رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

في رثاء شيخ المؤرخين الاستاذ الدكتور يوسف غوانمة .. كتب الصحفي محمد صالح العمارين

في رثاء شيخ المؤرخين  الاستاذ الدكتور يوسف غوانمة .. كتب الصحفي محمد  صالح العمارين
جوهرة العرب - الصحفي محمد  صالح العمارين

وجدت نفسي اسبح في فضاءات السطور   واقرأ كل كلمة  بكلمة ... واعود احياناً للإعادة  حتى يتخمر المعنى ... مبتدأ الحديث استاذ التاريخ  وشيخ المؤرخين  الدكتور  الغوانمة رحمه الله واسكنة جنات النعيم  الذي عرفته عام 1982   وكان استاذا للتاريخ في كلية الآداب والتاريخ في جامعة اليرموك وكنت في ريعان شبابي ابن 22 عاماً وفي بدايات عملي صحفياً يشق طريقاً غاية  الصعوبة في ذاك الوقت عندما قام  الغوانمة بتأسيس  أول منتدى  للثقافة والادب في اربد مع قامات ما زالت نجوماً ساطعةً في قلوبنا   نستذكر منهم المرحوم الدكتور سلمان القضاة والمرحوم الدكتور شحادة الناطور والمرحوم الدكتور علي الزغل    والدكتور عبد القادر الرباعي  وكان انضمامنا للمنتدى مع مجموعة من الشباب الواعدين   وحضور نقاشات ضيوفه الذين ما زلت اذكر منهم الدكتور  زيد حمزة رحمه الله والدكتور كامل العجلوني والدكتور عادل زيادات   واستضافة كتاب وادباء وشعراء وفي اول لقاء اجريته مع الدكتور يوسف رئيس منتدى اربد الثقافي  والذي نشرته في جريدة صوت الشعب قال رحمه الله بان المنتدى بيت لكل المثقفين  ومنصة واعدة للشباب
اردت من خلال هذه العجالة ان استذكر كيف كان لقاُؤنا بالمرحوم   الذي كان من اهم ما يميز شخصيته الفذة  هدوئة والتزامه واتزانه  
وأود ان اقول بأننا لا نستطيع ان نحجب اشعة الشمس بأيدينا  فالضوء حتماً سينفذ ويتخلل كل تلك الشقوق.  فلقد كان رحمه  استاذاً في التعامل والانسانية    واستطاع في قيادة بيت الثقافة الاول في حاضرة الشمال بكل اقتدار   واصبح منتدى اربد الثقافي محجاً للعلماء والشعراء والكتاب والسياسين الدكتور يوسف  كان وما. زال وسيبقى علماً شامخاً  ومؤرخاً صادقاً بقلمه الذي ما حاد يوماً عن طريق الحق والصواب  فكان مُعلماً للتاريخ في الجامعة  ومصنع الرجولة والقادة  فاستحق الغوانمة  كل هذا التقدير وهذا الحضور في ذاكرة الاجيال  واستحق ان نفي الوعد والعهد   في نعي استاذنا الاستاذ الدكتور يوسف غوانمة   رحمه الله 

ونحن نحتفل بمرور قرن على تأسيس المملكة نستذكر  من اشعلوا دروبنا  ومن أسسوا محطات تُظلل الاجيال  .... فكان لِزاماً علينا ان نحفظ تلك العهود التي غُرست في نبض الشريان  قيم الصالحين .... والتي تركت بصماتها  بكل إقتدار ربما   الزمن هو نفس الزمان ولكن الذي تغيراليوم  هم رجال المرحلة الحالية الذين  يسعون الى التصفيق  ومسح الجوخ  من اجل ان يبقوا في دائرة الضوء  الخافت  هم في الحقيقة  لا يملكون الحضور  ولا 
التاريخ ولا التأثير  كما كان لذالك الجيل من الكبار صُناع المستقبل كأستاذنا الغوانمة

كل الاعتزاز دكتورة نيرمين ابنة مؤرخنا رحمة الله  على بوح حروفك المتوهجة  ونحن نستذكر مسيرة عالم واستاذ ومربي جليل