علامة إستفهام عريضه ترتسم أمامي عند سماعي لهذه المثل "القانون لا يحمي المغفلين " ؟
هذه المقولة خاطئة يتداولها الكثير من الناس عندما يقع في أي مشكله قانونية أو يجهل تصرف قانوني أو يتغافل عنه أو لا يحمى نفسه بالإجراء القانوني اللازم في الوقت المناسب
ولكن حقيقة الأمر أن القانون يحمى المغفلين ولا يحمى الغافلين
كيف يمكن لهذا القانون الذي كفل الحفاظ على الكثير من مقومات ومقدرات الإنسان بشكل عام ، والإنسان المسلم بشكل خاص ، أن يتجاهل حماية المغفل لمجرد أنه غفل؟!. ثم يأتي بعد ذلك من يقول محتجا، بأن القانون لا يحمي المغفلين ؟؟!!
الشريعة الإسلامية (القانون) قد حمت حقوق الجميع ، كما أولت هذا الجانب أهمية قصوى، واعتنت به عناية بالغة ، ومن ذلك الضرورات الخمس التي تقوم عليها مبادئ الجنس البشري ، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، فكيف يعجز هذا القانون عن حماية المغفلين ، وقد استطاع الدين الإسلامي بتشريعاته الواسعة، الحفاظ على حق المغفلين والمغيبين والمغبونين وناقصي الأهلية وفاقدين قواهم العقلية ، القانون كفل للمجنون حقه بجعل تصرفاته جميعها باطلة ، حماه من أي شخص يستغل جنونه وذهاب عقله فكيف بالمغفل الذي قد يكون استهدف و استغفل واستغل في غفلة من أمره ، سواء ماديا أو معنويا بغير وجه حق وهو أولى بالحماية ؟؟
لو أن رحب القانون بعذر اي شخص يدعي جهله بالقانون ويدعي انه " مغفل " أصبح قانون بلا قيمه وانتهكت حرمته واتكئ المجرم على حجة الجهل بالقانون وأصبح لا يسمن ولا يغني من ريبه وهيبه ، وارتكب البعض ما يريد من جرائم معلقا أفعاله على أدراج الجهل بالقانون دون اكتراث لعقاب القانون ..
لذا أتى الفقه الإسلامي بقاعدة شهيرة مفادها أن (المفرط أولى بالخسارة) أي أن الذي يفرط في حماية حقوقه ومصالحه على نحو لا يعد من قبيل الصور التي يحميها الشرع، فهو أولى بالخسارة والضرر الذي ترتب على ذلك. ومن القواعد المهمة في هذا السياق كذلك قاعدة (لا يعذر أحد بالجهل بالقانون) فطالما أنه تم نشر القانون فهو ملزم لجميع المكلفين ولا يمكن لأي شخص أن يتذرع بجهله أو عدم علمه بهذا القانون، لأن نشره يقتضي العمل العلم الافتراضي لجميع أفراد المجتمع دون تمييز بينهم حتى لو كان الشخص أمياً لا يقرأ ولا يكتب ...
لكن من زاوية أخرى
هناك فرق بين "المغفل " "والغافل "
فحقيقة الأمر أن القانون يحمي المغفل كما ذكرت ولا يحمي الغافل .
والغافل هو : "الجاهل بالقانون " ، أو الذي لا يفطن ما يحاك حوله فيعاقب على مخالفته له ، لأن هناك مبدأ قانوني وهو " لا يعذر أحد بجهله القانون" أو كما ذكر ايضا " لا جهل في القانون " ويعني هذا المبدأ عدم قبول جهل الشخص حتى لو أثبت جهله وكان صادقا حسن النيه...
هناك غفلات يقع فيها البعض بجهل القانون ومثل هذه الغفلات لا يحميها القانون ، فـ على كل شخص يجهل حقيقة قانونيه معينه أن يسأل ويستشير من كان بها خبير ، حتى يتجنب الوقوع في الخطأ ، لأن القانون لم يشرع لمصلحة أشخاص دون آخرين وإنما شرع لكافة الشعب
فعليك معرفة القوانين التي تحميك وتنظم مسار الحياه والمجتمع ومعرفة حقوقك وواجباتك ...