لبى الأديب رائد العمري دعوة منتدى زوبيا الثقافي للحديث حول اللغة العربية لغة الفصاحة والبيان وسبل الحفاظ عليها حيث بدأ الحديث بالتعريف باللغة العربية وتاريخ ظهورها وأول الناطقين بها كما تشير الدراسات بأن النبي إسماعيل عليه السلام إول نبي نطق بها وقد تعلمها عن أهل الجزيرة العربية، وتعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية ظهورا رغم أن بقية اللغات السامية قد سبقتها في التوثيق، وبقيت اللغة العربية محافظة على جذورها فهي لغة ولادة وواسعة ولكنها حافظت على أصولها وارتبط اللغة العربية بالقرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد في القرن السابع الميلادي بلسان عربي مبين إذ قال الله تعالى في محكم تنزيله : "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" وقال أيضا: " لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل، قرآنا عربيا، غير ذي عوج" وقال أيضا في سورة الشعراء: " نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ" وفي هذا دلالات على أن القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية والذي تعهده الله بالحفظ لقيام الساعة قد نزل باللغة العربية وهي بالتالي محفوظة بحفظه لقيام الساعة..
وأشار العمري إلى الاختلاف بين العربية كلغة وبين العربية كقومية إذ أن بينهما اختلاف كبير فاللغة العربية كما وردت في القرآن الكريم من الجذر "عرب" تعني التمام والكمال والخالية من النقص واللبس والعيب ولا تعني القومية بتاتا إذا خاطب الله نبيه واصفا المكذبين والمحرفين لنبوءته أن لسانهم أعجمي، وذهب إلى ذلك الباحث السوري م. عدنان الرفاعي في كتابه المدهش المعجزة الكبرى.
وتأتي أهمية اللغة التي هي من أقدم اللغات ظهورا واحتلت المرتبة الخامسة عالميا، وهي الوحيدة التي لم تحرف بحفضها لتراثنا وأدبنا وحضارتنا وهويتنا العربية وديننا أيضا، ومهما حاول الغرب طمس هويتنا العربية وشن الحملات علينا فستبقى لغتنا العربية حاضرة للدلالة على وجودنا وتاريخنا العريق.
وقد عقدت في الجاهلية مجالس الشعر وأسواق اللغة التي عنيت باللغة كالمربد وعكاظ، وفي العصر الإسلامي أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرأن، وفي عهد عمر حذر العرب من التخلي عن لغتهم العربية بعد الفتوحات واختلاط العجم وغيرهم بالعرب، وقام أبو الأسود الدؤلي بوضع الحركات بأمر من على رضي اللع عنهعندما اختلطت القراءات، وأما ما يجب علينا نحن في عصرنا الحديث هذا للحفاظ على لغتنا العربية اتباع بعض السبل ومنها: فرس حب اللغة في نفوس أبنائنا منذ بدء نطقهم وتشجيعهم عليها، وأن ننطق نحن بها قدر الإمكان حتى يصح لساننا وتبتعد عن اللهجات العامية والمحكية، وأن يتم تدريس جميع التخصصات والمواد الدراسية في الجامعات والمدارس باللغة العربية السليمة وكذلك في الندوات والمؤتمرات وألا يقتصر الأمر على مدرسي ومحاضري اللغة العربية فقط. وأن نقرأ القرآن بكثرة ليساعدنا على سلامة اللسان، وأن نقرأ في أشعار العرب وما صح من الكتب العربية، وأيضا أن تتخذ وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية أمر الدفاع عن اللغة والتوعية بأهميتها والدفاع عنها وأن لا تستخدم في كل إعلامها المسموع والمقروء إلا اللغة العربية السليمة، وأن تطبق القوانين التي شرعت لحماية لغتنا العربية في أن تكون اللغة الرسمية السليمة في كل معاملاتنا في دوائرنا الرسمية وخاصة شارات الشوارع التي تضعها البلدية للترحيب والتعريف بالمناطق، والرفع من شأن كل من يتحدث بلغة سليمة وخاصة بين الخطباء في المساجد والموظفين وعامة الناس، وعمل برامج ومسابقات تعليمية تحفيزية للحفاظ على اللغة العربية السليمة، وإعادة النظر بالمناهج الدراسية بحيث يصبح الاهتمام باللغة العربية هو الأوسع والأشمل كما فعلت الصين مثلا في مناهجها وتعليمها أو نادت به فرنسا بالتعامل الرسمي فقط بلغتها في البلاد.
وأشار العمري إلى أن الحديث في لغتنا لا بنضب ولا ينفذ وإنما هذه ندوة خفيفة ولا يتسع المقام فيها للحديث أكثر وسيكون لنا لقاءات وندوات مستمرة أيضا في اتحاد القيصر للآداب والفنون حول اللغة العربية كما شرعنا بها سابقا...