رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الزميلة حلا زياد أبوشاكر تكتب : هجرة العقول العربية .. جريمة اقتصادية

الزميلة حلا زياد أبوشاكر تكتب : هجرة العقول العربية .. جريمة اقتصادية
جوهرة العرب - حلا زياد أبوشاكر 

تشكل هجرة العقول العربية إلى خارج أوطانها هاجساً مخيفاً للحكومات والمنظمات على حد سواء. وتكتسب هذه الظاهرة أهمية متزايدة في ظل تزايد أعداد المهاجرين خاصة من الكوادر العلمية المتخصصة، لما لها من آثار سلبية تتمثل في حرمان هذه الدول من الاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات لتؤثر سلبا على تطور الاقتصاد القومي وعلى التركيب الهيكلي للسكان والقوى البشرية.

وعادة ما تكون هجرة الأدمغة من البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة.وقد قامت الجمعية الملكية البريطانية بابتداع مصطلح «هجرة الأدمغة» لوصف هجرة العلماء من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة وكندا في خمسينيات وستينيات القرن العشرين الميلادي. 

حسب بحث صدر سنة 2011 م، فإن 50% من الأطباء، و 23% من المهندسين و 15% من العلماء في البلدان العربية يهاجرون، متجهين بوجه الخصوص إلى أوروبا وأمريكا الشمالية . كما أن ما يقرب من 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم.

من الواضح أن هدف الدول الغربية يصب في فتح باب الهجرة إليها للعقول العربية، لكونها تتمتع بمهارات عالية موؤودة في العالم العربي، ليصبحوا مصدرا مهما للاقتصاد القومي في الدول الغربية الذي تحكمه تقنيات المعلوماتية وقوانين المعرفة ومبادئ العولمة، وليلعبوا دورا مهما في هيمنة الدول المتقدمة على دول العالم الثالث في مجالات العلوم والهندسة والتقنية والطب.
ولعل أهم أسباب نزيف العقول العربية في عصرنا الحالي تنحصر في عدم تقدير هذه العقول في أوطانها، والرواتب الهزيلة التي يحصلون عليها لقاء مجهوداتهم، وعدم الاهتمام بالبحث العلمي في الوطن العربي، وتوزيع هذه العقول على تخصصات لا تتوافق وقدراتهم، مع الاعتماد الكبير على الخبرات الأجنبية الوافدة من الخارج وتفضيلها على الوطنية.