شكراً لـ بنك (صفوة) الإسلامي من مواطن مديون / بقلم: المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير

شكراً لـ بنك (صفوة) الإسلامي من مواطن مديون

"جوهرة العرب" / بقلم: المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير

بدون استدعاءات ولا رجاوات ولا توسلات مني ومن كل الطفرانين أو الغلبانين أو المسحوقين أو المسخمين أو المديونين أمثالي، قررت إدارة بنك (صفوة) الإسلامي تأجيل قسط شقتي لأننا على أبواب سنة جديدة، بعدما أنهكنا وأرهقنا فيروس كورونا. وهذه هي المرة الثالثة أو الرابعة خلال فترة جائحة كورونا التي يقوم فيها البنك بتأجيل قسط الشقة التي اشتريتها من خلال البنك على طريقة الإجارة المنتهية بالتميلك.

طبعاً ستكون إجابة البعض لي فوراً على شكل صاروخ (أرض - أرض) خارق حارق متفجر: هذه تعليمات البنك المركزي، والبنوك لا تستطيع أن ترفض قرارات البنك المركزي. لهذا فأنا لن أخالفهم الرأي ولن أختلف معهم نهائياً في ذلك ... ولكن:

سأرد عليهم وأقول، بأني اتصلت مع البنك لأستفسر عن سبب عدم اقتطاع قيمة قسط الشقة من حِسابي بتاريخ 27/12/2020 فردت علي (صبية) من البنك وقالت لي بلطف وبابتسامة أحسستها عبر خطوط الهاتف واحترام نبيل، بأنه تم تأجيل الاقتطاع للشهر القادم. وشعرت بأنها ليست غاضبة عليّ لأنه تم تأجيل دفع القسط، ولم تقم بتحميلي جميلة، ولم تشعرني بأني مديون للبنك وأن هذه مكرمة عظيمة ويجب عليّ أن أقدّرها عالياً، وأن أحفظها في حِساب إنسانيتي البشرية حتى أرد الجميل للبنك ذات يوم قادم.

شعرت فقط، بأني عميل (Client) مش (Spy) مميز لهذا البنك رغم أني مديون، وتذكرت ذاك الصديق من دولة خليجية الذي قال لي ذات يوم، أنتم سبقتمونا في الريادة، ألا ليت البنوك في بلدي تتعلم منكم مثل هذه اللمسات الإنسانية في مثل هذه الظروف الصعبة.

في الختام أحببت كمواطن أردني مديون أن أقول لأسرة بنك صفوة الإسلامي (بموظفيها ومدرائها وقيادتها العليا ومجلس إدارتها والمساهمين فيه) شكراً لأنكم شعرتم بأن إنسانيتي كمواطن هي أهم من ديونكم عليّ.

أحياناً تتمثل عظمة الإنسانية في لمسة قد يراها البعض بسيطة، لكن كونوا على ثقة بأن بساطة العظمة وعظمة البساطة هي في موقف نبيل نحتاجه وقت الضنك.

شكراً بنك (صفوة) الإسلامي، لأنكم جعلتموني من الصفوة رغم أني مديون، وأنتم في قناعاتي أيضاً من صفوة الصفوة.(م. م.)

msa.malkawi@gmail.com

#المستشار_محمد_الملكاوي