطوفة محافظ مادبا علي فضل الماضي  بأن تختصر الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد وإضاءة شجرة عيد الميلاد في ساحة المدينة على 20 شخص ، مع إغلاق المطاعم والاستراحات والفنادق ، كما ذكرت وزارة السياحة في توصياتها أن الفعاليات الدينية عشية عيد الميلاد "يجب أن يكون عدد الحاضرين فيها محدودا جدا لا يزيد عن 20 شخص من رعايا الكنيسة ”.

 

من جهته قال الأب عمار شاهين مدير موقع جبل نيبو الأثري الديني :"بأن جبل نيبو مغلق منذ بدء جانحة كورونا كوفيد 19  مارس الماضي وان الآباء الفرنسيسكان ملتزمون بأوامر الدفاع التي أصدرتها الحكومة بضرورة التباعد الجسدي والاجتماعي وتنفيذ الإجراءات الاحترازية لتجنب تفاقم الأزمة وما قد ترتب من تداعيات جانحة كورونا التي تأثر بها القطاع السياحي بما أدى إلى إغلاق جبل نيبو أمام الزوار وهو أمر لم يحدث مسبقا  من قبل حيث أنه المقام المقدس الهام الذي يزوروه السياح المسيحيون من كافة أنحاء العالم وهم سيتذكرون التاريخ عندما نظر إليه سيدنا موسى عليه السلام ، واطلع من قمته على الأراضي المقدسة بفلسطين حيث مولد السيد المسيح مؤكدا أنه سيبقى مغلقا حتى نهاية هذا العام في ظل الظروف الراهنة التي حالت دون الاحتفاء داخل الكنيسة المقدسة  بقداس الميلاد والاحتفال بليلة الميلاد المجيد  كما كل عام ولكننا سنضيء الكنيسة لتبقى شاهد عصر على هذا المكان التاريخي المقدس الذي يزوره الحجاج المسيحيين من كافة أنحاء العالم مع حرصنا الشديد على تطبيق قوانين الدفاع الخاصة بالجانحة بإغلاق الكنيسة وعدم استقبال الزوار له مع تطبيق التباعد الاجتماعي في حال أقامة قداس عائلي ليلة الميلاد وإضاءة الجبل بالشموع وإنارة شجرة الميلاد ،وتلاوة تراتيل الميلاد أحياء لذكرى ميلاد السيد المسيح تقديسا لهذا النبي الذي ضحى بنفسه من اجل البشرية وننظر للمغطس وكنيسة المهد والقيامة من أعلى قمة جبل نيبو أحياء لليلة الميلاد التي لها بصمات مباركة بقلوبنا وتعمق أيماننا بالله الذي سيزيل الغمة ويقضي على الوباء بأذنه مع بدء العام الميلادي الجديد

من جهته قال رئيس بلدية مادبا محمد الفساطلة إنه بسبب الظروف القاهرة التي ضربت السياحة عامة بفعل وباء "كورونا”، جاءت التحضيرات مختلفة، حيث سيشاهد المعنيون الاحتفال إلكترونيا، على أن تكون الفعاليات التي ستنظم خلال ليلة الميلاد إضاءة الشجرة افتراضيا ليراها المحتفلون بالعيد .

 على صعيد متصل أشار سكان المدينة، إلى أن الزينة التي اعتادوا على مشاهدتها في الشوارع، لم تكن مماثلة كالأعوام السابقة، ويرجع رئيس البلدية محمد الفساطلة السبب إلى الجائحة، ويقول إنهم دعوا إلى إظهار الزينة لكن ليس ككل عام، واقتصاره على ساحة المدينة وشجرة الميلاد التي ستكون إضاءتها بشكل مختلف عن كل عام.

والمعروف أن ذروة الاحتفالات تكون هذه الليلة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وفق التقويم الغربي، وفي ليل السادس من الشهر القادم، وفق التقويم الشرقي، حين تجرى في كنيسة الروم واللاتين في مادبا إقامة قداس منتصف الليل، والتي كان يحضرها المحافظ وعدد من المسئولون ورجال الدين المسيحي في المدينة .

وهنا يوضح رئيس البلدية الفساطلة أنه تم اتخاذ قرار موحد على شكل ومضمون الاحتفال الكبير، بدخول موكب البطريرك والآباء الفرنسيسكان ورجال الدين المسيحي بمادبا،وما بعد هذا التاريخ من طقوس احتفالية برأس السنة الميلادية .

وكانت منظمة الصحة العالمية، دعت لأن يكون الاحتفال بعيد الميلاد في "جمع صغير”، دون لم شمل عائلي كبير، وقالت إن ذلك بلا شك سيكون "الخيار الأفضل” في ظل انتشار فيروس "كورونا”.

وهذا أكد محافظ مادبا علي فضل الماضي لليلك نيوز أنه من شأن هذه الإجراءات التي تزيد من وطأة الجانحة على القطاع السياحي في مدينة مادبا ، أن تلقي بظلالها الاقتصادية على السكان وأرباب الفنادق والمطاعم وأصحاب محلات بيع هدايا الميلاد .

ويقول أصحاب محال الهدايا في مادبا الذين  التي يبيعون للسواح، إنهم تكبدوا خسائر مالية لم تعهد من قبل،و أن الفنادق والمطاعم التي تعتمد على حركة السياحة أغلقت أبوابها وسرحت عمالها، مشيرا إلى أن محال أخرى لها علاقة بيع أعمال يدوية مصنوعة من الخزف ومن شجر الزيتون، تمثل مدينة المسيح، أغلقت هي الأخرى أبوابها، إضافة إلى المشاغل التي تقوم بتجهيز هذه الهدايا، ما أدى لتسريح بعض العمال منها .

وأوضحوا ، بأن الركيزة الأولى لاقتصاد المدينة يقوم على السياحة، فيما لم يتواجد هذا الموسم أي سائح في مدينة مادبا ، في حادثة لم تسجل من قبل، حيث اعتادت المدينة على استقبال الأفواج قبل وأثناء وبعد أعياد الميلاد، وهو ما كبد التجار خسائر كبيرة.

ففي مدينة مادبا  بمثل هذه الأوقات كانت في هذه الأوقات تعج بالسياح الذين يقدمون من كافة أنحاء العالم، لزيارة "جبل نيبو ”، والصلاة فيها، ومشاهدة المكان المقدس في الجبل الذي يطل على مهد السيد المسيح حيث  خلت المدينة وفنادقها من تلك الأفواج، وقد سلطت الضوء على الخسائر الاقتصادية التي تكبدها القطاع السياحي ، جراء جائحة "كورونا”، حيث بينت أن إيرادات السياحة الداخلية التي تشمل السياحة الوافدة من الخارج والسياحة المحلية ضعيفة جدا ومنخفضة مقارنة بمثل هذه الأوقات من العام.