رحل عن عالمنا أمس الكاتب المشاغب والأقرب إلي الواقعية الأديب المصري المبدع وحيد حامد ،وهو الذي كان لا يخاف احد في طرحه ونقاشه ،وكتاباته فهو يناقش القضايا بحرية حول قضايا الفقر والسياسة ،وعشق للبسطاء ورافض للظلم ومشاغب مع السلطة حتى مع نفسه مشاغب فهو الممتع في عرضه الدرامي والفني سواء أذاعه او سينما وتليفزيون او مسرح انه الكاتب والسناريست وحيد حامد أمير الفن السينمائي فلدية القدرة علي سرد الواقع بطريقة مميزة وممتعه للمشاهد او القارئ والمتابع لأهم أعماله .
ولد وحيد حامد في 1944 بمحافظة الشرقية بقرية بني قريش التابعة لمركز منيا القمح في ظل أسرة ريفية بسيطة وكان اسمه محمد كما يناديه والده ولكن عند دخول المدرسة اكتشف والده بان خاله قام بتسجيل اسمه وحيد لحب خاله لفريد الأطرش الذي كلن يسمي بمعظم أفلامه وحيد وظل وحيد محافظ علي طبعه الريفي البسيط بجانب طبع الشهامة وقوة الصبر والتحمل فهو الأديب المثقف والسيناريست المغامر والمنتج والسياسي والصحفي ..زوجته الإعلامية الكبيرة زينب سويدان وابنه المخرج السينمائي مروان حامد فكانت بداياته في القصة القصيرة وفكان منذ صغره محب للقراءة وبداية إحساسه بالكاتبة عندما بدا يخطو أول كتاباته بمجلات الحائط بالمدرسة ثم فكر بالانتقال للقاهرة سنة 1963 عند خاله في مصر الجديدة وعاش وسط المكتبات والجرائد لتحقيق حلمه في الأدب لم يفكر وقتها بالعمل الدرامي وبدا ينشر أعماله ألقصصيه في مجال القصة القصيرة بأحدي المجلات والدوريات المراسلة وأول مجموعة قصصية لاقت نجاح ملحوظ وطلب يوسف ادريس مقابلته بجوار ماسبيرو وأشار له قائلا مكانك هنا يا وحيد فكان لدي يوسف إدريس شعور بأن اعماله تميل للأعمال الدرامية كانت بداية التفكير بالأعمال الدرامية وظل فترة يعمل كصحفي ولديه خفة ظل ووجه طيب وبشوش لفت الانتباه إليه ولدرجة وعيه الملحوظ رغم صغر سنه وذكاءه الدرامي يشبه أسامة أنور عكاشة ولكن كلا منهم له طابعه المميز كتب أول أعماله الدرامية بالإذاعة وهو طائر الليل الحزين وآخر أعماله التليفزيونية عمارة يعقوبان والجماعة فهو ناقش القضايا الفنية بأساليب مبهره وحوار مشبع بالفكر العميق والرؤية النفاذة ومن أول أعماله المسرحية (ديك عجوز في قفص ) وانجح مسرحياه آه يا بلد وحصل علي جائزة من وزارة الثقافة كأحسن مسرحية وأشهر أعماله الدرامية بالتليفزيون أحلام الفتى الطائر , العائلة ,أوان الورد ,سفر الأحلام ,البشاير والأعمال الإذاعية شياطين الليل ,الرجل الذي عاد , طائر الليل الحزين ,الدنيا علي جناح يمامه ,قانون سكسونيا وأعماله المسرحية آه يا بلد ,وجحا يحكم أما اعماله السينمائية فهي بلا شك عديدة ومميزة وأشهرها الراقصة والسياسي , طيور الظلام ,اللعب مع الكبار , البريء .المنسي وحصل علي العديد من الجوائز مثل جائزة مهرجان القاهرة السينمائي للسيناريو المتميز عام 1990 وجائزة مصطفي أمين وعلي أمين عن فيلم البريء وجائزة أحسن سيناريو عن فيلم الراقصة والسياسي 1995 وجائزة أحسن فيلم عن فيلم طيور الظلام 1996وجائزة الفارس الذهبي من إذاعة الشرق الأوسط من 1990حتي 2002 وجائزة أحسن كتاب استيقظوا او موتوا.
1994 كان عضو باتحاد الكتاب وعضو بنقابة المهن السينمائية وعضو بجمعية كتاب ونقاد السينما وعضو في نادي القلم ودارس في كلية الآداب قسم اجتماع وكان مشرف علي ورشة السيناريو في المعهد العالي للسينما ،رحل عن عالمنا كاتب مميز وناقش قضايا هامة تخص حرية الإنسان بجرأته المعهودة وتمسك بوجهة نظره العميقة كان يعشق القراءة وخاصة الأدب العالمي لشكسبير والأديب الفرنسي ادجار ألان بو ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وعبد الرحمن الشرقاوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .