رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

(تحليل) الأردن على صفيحٍ ساخنٍ: بين وطنٍ بديلٍ مشؤوم، وكونفدراليةٍ عرجاء، وإقصاءٍ مبرمجٍ للعشائر، ومتآمرين جاهزين للتوقيع ... فأين رجالات الوطن!؟ بقلم المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير

(تحليل) الأردن على صفيحٍ ساخنٍ: بين وطنٍ بديلٍ مشؤوم، وكونفدراليةٍ عرجاء، وإقصاءٍ مبرمجٍ للعشائر، ومتآمرين جاهزين للتوقيع ... فأين رجالات الوطن!؟ بقلم المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير

(تحليل) الأردن على صفيحٍ ساخنٍ: بين وطنٍ بديلٍ مشؤوم، وكونفدراليةٍ عرجاء، وإقصاءٍ مبرمجٍ للعشائر، ومتآمرين جاهزين للتوقيع ... فأين رجالات الوطن!؟

"جوهرة العرب" / تحليل بقلم المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير

·الأردن بين الخونة والمتآمرين وأقلام التوقيع:

الكثير من أفراد النُخب السياسية والبرلمانية والحزبية والإعلامية والاجتماعية والعشائرية الأردنيين يسبحون هذه الأيام تارة في مستنقعات المنطقة الضحلة وكأنهم على شاطئ محيطٍ عميق، أو في حوضِ (جاكوزي) في منتجع مخملي في جزر البهاما، وتارة ثانية يُحلّقون بتحليلاتهم السطحية في سماءات الإقليم معتقدين أنهم يقودون طائرات الشبح (F35) التي لا تكتشفها الرادارات ولا تصل إليها منظومات الصواريخ المتطورة، وأخرى ثالثة يسيرون بفخرٍ وزهوٍ على قِمم كثبان رمال سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية متحرّكة في المنطقة، وكأنهم يتسلّقون أعلى قمم (إفرست) في جبال الهملايا، أو أنهم تائهين كفراشات في ظلام ليل دامس.

فيما وطنهم الأردن يقبع حزيناً على صفيحٍ ساخن وصل مرحلة الغليان، بين خونةٍ يريدونه وطناً بديلاً، ومتآمرين يسعون لإقصاء الأردن والأردنيين من خارطة الإقليم، وتجار متآمرين ومنتفعين جاهزين بأقلامهم للتوقيع على أي حَلٍّ على حِساب الأردن، ما داموا سيقبضوا ثمن توقيعهم بالدولار الأمريكي أو اليورو الأوروبي أو حتى بالشيكل الإسرائيلي، فيما السواد الأعظم من أبناء الوطن غائبين أو مُغيبين عن مائِدة اللئام.

·سرقواكل شئ حتى فرح (الدوّاجين):

والمصيبة أن أمثال هؤلاء يتصدّرون التنظير في الصالونات والحلقات السياسية الأردنية والإقليمية، ونشاهدهم يتقيأوون غباء وضحالة على شاشات المحطات الفضائية المحلية والعربية، وفي مختلف وسائل الإعلام والندوات والمحاضرات واللقاءات والسوشيال ميديا، ويقهقهون عالياً وهم ينفثون سيجارهم الفاخر على (دولة) هي بالنسبة إليهم مجرد مزادٍ في سوقٍ لجني المال الحرام الذي هرّبوه إلى بنوك خارج الوطن، ويتاجرون بجوع الأيتام والأرامل والفقراء، وعَرق وتعب وجُهد العسكر ورجال الأمن والعمال والمزارعين والبائعين المتجولين والأكشاك وأصحاب الدكاكين الصغيرة و الدوّاجين (جمع دوّاج) في القرى والأرياف والبوادي ومناطق الفقرآء. (الذي لا يعرف من هم الدوّاجين عليه أن يسأل أي طفل أردني صغير في بوادي المملكة، أو يسأل الفنانين محمود الزيودي، نبيل المشيني أبو عواد، زهير النوباني، أو محمد ختوم العبادي شافاه الله، أو الفنانات شفيقة الطل، جولييت عواد، عبير عيسى أو ريم سعادة)، لأنهم وغيرهم من الفنانات والفنانين الأردنيين حافظوا على جزء من هذا الإرث البدوي الأردني المُشرّف في المسلسلات البدوية المحلية، الذي يكاد أن يندثر من الذين لا يريدون أن يكون للعشيرة دور في مستقبل الأردن.

·(10) ملايين إنسان عائلة الملك:

لهذا كم أحزن على إنسانٍ ومواطنٍ أردني برتبة ملك قال ذات يوم عام 1999: كنت مسؤولاً عن عائلة من (6) أشخاص أردنيين، والآن أصبحت مسؤولاً عن عائلة تضم (6) ملايين إنسان أردني، فيما أصبح الآن يعيش على أرض مملكته بعد أن غزا الشيب رأسه ونحن نودع عام 2020 ما يقارب (10) ملايين إنسان بين مواطنين ووافدين ولاجئين ونازحين وهاربين بحياتهم إلى واحة الأمن والأمان والاستقرار الوحيدة الباقية في بلاد الشام، وهي واحة الأردن.

·التحسّر على وصفي وهزاع:

وعندما يتحسّر الأردنيون احتراماً وإجلالاً وألماً على الشهدين وصفي وهزاع والمرحوم حابس المجالي وثلّة قليلة من رجالات أردنيين تحت ثرى الوطن الطاهر (الله يرحمهم)، فهذا يعني أن الساحة الأردنية منذ ما يزيد على (50) عاماً تكاد تكون خالية، من وطنيين أردنيين حقيقيين محسوبين على الأردن وعلى كل الأردنيين، الذين يمتدون بانتمائهم لثرى المملكة من قرية (عقربا) أقصى الشمال جارة نهر اليرموك، إلى (العقبة) أقصى الجنوب الرابضة على تاريخ (أيلة) القديمة على شواطئ البحر الأحمر، ومن (الرويشد وجابر والعمِري والمدوّرة والدِرّة) على أطراف البادية الأردنية شرقاً وجنوباً وانتهاء بنهري اليرموك والأردن والأغوار والبحر الميت ووادي عربة وصولاً إلى الثغر الذي لم يعد باسماً غرباً.

·الأردن يكاد يكون سجناً كبيراً داخل حدودٍ ملتهبة أمنياً أو سياسياً أو اقتصادياً:

والأردن أيتها السيدات والسادة الأفاضل على وشك أن يصبح سجناً كبيراً للأردنيين، حيث أن حدودنا مع العراق خطيرة وغير آمنة، وعلاقاتنا مع دولة العراق حكومة وشعباً مضطربة، وشريطنا الحدودي مع سوريا يكاد يكون ملتهبا وساخناً في بعض الأحيان، وروابطنا مع سوريا نظاماً وشعباً متقطعة الأوصال بسبب كثرة اللاعبين الدوليين والإقليميين فيها، وجسورنا مع الضفة الغربية في مد وجزر بسبب الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وبسبب تذبذب العلاقات السياسية الأردنية مع الأشقاء الفلسطينيين الممزقين بين الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة ثانية، فيما أغلق فايروس (كورونا) حدودنا الوحيدة الآمنة المتبقية مع السعودية وصولاً إلى دول الخليج العربي الشقيقة، التي تُعتبر العُمق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي الوحيد المتبقي للأردن في هذه المرحلة، والتي يسعى البعض بقصد أو غير قصد أو جهل تدمير الجسور الوحيدة معها، تحت ذرائع وحِجج لا تخدم المصلحة العليا للوطن، أو خِدمة لأجندات غير أردنية، أو تضامناً بائساً مع مُفتتين ومقسّمين ومتناحرين.

·السفينة الأردنية تائهة في إقليم مظلم ومضطرب

فماذا بقي للأردن!!!؟؟؟ وماذا بقي للأردنيين!!!؟؟؟

وهل مطلوب من قبطان (السفينة) الأردنية التي تسير في بحرٍ لُجيٍ (وأقصد جلالة الملك عبدالله الثاني) أن يقودها وحده من غرفة القيادة في هذا الإقليم المُظلم والمضطرب بزلازله وهزاته واهتزازاته وبراكينه السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، في حين أن الكثير من (النُخب) الأردنية آنفة الذِكر المفروض معظمها علينا وعلى المجتمع الأردني (السياسية والبرلمانية والحزبية والإعلامية والثقافية والاجتماعية والعشائرية وغيرها) تقف موقفاً متخاذلاً أو متراجعة للوراء، لا بل إن بعض هذه (النُخب) تساهم عن قصد (خبيث) أو غير عن قصد (طيب) قد يصل إلى مرحلة الغباء أحياناً في إرباك الأردن وإغراقه في بعض مستنقعات المنطقة الآسنة، خدمة لمصالح دول أو جماعات أخرى، أو خدمة لمصالح ذاتية أو شخصية ضيقة لهم.

وما يحزنني كأردني وأنا أحاول أن أربط الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة مع بعضها البعض بأن أرى الكثير من النخب الأردنية المتزنة غير قادرة على قراءة حاضر ومستقبل الأردن في الإقليم، بعد أن خسرنا عُمقنا السياسي والاقتصادي مع العراق منذ (30) عاماً، فيما لم تكن سوريا في يوم من الأيام عُمقاً سياسياً وإقليمياً للأردن بسبب تناقض المصالح بين النظامين السوري والأردني، ورغبة النظام السوري على مدى عقود طويلة ماضية في لبننة الأردن (ليكون لبناناً ثانياً تحت مظلتها)، هذا إلى جانب أن العلاقة الأردنية مع الكثير من القيادات والفصائل والنخب الفلسطينية المختلفة متذبذبة بين مرحلة وأخرى، إما بسبب التنافس السياسي بين الجانبين، أو بسبب تدخلات بعض أنظمة المنطقة في الشأن الفلسطيني ضد الأردن، هذا علاوة على أن العلاقات الأردنية الخليجية تمر بمخاض عسير بسبب تناقضات الإقليم من جهة، أو بسبب المواقف والقرارات الأردنية الرسمية المُتأرجحة من جهة ثانية، أو بسبب الخلافات (الخليجية – الخليجية) من جهة ثالثة.

·الأردنيون لم يلتقطوا الإشارات الخليجية الإيجابية منذ 20 عاماً

والمؤسف أيضاً بأن النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والمجتمعية والعشائرية وحتى الشعبية الأردنية المعتدلة والمتزنة لم تلتقط الإشارات الخليجية الإيجابية منذ أكثر من عشرين (20) عاماً، التي أعقبت تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية عام 1999، عندما فتحت معظم دول الخليج العربي أبوابها للأردنيين وخاصة من أبناء العشائر الأردنية في مختلف التخصصات والمهن، في موقفٍ كريمٍ وداعم لأبناء هذه العشائر الذين دفعوا ثمناً باهضاً بصمودهم وثباتهم في البوادي العطشى والأرياف الجوعى لأسباب رئيسية وهي: أن الإنسان الأردني (ابن العشيرة) صادق ولا يخون ولا يتآمر ولا يُباع ولا يُشترى، وإذا عادى أو خاصم فإنه يُعادي ويُخاصم في الوجه وعلانية وأمام الجميع، ولا يطعن في الظهر، هذا علاوة على أنه أمين وملتزم في عمله رغم جلافته وكشرته (التي تُفهم خطأ كثيراً) بسبب اعتزازه بأردنيه.

هذا مع العِلم بأن هذه الصفات ورثها الأنسان الأردني من شرف وكرامة البداوة وعيش الصحراء القاسي، وحِراثة وحصاد سهول الخير والعطاء الأردنية المِعطاءة، ومن سلاسل جبال الشموخ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وهي بالتالي أصل حكاية كل أردني، لهذا نهل منها رجالات أردنيون عظماء من أمثال وصفي وهزاع وحابس وموفق السلطي وفراس العجلوني وكايد المفلح العبيدات ومشهور حديثة الجازي وغيرهم من الرجالات، فتعلموا معنى الإيثار لأجل الوطن، وضحوا بحياتهم ودافعوا بدمائهم ووجدانهم عن كامل الثرى الأردني المقدس وطنياً، وكذلك عن فلسطين الجريحة وعن المسجد الأقصى الأسير.

·الجيش الأردني دافع عن الأردن وفلسطين والأقصى وكنسية القيامة وإرث موسى (ص):

والذين عاشوا معي مرحلة الشباب في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي عاشوا مرحلة عصيبة من الحرب النفسية في المدارس والجامعات وأماكن العمل، التي كانت تقوم على تخوين آبائنا وأجدادنا وفرسان الأردن وصناديد الحق تجاه العديد من قضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، مِن قِبل بعض الأنظمة العربية التي سقط بعضها، ومِن قِبل أحزابٍ عِلمانية ويسارية ومجموعات عربية متفرّقة وفصائل مبيوعةٍ، لكن بعد أن بزغ مؤخراً نور شمس الحق بحمد الله تم الكشف رغماً عنهم عن قبور شهداء الجيش العربي الأردني الذين قاتلوا بشراسة، والذين ارتقوا إلى جِنان النعيم من على أرض فلسطين ومِن على أرض الأقصى والقدس في معارك كثيرة أبرزها معارك باب الواد واللد واللطرون وجنين والسموع وفي جنبات وباحات المسجد الأقصى وعلى أسواره، وعن كنيسة القيامة في مدينة القدس الطاهرة التي تتعطر برائحة موسى ابن عمران والسيد المسيح عيسى ابن مريم ومحمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليهم وعلى جميع الأنبياء والرسل.

·ما هو المطلوب قبل أن نخسر الأردن في بداية المئوية الثانية للمملكة وما بعد كورونا

لهذا وقبل أن ندخل بالمئوية الثانية للأردن تحت حكم القيادة الهاشمية الحكيمة، وقبل أن تداهمنا الأخطار والتحديات العام القادم 2021 وما يليه من أعوام، وفي مرحلة ما بعد (كورونا) يجب على الأردنيين أن يجلسوا مع أنفسهم جلسة صدق ومصارحة وشفافية قبل أن يخسروا وطنهم، الذي يعتبر آخر (محطة) أمن وسلام في بلاد الشام وبلاد الرافدين والشرق الأوسط، وأن يتعمّقوا في دراسة وبحث وتحليل هذه الأخطار والتحديات، قبل أن تقع (الفأس بالرأس)، وعليهم أن ينحازوا إلى مصلحة الوطن العُليا، وليس إلى المصالح الضيقة الداخلية، أو لهذا الطرف أو ذاك في الإقليم.

·لا نمتلك حتى الآن قيادات محسوبة على الوطن وكل الأردنيين:

وأقولها بكل ألمٍ ... ولأننا لا نمتلك الكثير من القيادات السياسية والبرلمانية والحزبية والعشائرية والمجتمعية والشعبية المحسوبة على الوطن ككل، (وأعنيها ... المحسوبة على الوطن كله، كما كان وصفي وهزاع)، فعلينا أن ندرك المخاطر الحقيقية والتحديات التي تواجه الوطن كمملكة وكدولة وكأردن بتاريخه العريق العميق وحاضره المؤلم ومستقبله المظلم، والتي يعمل عليها اليمين الإسرائيلي المُتطرّف وداعميه ومسانديه في الولايات المتحدة وبعض الأطراف والجماعات والفصائل العربية والإسلامية من جهة، وبعض المتأردنيين في الخارج الذين يعملون وفق أجندة اليمين الإسرائيلي المُتطرّف ويطالبون بإسقاط النظام الهاشمي من جهة ثانية.

هذا إضافة إلى تلكؤ أو تراجع الكثير من القيادات المحلية (التي استفادت كثيراً من الدولة) إلى الوراء ورفض الوقوف في خندق الوطن، أو تحولهم إلى ناشطين في الطابور الخامس لترويج الإشاعات داخلياً وخارجياً من جهة ثالثة، وظهور (جوقة) المُعارضين والمُزاودين وفرسان السوشيال ميديا (الدونكيشتيون) في كثير من العواصم والمدن العالمية من جهة رابعة.

علاوة على انحياز بعض الأردنيين لمصالح سياسية وحزبية ضيقة لبعض الدول الإسلامية والعربية والجماعات السياسية التي تُغلّف مصالحها بالدِين والتي لا تريد للأردن خيراً من جهة خامسة، وأخيراً عدم إدراك أو لا مبالاة الكثير من الأردنيين وخاصة من أبناء العشائر لخطورة المرحلة القادمة على الوطن وعليهم، وسطحيتهم في التحليل والنقاش والحوار، وغرقهم في مستنقعات الخداع والتضليل السياسي والإعلامي التي يديرها الأعداء والخصوم والمنافسون من جهة سادسة.

·أبرز المخاطر والتحديات التي تواجه الأردن كياناً ودولة وشعباً:

وأرى بأن أبرز المخاطر والتحديات التي تواجه الأردن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وبدء المئوية الثاني للمملكة هي:

1.تحويل الأردن تدريجياً إلى وطنٍ بديل مشؤوم، من خلال كونفدرالية هشّة وعرجاء مع جزر غير متصلة ولا متواصلة في الضفة الغربية، بهدف حل القضية الفلسطينية بعد عدة سنواتٍ على حِساب الأردن، وذلك اعتماداً على الأكاذيب السياسية والإعلامية التي يروجها اليمين الإسرائيلي والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية ومعها الكثير من وسائل الإعلام العربية والإقليمية والدولية بأن العشائر الأردنية هي أقلية في المملكة، ومن السهل دحر هؤلاء البدو إلى الصحراء، باعتبارها موطن البدو الأردنيين رعاة الجمال والأغنام.

2.تقسيم الأردن عن طريق المحاصصة بين القوى السياسية والاقتصادية في المناصب العُليا للدولة، بهدف تدمير الولاء العام للوطن والأردن، وتحويل الولاء الرئيسي إلى ولاءات فرعية نحو التيارات والجهات التي تحكم الأردن حينذاك، كما هو الحال في لبنان والعِراق. وبهذا ستتم ترجمة الوطن البديل على الأرض الأردنية.

3.إضعاف القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية باعتباهما الركيزة الأساسية لحماية الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره من جهة، ولأنهما الحماية الوحيدة للأردن من خطر الوطن البديل من جهة ثانية.

4.ضرب وِحدة العشائر الأردنية ببعضها البعض لتمزيقها وتفتيتها، كما يجري في العِراق واليمن وليبيا، بحيث يصبح الولاء فقط للعشيرة التي ينتمي لها الفرد وليس للوطن الذي يعتز بأنه يقوم على وِحدة العشائر الأردنية وتماسكها.

5.استعداء الدول الخليجية الرئيسية المُساندة الدائمة للوطن (خاصة السعودية والإمارات والبحرين) ضد الأردن، من خلال تدمير الجسور الرسمية والشعبية مع هذه الدول ومع شعوبها، حتى لا تواصل هذه الدول دعم ومساندة الأردن في الأعوام القادمة لمواجهة الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية التي خلفتها جائحة كورونا على الأردن. حيث أن القرى والأرياف والبوادي التي تعيش فيها العشائرالأردنية، وبالتحديد في جنوب وشرق وشمال المملكة هي التي تعاني من الفقر والبطالة وقلّة التنمية، وهي التي ستواجه الضرر الأكبر من تبعات الأوضاع الاقتصادية وكورونا، وهي التي تحتاج إلى دعم ومساندة الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب دعم الأشقاء في الكويت الذي لم ينقطع.

6.زعزعة ثقة الدول الخليجية الشقيقة (خاصة السعودية والإمارات والبحرين) بالعشائر الأردنية، لأن هذه الدول تعرف بأن العشائر الأردنية هي مصدر أمن وأمان قوي للأردن وكذلك لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بما فيها دول الخليج العربي.

7.فرض الملكية الدستورية على الأردن (نظاماً وحكومة وشعباً) في مرحلة سياسية وحزبية وبرلمانية أردنية غير ناضجة، خاصة وأن الملكية الدستورية ستخدم مشروع الوطن البديل الذي يعمل عليه الأعداء والخصوم في غرف مغلقة في هذه المرحلة.

8.زعزعة الثقة الشعبية وعلى وجه الخصوص ثقة العشائر الأردنية بالنظام الملكي الهاشمي وبالعكس، من خلال اختلاق أكاذيب وإشاعات وفبركات ضد النظام وضد العشائر، بهدف تدمير الثقة بينهما، لأن العشائر هي الركن الوطني الرئيسي لترسيخ وترجمة الولاء والانتماء للوطن والقيادة، ولأنها أيضاً المرتكز الرئيسي في الذي يقوم عليه الجيش الأردني والأجهزة الأمنية، وهي بالتالي السند الأقوى للنظام الملكي الهاشمي.

9. يجب أن يعلم الأردنيون وخاصة أبناء العشائر بأن هناك جماعات ومجموعات وفصائل وتيارات وفئات داخلية وأخرى خارجية تنتظر لحظة وَهن وضعف الأردن حتى تنقض عليه كوحش كاسرٍ لتسطو على دفة القيادة فيه وتحوّله إلى دولة لخدمة أجنداتِ دول، وأطرافٍ أخرى في المنطقة، ولتسرق أحلام الأردنيين في البوادي والأرياف الذين يتطلعون إلى غدٍ أردني مُشرق.

10. وأخيراً وليس آخراً فإن مخطط الوطن البديل الذي تريد قوى الظلام الخارجية فرضه على الأردن يعني أيضاً شطب اسم (الأردن) نهائياً من مسمّى المملكة الأردنية الهاشمية، والغاء اسم (الأردن) من قاموس خارطة العالم، والاستعاضة عنه بأي اسم آخر مثل (المملكة المتحدة) أو أي اسم آخر سيتم الاتفاق عليه.

·العشائر يجب أن تنحاز لكل الوطن بإيجابية لحماية الأردن والقيادة

لهذا، فقد آن الأوان أن نعيد الاعتبار أولاً للعشيرة الأردنية، لأنها (نواة) المجتمع والدولة والأردن، لا بل هي نواه وأساس وماضي وحاضر ومستقبل الأردن، ويجب على العشائر أن تعيد تنظيم نفسها داخلياً بعيداً عن حقول (ألغام) الانتخابات وارتداداتها وسوءاتها ومصائبها، خاصة وأن العشائر الأردنية كانت ولا تزال وستبقى هي أساس الدولة وحامية النظام الملكي وهي التي تمتد بمساحتها على كافة أرجاء الوطن، وهي نفسها التي دافعت عن فلسطين والمسجد الأقصى انطلاقاً من واجبها الإسلامي وعروبتها وبداوتها.

فبعد أن فشلت الحكومات والمجالس النيابية المتعاقبة والأحزاب والصالونات السياسية والجمعيات والتجمعات المختلفة والبلديات وغيرها في فرز نخبٍ وطنية من أمثال وصفي التل، فقد آن الآوان بأن تقود العشائر الحِراك المجتمعي بإيجابية، لحماية الوطن من الأخطار والتحديات القادمة، وأن تكون الرديف الشعبي الوطني لقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة الأردنية الأردنية (الجيش العربي) والأجهزة الأمنية.

لأن هذه العشائر هي التي استقبلت واحتضنت وحمت وساندت الثورة العربية الكبرى وقادتها من الهواشم وحاربت بفخر إلى جانبهم بقيادة الملك المؤسس المغفور له الشيهد عبدالله بن الشريف الحسين طيّب الله ثراهما، بعدما خذلت سوريا والعراق هذه الثورة لا بل وحاربت قادتها، فيما سقط الشهيد الملك المؤسس على باب المسجد الأقصى وهو يحافظ على القدس طاهرة أبية من الاحتلال الإسرائيلي. كما سقط بعده وصفي التل شهيداً لأنه حرص على حماية الأردن حتى لا يكون وطناً بديلاً، وحتى تبقى فلسطين هي رمز الجهاد الصادق، وعنوان الشهادة الحقيقية، وبوصلة الأمة العربية والإسلامية.

·ولكن ... كيف!!!؟؟؟

1.تأسيس مجلس عشائري وطني على مستوى المملكة ليكون مرجعية شعبية أردنية داعمة للوطن والدولة والقيادة.

2.ترجمة (الأردن أولاً) من (شعار) استعراضي إلى (نهج) على الأرض، بعد أن أفرغه الكثيرون من مضمونه الوطني، من خلال مراعاة المصلحة الوطنية العليا للمملكة الأردنية الهاشمية قبل أي مصالح للدول الأخرى والجماعات العابرة للحدود، والفصائل المتناحرة المتقاتلة بكل الأسلحة السياسية والحربية.

3.التوازن في ترجمة العلاقات مع كل الدول العربية الشقيقة، وتحديد مستوى وقوة علاقة الأردن مع أي دولة عربية شقيقة بمدى احترامها ومساندتها السياسية للأردن، قبل المساندة الاقتصادية، والسبب أن الدعم المادي يعقبه دائماً شروط سياسية مجحفة بحق الأردن والأردنيين، لهذا نريد مواقف سياسية قوية وداعمة على الأرض للأردن قيادة وشعباً.

4.عدم التدخل في أي خلافات سياسية بين الدول العربية الشقيقة، ورفض تخندق الأردنيين في خنادق غير أردنية ضد أطراف في خنادق غير أردنية، وعدم الانحياز مع طرف عربي أو إسلامي ضد أي طرف عربي أو إسلامي آخر مهما كانت الأسباب، باستثناء القيام بمحاولات لرأب الصدع وإصلاح ذات البين.

5.عدم السماح بأن يكون الأردن ساحة للصراع بين الأشقاء العرب. وعدم السماح لأي أردني بالإساءة لأي دولة عربية شقيقة، خاصة السياسيين والإعلاميين الذين يتقنون فنّ التأرجح بين الحبال السياسية المتناقضة، وعدم السماح لأي شخص غير أردني أيضاً أن يستخدم الساحة الأردنية لشتم أي دولة عربية (مهما كانت الأسباب).

6.يجب أن يكون الدفاع عن قضايا ومصالح الأمة العربية والإسلامية العادلة، بما فيها القضية الفلسطينية عبر المنصة الأردنية فقط. لأن الجندي الأردني الباسل الذي دافع واستشهد على أرض فلسطين والمسجد الأقصى، كان يدافع بالسلاح والعتاد الأردني وليس بالسلاح الفلسطيني، وكان يرفع شعار القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، وكان يرفع أيضاً العلم الأردني وراية النصر الأردنية، وهذا ما جعل الجيش الإسرائيلي يعترف رغماً عنه ببسالة الجنود الأردنيين على أرض فلسطين والأقصى، وهذا ما جعل الجيش الإسرائيلي كذلك ينهزم أمام الدبابة والمدرعة والمدفعية والجندي الأردني في معركة الكرامة عام 1968، عندما حقق الجيش الأردني أول هزيمة على الجيش الإسرائيلي بعد حربي عام 1948 و 1967.

كما أن الجندي الأردني ساهم في تحرير جزء من الجولان السوري المحتل بالسلاح الأردني وليس بالسلاح السوري، وقد اعترف قادة إسرائيل بأن بسالة الجندي الأردني في الجولان لم تختلف عن بسالته في الدفاع عن فلسطين وعن الأقصى وفي معركة الكرامة الخالدة التي ستبقى وصمة عار في جبين الجيش الإسرائيلي، لأن الجندي الأردني استطاع بالإرادة وحب الاستشهاد والدفاع عن الوطن والأمة أن ينتصر رغم قلّة السلاح والعتاد، مقارنة بالجيش الإسرائيلي الذي كان يزعم حينذاك بأنه الجيش الذي لا يقهر.

لهذا نحن ننتصر فقط بأردنيتنا وبأسلحتنا وبقيادتنا وببسالة الأردنيين فقط.

·ويبقى القول:

الأردن في خطر ... والمرحلة القادمة ستكشف فيما إذا كانت جينات الأردنيين لا زالت هي نفس جينات آبائنا وأجدادنا الذي عاشوا بكرامة وماتوا بكرامة.

وستكشف المرحلة القادمة أيضاً هل العشائر الأردنية التي أخرجت شيوخاً وقادة عظاماً ستُخرج أيضاً أبطالاً وصناديد من أمثال: الشيخ ابراهيم الضمور (والد الذبيحين)، وحسين باشا الطراونة والشيخ محمود كريشان (شيخ الرايتين) والشيخ كايد مفلح العبيدات (أول شهيد أردني على ثرى فلسطين)، والشيخ مثقال الفايز، والشيخ عودة أبو تايه، والشيخ سعود القاضي، والشيخ يوسف القلاب، والشيخ حمد بن جازي، والشيخ ماجد العدوان، والشيخ مرزوق أبو جاموس الدعجة، والشيخ كايد بن ختلان العبادي، والشيخ نايف حديثة الخريشا، والشيخ مثقال الفواز السردي (راعي الحيزا)، والشيخ رومي العبدالله الملكاوي، والشيخ خليل الصنّاع، والشيخ خليل السعد العجارمة، والشيخ كليب باشا الشريدة، والشيخ ذياب العوران، والشيخ سعيد باشا الصليبي، والشيخ عبدالحليم باشا الحمود، والشيخ محمد باشا الحسين العواملة وغيرهم كثير من شيوخ العشائر الأردنية وفرسانها وصناديدها، مثلما أنجب الأردن أيضاً وصفي وهزاع وموفق السلطي وفراس العجلوني وغيرهم.

أم أن مضر زهران وأمثاله من الجبناء سيأتون للأردن على دبابات العار لتحويل الأردن إلى وطن بديل ليطأؤا بأقدام الخيانة ثرى الأردن الطاهر!!!؟؟؟ 

خسئوا ورب الكعبة. (م. م.)

msa.malkawi@gmail.com

#المستشار_محمد_الملكاوي