العملات الرقمة المستقرة والاهتمام الزائد .. بقلم محمد عبد السلام

محمد عبد السلام

الشريك والرئيس التنفيذي لشركة بيورنسي

 

تابع المهتمون ومالكو العملات الرقمية؛ صعود عملة البيتكوين الرقمية المدة الماضية إلى أكثر من 20 ألف دولار، ما جعل كثيراً منهم يعيد التفكير بالعملات التي يملك، فهناك عملات تتذبذب بشكل كبير في السوق، فيما هناك عملات مستقرة على أسعار ثابتة تقريباً لا تتأثر بالهبوط والصعود السوقي.

لكن المتابع لسوق العملات الرقمية، يعلم أن عملة البيتكوين تسيطر بنحو 55 % من سوق العملات الرقمية، فيما باقي العملات لا يتجاوز التعامل بها 45 %، أي أن الاهتمام بالبيتكوين كسلعة تقارن بالدولار، فيما من يريد الاستثمار بالأعمال المختلفة، يهتم بباقي العملات الأكثر استقراراً.

فالعملات المستقرة ونظراً للانخفاض النسبي لمستويات المخاطر المرتبطة بها؛ مقارنة بالأصول المشفرة الأخرى، يزيد الاهتمام بها، وصلت قيمتها السوقية لنحو 980 مليار دولار أمريكي عام 2018.

فالعملات المستقرة المرتبطة بأصول نقدية مقابلة تعد أهم العملات تداولاً، إذ تسطير تقريباً نحو 97 % من تداولات هذه العملات مستفيدة من وجود جهات مصدرة وضامنة لها.

وساعد ظهور وتنامي الاهتمام بالعملات المستقرة على تفكير شركات التقنية الكبرى بإطلاق عملات رقمية صادرة عنها، وهو ما ترجمه إعلان شركة فيسبوك عن نيتها إطلاق عملة مستقرة صادرة عنها تسمة "ليبرا" خلال عام 2020 - وطبعاً نتيجة للظروف الراهنة تأجل طرح عملتها-  وحفز هذا الإعلان على زيادة الاهتمام العالمي بالعملات المستقرة وفرض على الجهات التنظيمية على مستوى العالم النظر في الحاجة الملحة إلى تنظيم عمليات تداول العملات المستقرة لجعلها أكثر ثقة ومقبولية، وبالتالي بدء فصل جديد في تاريخ النقود.