الدكتورة حنين عبيدات تكتب : فراغ فكري مجتمعي

 مع التقدم الزمني و انتشار التكنولوجيا بشكل واسع، و التطور الفيزيائي و الكيميائي و الطبي إلا أن المجتمعات العربية مازالت مقيدة بالرغبات و الموروثات السلبية ، فأصبح الكلام و الغيبة و النميمة من أهم الصفات التي يتحلى بها الذكر قبل الأنثى، و قذف المحصنات و التلاعب بالأعراض من أهم أولويات المجتمعات، و نشر الأخبار المغلوطة و تداول المعلومات الساذجة أيضا من أهم أولوياته، و كل ذلك بسبب الفراغ الفكري الحالي و الذي سبب الجهل الذي أدى بها الى الوراء عقود كثيرة بسوء أكبر وخصوصا مع انتشار التعليم و الذي ما هو إلا سلاح وظيفي _هكذا المعتقد به_ ، فمجتمعاتنا تحتاج إلى تأهيل ثقافي ديني و حياتي و إنساني.

و بهذا السياق، كم من أنثى حرمت من الزواج بسبب البشر دون سؤالها عن حالها و عن رغبتها في الزواج بل سؤال أقاربها او أصدقائها و غيرهم فيجيبون عنها غيبا، و كم من أنثى وصفت بأنها مرتبطة مع شاب و هي غير ذلك فقط لأن من سئل عنها لا يحبها و لا يحب أهلها و لا يريد لهم الخير، وكم من ظلم وقع على كثير من الفتيات كرها بتوفيقهن، ونصيحتي للشاب ، عندما تريد أن ترتبط بأنثى اذهب إليها و اسألها و لا تنتظر من أحد جوابا عنها، لأن المجتمع حاليا يحقد على العاقلة و يسوق الجاهلة، فلا تقتنع برأي أحد أبدا إذا لم تسمع بأذنك منها و من ثم احكم بنفسك ، فعدم مخافة الله أصبحت من ثقافات المجتمع الأساسية .