جوهرة العرب - الاستاذ الطاهر مورتجين / باحث في علم الاجتماع
مقدمة
المجتمع المدني مفهوم له دلالات سياسية و تاريخية و اجتماعية و انسانية,يمثل نمطا منفردا من التنظيم الاجتماعي و الثقافي داخل كل بلد يؤمن بالتنظيمات التطوعية المستقلة ذاتيا و التي تعمل بالاساس على تعبئة المجال العام بين المجتمع و الدولة .وهي غير ربحية تسعى الى تحقيق منافع و مصالح للمجتمع, في التزام تام بمعايير الاحترام و التراضي و تقبل الاختلاف و التسامح وتقبل الاخر. هذا، ويجسد المجتمع المدني مظهرا من مظاهر الديمقراطية الحديثة التي ترتكز على الحرية والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية والإيمان بحقوق الإنسان.فماهي مكوناته ومقوماته؟و ما دوره في تحدي الازمات ؟
مفهوم المجتمع المدني
يعتبر المجتمع المدني من الركائز الأساسية لتحقيق التقدم والازدهار وتفعيل التنمية البشرية الحقيقية. ويسمى هذا المجتمع بهذا الاسم، لأنه يتخذ طابعا اجتماعيا مدنيا وسلميا مستقلا عن الدولة والحكومة وعن كل المؤسسات الرسمية ، على الرغم من كونه يتكامل مع هذه المؤسسات تنسيقا واستشارة واقتراحا.
المجتمع المدني هو مجموع التنظيمات التطوعية الحرة التي تجمع بين الدولة و الاسرة ,وتسعى الى تحقيق المصلحة المادية و المعنوية لكل شخص في المجتمع. انه تركيب اجتماعي يتشكل من الجمعيات و المنظمات حيث تقوم بتنفيذ الاعمال الخيرية و نشر المحبة و السلام و تنشد الخير والتعاون . مكونات المجتمع المدني
تتمثل هذه المكونات في
المنظمات و الجمعيات الخيرية
نقابات عمالية و مهنية
منظمات و جمعيات خاصة بحقوق الانسان
النوادي الرياضية و جمعيات الرفق بالحيوان
مؤسسات العمل الخيري و الجمعيات الاسلامية
الغرف التجارية والصناعية
القطاع الخاص والمنظمات الشبابية
منظمات المرأة والطفل والتنمية والبيئة
أجهزة الإعلام والنشر وأجهزة التوعية والتربية
مراكز البحوث والدراسات العلمية والجمعيات الثقافية
لذا فالمجتمع المدني هو مؤسسات ذات طابع اجتماعي وتطوعي
مقومات مكونات المجتمع المدني
رغم اختلاف وتعدد تعاريف المجتمع المدني فان معظمها يركز على مقومات اساسية يستند عليها وجوده وهي كالاتي
1- العمل التطوعي
تنبع الرغبة في تأسيس هيئات المجتمع المدني من شعور الافراد بالمسؤولية وبكونهم معنيين بما يحدث في المجتمع الذي ينتمون اليه سلبا او ايجابا واقتناعهم بأهمية الانخراط في قضاياه بالاشتراك مع الاخرين.
2-التنظيم والهيكلة
ان تأسيس هيئات المجتمع المدني يخضع للقوانين السائدة والتي تتيح للافرد والجماعات حرية تكوينها من جهة ،كما انها تخضع في تسييرها وقيامها بمهامها لقوانينها الاساسية وانظمتها الداخلية من جهة اخرى.
3- خدمة الصالح العام
هناك مجالات شتى ومتنوعة لاشتغال المجتمع المدني خاصة في البلدان التي تعاني من التخلف ،وتعرف الكثير من الاختلالات والخصاص ومنها:الاعمال الاحتماعية التي تستهدف الفئات المحتاجة ،ورعاية الاشخاص المعاقين ،وحماية الطفولة والاهتمام بقضايا المرأة والشباب ومحاربة الامية ونشر قيم المواطنة وحماية البيئة والمساهمة في تنمية الحواضر والقرى،ومحاربة الفقر والاقصاءالاجتماعي وترسيخ مقومات الهوية الوطنية وما تتميزبه من غنى وتنوع وخلق فضاءات للتنشيط الثقافي والرياضي والترفيهي وغير ذلك من المجالات التي يمكن للمجتمع المدني ان يساهم من خلال الاشتغال بها في تنمية المجتمع والنهوض به دون ان تكون الغاية من وراء ذلك هي التجارة او الربح او المصلحة الذاتية للافراد.
3-عدم السعي للوصول الى السلطة
خلافا للاحزاب السياسية التي يكون الهدف من وراء تأسيسها هو الوصول الى السلطة
4-استعمال الاساليب الحضارية لتحقيق المطالب
5-الاسقلالية في التأسيس
. لما كان المجتمع المدني مجموعة من التنظيمات الطوعية والحرة التي تملأ المجال بين الاسرة والدولة فان من مقوماته كذلك
أـ الفعل الارادي الحر والتطوعي لتحقيق المصالح وحماية الحقوق والحريات.
ب ـ تواجد وعمل هذه المؤسسات في اطار( دستوري، قانوني ).
دور المجتمع المدني في تحدي الازمات
يقوم المجتمع المدني بمجموعة من الأنشطة والمهام في مجال إدارة وتجاوزالازمات و الكوارث فمثلا جائحة كورونا الخصم المجرد الذي اجتاح العالم خلف ازمة اقتصادية واجتماعية وانسانية و ما نتج عنها من ازمات نقسية ومعاناة اسرية وهنا ظهر جليا دور المجتمع المدني خاصة في شقه التضامني الاجتماعي و الاخلاقي من خلال :
تقديم الخدمات الإنسانية والطبية والاجتماعية، وكذا تقديم التجهيزات الخاصة بالتطهير وإمكانات الإسعافات الأولية، مع توفير المتطوعين المدربين للمساعدة في أعمال الرعاية في مناطق الحجر الصحي، والمشاركة في جمع التبرعات المادية والعينية، والإشراف على إقامة الدورات التدريبية للمتطوعين عبر البوابات الإلكترونية، عموما للمجتمع المدني دور هام وفعال في تحدي وتجاوز كل الازمات.
ولكي يتمكن المجتمع المدني من أداء دوره ا لا بد من اتحاد مؤسسات واجهزة الدولة؛ حتى يتم تحقيق التنمية المستدامة وينعكس هذا بالإيجاب علي المواطن.
، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات التنمية لخدمة المجتمعات المحلية وفقا لمجال عمل كل من هذه الجمعيات أو المنظمات.
.. المشاركة في إعداد أدلة إرشادية عن المخاطر المختلفة والأزمات..
إنشاء قواعد بيانات حول المعلومات الخاصة بالأزمات والكوارث.
. تقديم التجهيزات والمعدات الخاصة بالإغاثة والإسعاف كتوفير الخيام ولوازم الإغاثة الأخرى و الإسعافات الأولية، وتوفير المتطوعين المدربين للمساعدة في أعمال البحث والإنقاذ.
إعادة التأهيل وإصلاح الضرر بعد الكوارث.
إعداد برامج توعية وتدريب في مجال إدارة الأزمات.
.المشاركة في جمع التبرعات، ووضع نظام للمنح المقدمة للمتضررين من الكوارث والأزمات.
وضع خطط للاستعداد للكوارث.
تصميم برامج توعية السكان حول الكوارث وكيفية الاستعداد لها..
نشر الفكر الإغاثي بالمجتمع.
نشر الفكر التطوعي بين أفراد المجتمع.
التعاون مع الجهات التنفيذية في الدولة في تنفيذ هذا الدور.
جمع المعلومات اللازمة عن موقع الكارثة، وعن مدى تأثيرها على المجتمع
تقديم مواد إغاثة.
تعبئة الموارد البشرية لمواجهة الكارثة.
التعاون في تحديد أولويات الإجراءات العاجلة اللازمة لمواجهة الكارثة.
محاولة التخفيف عن المواطنين من خلال جلسات الدعم النفسي
• خدمات الرعاية العاجلة للمتضررين:
تحرك فوري بانتقال أعضاء ومتطوعي وشباب الجمعيات الأهلية لموقع الكارثة للإسهام في عمليات الإغاثة والإنقاذ، وكذلك الانتقال الفوري للمستشفيات للمشاركة في رعاية المصابين ودعم احتياجات المستشفيات وزيارة المصابين بالمستشفى وتقديم الرعاية العاجلة لهم ولأسرهم.
إقامة غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة، لتلقي البيانات الواردة من المناطق المتضررة.
التواصل مع بنك الدم الرئيسي في المناطق المتضررة.
فتح المخازن التابعة للجمعيات الخيرية لتلقي وتوزيع المعونات
وضع خطة متكاملة لإقامة المعسكرات المؤقتة للمتضرري
إخراج الأشخاص من تحت الأنقاض.
الدعم اللوجيستي.
تكوين فرق متطوعين ذات منفعة عامة.
الحفاظ على النظام.
. التنسيق بين المصالح..
الإنشاء السريع لجهاز إصغاء ودعم ومتابعة سيكولوجية للأشخاص المصدومين
متابعة بعض الفئات الخاصة مثل تلاميذ المدارس، وتقديم المعونة لهم حتى لا تتعطل دراستهم..
خلاصة القول: يقوم المجتمع المدني على الحرية والاستقلالية والفعل التطوعي والتسامح وخدمة الإنسان ودمقرطة العمل والعمل في إطار فرق مشاركة والاعتماد على التعاون الجماعي والمزاوجة بين النظرية والممارسة وبين القول والفعل مع الانطلاق من الأهداف الإنسانية النبيلة من أجل تحصيل تنمية بشرية مستدامة مبدعة وفعالة. والصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى اله وصبحه أجمعين