الأستاذ الدكتور نجيب ابو كركي يكتب : طابون، منجنيق وادارة

ومن يخالفني القول ان قلت ان موضوع الطبخ والمطابخ هو موضوع اداري بحت؟ يحتمل الابداع والابتكار او الجمود والتخشب و التناحة ايضا. بهذه الايام تسود نوعا ما اجواء من اعتادوا الحظر ايام الجمع ومركز عطلة نهاية الاسبوع وبعض الانقلابات الضالة الربيعية والصيفية والشتوية والخريفية و(اليوني) انقلاب في حياتنا. وخلاصة القول بدأت اهتم فعليا بسياسات المطبخ واستميل الطناجر و الاواني التي يزخر بها نحو ادارتي للموضوع واخالها بفضل الله ادارة عنوانها الابتكار بلا حدود ولا حدود (للتأكيد) سجلت اليوم سبقا عالميا خرج من مطبخي بيتت النية بعد استيراد طابون بلدي من عنجرة قبل اسبوعين ان استخدم تأثيري نحو استبدال الطنجرة لهذا اليوم بالفرن الدافئ وبما يناسبه من ولائم خفيفة تصلح فطورا ساخنا وكان التوجه هو الشروع بالاتجاه نحو المعجنات وخاصة اقراص السبانخ على طريقتي.. كمعاني يقترف طبخة شوام، كمية وافرة من البصل وزيت الزيتون الطفيلي و السماق البلدي والهريسة التونسية(يعني الشطة) بذكر بموضوع الابتكار و كل شئ تمام وبعد اول قرص جاءتني فكرة اضافية بان اضيف جبنة من المتوفر وهي الجبنة القابلة للدهن ومنذ الامس كنت قد اعلنت حالة الطوارئ في المطبخ وامرت بتحضير العجين الذي انتفخ تماما اخمرارا بخميرته وشرعنا بتحضير ما يجب ان اسميه قذائف المعجنات (اعتذر لاستخدام اصطلاح حربي اذ لم يكن شكلها مثلثات منتظمة كالعادة انما جاء الشكل يشبه الجيوئيد الارضي للمختصين بالجيوديسيا او لنقل يشبه قذائف المنجنيقات من القرون الغابرة لبقية خلق الله) واخيرا واجهتنا صعوبة اخرى انتهى العجين وما زالت هناك كمية من حشوة السبانخ والسماق والبصل. رب ضارة نافعة لقد اتاح لي ذلك تشغيل سلاح الادارة والابتكار مجددا واتخاذ قرار فوري باستدعاء حبتين فليفلة وحشوهما بالفائض من الحشوة مسجلا وستوافقونني سبقا عالميا كأول مخترع للفليفلة المحشوة بالسبانخ. آه يا والدي رحمك الله لو كنت معنا لصرفت لي دزينة من كلمات التشجيع التي احتاجها و الموروثة من الزمن العثماني على ما اظن. من فئة عفارم سكارم قدارم وارجو الله ان تكون مناسبة للمقام وان لا تكون شتائم وصيحات استهجان لخروج ما على المألوف كالخروج فارعا دارعا دون حطة وعقال للشاب البالغ العاقل المالك او لامر جلل آخر ما من امور تلك الايام. انتهى الان كل شئ معجناتي تتمتع بلون شهي محمر ذهبي من الاعلى لنجرب الاولى منها ...؟ لا يوجد اي طعم معين مميز حقيقة لازيت ولا سبانخ ولا سماق واقل من ذلك الجبنة. الطبقة العليا اقرب للبسكوت لا هو مالح ولا محلى كرتوني والله اعلم الاختراع فريد نعم لكنه بلا قيمة مضافة تذكر حتى الصورة قد لاتجذب اي لايكات على فيسبوك حتى من الذين لا يدققون بماذا يلايكون ! ومع ذلك لا يمكن اعتبار الاختراع عبثيا او غير مفيد ولو استغل جيدا وتم الترويج له بشوية جهود وعلاقات ورعاية وتحدث عنه موقع طبخة نيوز فقد قد يسهم كرافعة لاخبار تتحدث عن تقدم لمدرستنا في التصنيفات العالمية عبر تخصص السبانخ المخبص ستنافسنا المدرسة المجاورة وتعلن الطوارئ فورا وتتقدم في التصنيفات هي الاخرى عبر اختراع عجينة الميرمية بالفستق الحلبي. يقطع تدفق الافكار خبر عاجل يتحدث عن كورونا وارقامها وضحاياها الجديدة في اواسط المحيط الهادي تشرائب الرقاب وتشحذ العقول وتلمع فكرة اخرى هل ان غياب نكهة السبانخ والسماق وطعم الزيت طبيعي ام ان الامر يتطلب فحصا واستقصاءا وتقييما و تعديل تصنيفات؟ النتيجة بعد 48 ساعة.