رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتورة بثينة محادين تكتب : في عيد ميلاد ملك المهمات الصعبة

الدكتورة بثينة محادين تكتب : في عيد ميلاد ملك المهمات الصعبة
جوهرة العرب - د. بثينة محادين 

مع إشراقة يوم الثلاثين من كانون الثاني من كل عام تحتفل الأسرة الأردنية بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله ورعاه. هذا اليوم الذي ولد فيه ملك المهمات الصعبة، الذي لا تثنيه التحديات ولا تعجزه الصعاب. التحدي للنهوض بالأردن والوصول به نحو العصرنة والحداثة والإصلاح. ورغم الإمكانات المحدودة المتاحة؛ إلا أن جلالته أصر على تحقيق طموحاته للإرتقاء ببلده حيث التقدم و التجديد والتنمية وإثبات موجوديته كبلد مؤثر ذو مكانة دولية متميزة.
منذ استلام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية وهو يحمل هموم شعبه، ملك القيادة بطرازها المتميز المؤثر الفريد، تسكنه المحبة والرحمة والألفة. فميلادك سيدي هو ميلاد ملك عطرت سيرته العالم بأكمله؛ وتشهد بذلك مواقفك النبيلة خلال فترة توليك العرش، فهذه الأيام والتي أثبت فيها ما يفوق كثيراً العبارات التي نستطيع البوح بها؛ هي أيام ملك شاب عادل يحيي بداخلنا سيرة الأجداد العطرة سيرة الهاشميين، ويحيى في قلوبنا وبين أيدينا صوراً وأمثلة حية وفاعلة عبر التاريخ؛ يستلهمها بإقناع تام بأن الإصلاح لا يتوقف لكنه يحتاج لتعديل وصياغة رؤى جديدة تواكب التجديد، لذلك لابد من القضاء على كل المعيقات التي تقف في وجه النهوض والإرتقاء.
(إن تعداد أسرتي أربعة ملايين)... جملة بحجم العطاء الذي يكمن بداخلك سيدي، هذه الجملة التي لا يمكن نسيانها والتي كانت إجابة على سؤال من أسئلة إحدى المقابلات التي أجرتها محطة ال (CNN). وإن دلت الإجابة على شيء فإنها تدل على سعة صدرك وحرصك الدائم على زيادة ترابط ومحبة الشعب الأردني.لم تكن تلك الإجابة مجرد كلمات؛ لا بل وتم ترسيخها قولا وفعلا؛ حيث التطبيق الفعلي لمعانيها العظيمة والذي لمسناه لاحقاً.
لقد أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني العديد من المشاريع والمبادرات والمكارم التي شملت معظم جوانب الحياة، وإستمر جلالته في التشجيع والدعم لشعبه، وخلق نوازع الإجتهاد والنشاط، وكان ذلك من خلال ترسيخ بعض الجمل المحفزة مثل: (على قدر أهل العزم) والتي تشير إلى أردن الطموح والعزيمة، وكذلك (طموح بلا حدود) والتي تحفز الطموح والإنجاز والعمل الجاد المخلص. والعديد من العبارات التي يغلب عليها مصلحة الوطن وحماية منجزاته وزيادتها بمعايير التميز والإبداع؛ هذا التميز الذي لا يمكن تحقيقه بدون المواطن الصالح؛ المخلص؛ صاحب المسؤولية.
 يوم ميلادك سيدي من أغلى المناسبات على قلوب الأردنيين، هذه المناسبة التي تعم الفرحة فيها وتغمر السعادة والبهجة كافة أرجاء الوطن، بذكرى عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، من حقنا جميعاً أطفالاً، وشباباً، وكباراً، أن نفرح وأن نحتفل ابتهاجاً وسروراً في هذه المناسبة لما تحمله من رموز ودلالات ومعاني عظيمة للأردنيين.
 إنه ملك الإنسانية الذي نذر نفسه منذ توليه أمانة المسؤولية لخدمة وطنه وشعبه وأمته، وبتسلمه الراية الهاشمية وبهمة الأردنيين وعزيمتهم أثبت قدرته الفائقة على قيادة مسيرة الانجاز التي ملأت نجاحاتها فضاءات الوطن، حيث يتصدر أولويات جلالته بناء الدولة الحديثة، دولة المؤسسات والقانون، وترسيخ قيم العدالة والحق والمساواة والاعتدال والتعددية والاحترام، وتحقيق العزة والرفاهية والحياة الفضلى، وبناء المستقبل المشرق للشعب الأردني وإنتهاج الإصلاح.
وأخيراً نسأل الله العلي القدير أن يمد في عمر جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية وأن يعيد هذه المناسبة الغالية على جلالته بالخير واليمن والبركات، وندعو الله أن يبقى هذا الوطن الغالي مصاناً ومهاباً يحمل الصورة الأبهى والأجمل لمعاني الحرية والكرامة التي تجذرت في قيادته الهاشمية وشعبه الأبي.
وكل عام والوطن وجلالته بألف خير.