رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الأستاذة أسماء سليمان الطويسي تكتب : التكافل الإجتماعي في زمن كورونا

الأستاذة أسماء سليمان الطويسي تكتب : التكافل الإجتماعي في زمن كورونا
جوهرة العرب - أ. أسماء سليمان الطويسي 

الآن وقد أكملت كورونا عامها الأول في الأردن وأكثر في العالم نستذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي أعضاء الجسد بالسهر والحمى"
منذ أن بدأت الإجراءات الأولى لمكافحة الجائحة والمتمثلة بالحجر الشامل ومن ثم الحجر الجزئي قلبت حياة الناس من شتى المناحي لا سيما (الاقتصادية والاجتماعية)، إذ كادت لا تخلو أسرة أردنية  إلا وقد تأثرت بطريقة أو بأخرى بالجائحة، فكم من أسرة فقدت مصدر دخلها و تدهورت اساسات بيتها، ولا نستيطع أن نشوح انظارنا عن انعدام الحياة الإجتماعية بحيث أصبحت عادة بأن لا يقرب الأخ أخيه.
لم تتواني الحكومات من بداية الأزمة عن التصدي لتبعات الأزمة سواء حكومة "الرزاز" او "الخصاونة"، حيث حاولت الحكومتين جاهدة  وضع الكثير من البرامج لتقديم الدعم للأسر والقطاعات  المتضررة، لكن هذا لا يكفي إذ لا بد من تكاتف الجهود وعلى كافة المستويات.
وفي ظل هذه الظروف الطارئة الغير المالوفة  تتزايد  عدد الأسر الفقيرة والمحتاجة لكافة أنواع الدعم،  حيث لا بد من التكاتف الاجتماعي بين فئات الشعب الاردني و قطاعاته الخاصة بأن يقفوا يدا بيد للخروج من هذه المعضلة وتخفيف تبعاتها المستقبلية، وهذا  ليس بغريب على المجتمع الأردني المتكاتف الذي يتميز  بأنه مجتمع متكافل متعاون متمسك  بعادته الطيبة والتي تعتبر جزء أساسي من حياته الشخصية سواء على الصعيد الفردي أو الصعيد المجتمعي، فيما لا يزال الخير في وطننا الطيب ونلاحظ ذلك بوجود العديد من الشباب الذين يتبنون مبادرات شبابية مجتمعية تقدم الخدمات التطوعية والمساعدات للأسر الفقيرة، إذ أن هذه صورة من صور التكافل المجتمعي الاردني المميز حين يتفقد الأردنيين معارفهم وجيرانهم المحتاجين والمتضررين من تلك الجائحة.
كلنا نعلم أن هذه الجائحة  وتأثيرها يزيد من حالات الفقر وذلك نتيجة البطالة التي ضاعفتها هذه الظروف، حيث لا بد من زيادة التكاتف المجتمعي وتنظيمه وأن تتسع رقعة هذا الدعم والتفكير بطريقة جدية خارج الصندوق لتفعيل هذا الترابط المجتمعي.