شهدت الحلقة التسجيلية الثانية من برنامج "المنكوس" في موسمه الثاني، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، والتي تم تسجيل مجرياتها في أبوظبي دار الموروث والإصالة، حيث استمرت لجنة تحكيم البرنامج في الاستماع للمواهب وتقييم المشاركات والبحث عن أعذب الأصوات التي تتغنى بأزهى القصائد على لحن المنكوس أحد ألحان الشعر النبطي.
وفتحت الحلقة التسجيلية من برنامج المنكوس التي بثت عبر قناة بينونة وقناة الإمارات، الساعة العاشرة من مساء أمس الأحد، صفحة من صفحات فنون المنكوس الشعرية، وقد تلاقت خلاله الأجيال بهويتهم وأصواتهم وتنافسهم الذي يكمل مشوار الآباء ويرسم درب الأبناء.
وأظهر المتسابقين استعدادهم وتحضيرهم القوي لخوض غمار المنافسة، والحصول على قبول لجنة التحكيم، وبالتالي يفتح له باب التأهل لأول مسابقة تلفزيونية تهتم بفن المنكوس، حيث أن من يلقى قبول اثنين أو ثلاث من أعضاء اللجنة يفتح له الباب وينتقل إلى مكالمة مرئية مع اللجنة، حيث تم خلال حلقة أمس بث مكالمات مرئية عن بعد من أستوديوهات البرنامج في الرياض وأبوظبي والكويت، والتي تواصلت بشكل مباشر مع أعضاء لجنة التحكيم، وتفاعلت معها لتقدم لها المزيد في سبيل الوصول إلى قائمة الـ 18 متسابق.
وأكد المشاركون أن لحن المنكوس هو من الألحان التي تعلموها من أباءهم وأجدادهم، وأن هذه الموروث له ارتباط وثيق بذاتهم ويعيدهم إلى ذكريات كثيرة ومميزة، فضلاً عن ما يتركه هذا اللحن وكلماته العذبة من أثر في نفس مؤديه والمستمع له في ذات الوقت، واستذكر البرنامج لقاءات مع مشاركين في الموسم السابق وهم يؤدون لحن المنكوس مع آبائهم، في صورة تؤكد استمرار هذا الموروث الإماراتي والخليجي للأجيال القادمة.
كما شارك المتسابقين من الموسم الثاني بمقاطع فيديو لهم مسجلة عبر هواتفهم الخاصة، يؤدون فيها لحن المنكوس في حلهم وترحالهم وبين أهلهم وأصدقائهم، حيث رافقهم لحن المنكوس في جلساتهم ومناسباتهم المختلفة.
واستقبلت اللجنة أصوات كثيرة، وكانت الضوء الأخضر الذي يفتح فتح الباب للأصوات المميزة، حيث أن عشرات المتسابقين قدموا أفضل ما عندهم، لكن لجنة التحكيم كانت صارمه ودقيقة في اختياراتها، والتي أشارت إلى أن الباب لا يفتح إلا للأصوات التي تدخل القلوب من غير استئذان.
وأكدت لجنة التحكيم أن هناك الكثير من الأصوات العذبة التي تنافس على قائمة الـ 18 الذين سيشاركون في الحلقات المباشرة، فيما بعض الأصوات لم تجد مفتاح القبول وكانت بحاجة إلى إتقان لحن المنكوس وامتلاك قوة الصوت وجماله وحسن اختيار القصيدة.
وقامت لجنة التحكيم بعد انتهاء المقابلات مع المتسابقين بعقد اجتماعات للاختيار القائمة النهائية للمشاركين بالحلقات المباشرة والتي سيتم الكشف عنها قبل انطلاق البرنامج.
سيرة المنكوس
ضمن فقرة "سيرة المنكوس" التي تتخلل حلقات برنامج المنكوس، تحدث "الصغير مرشد المنصوري" عن سبب تسمية المنكوس، حيث قال "ترجع تسمية فن المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ مؤدي اللحن بطبقة صوت مرتفعة، تنخفض تدريجيًا مع صدر البيت الشعري، ثم تبلغ أوجَها في نهاية هذا الشطر، ثم تعودُ وتنتكس(تنخفض) تدريجيًا في الشطر الثاني من البيت.
كما قدم المنصوري قصيدة قام بتأديتها على لحن المنكوس، وأمتع المشاهد بأحاديث كثيرة ترتبط بالمنكوس وتتناثر معانيها بين الشجن والوجد والغزل، وروايات تناقلتها ألسِنَةُ الأجداد من أهل الصحراء.