رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الصحفية رنا حداد تكتب : "اربع نساء"

الصحفية رنا حداد تكتب : اربع نساء
جوهرة العرب - الصحفية رنا حداد / مدير دائرة المنوعات والفن "ملحق دروب - جريدة الدستور 

جميل ومهذب شاب الفاليت (الاصطفاف) الذي أخذ توا مفتاح سيارتي،
النادل... قادني هو ايضا بكل لطف، الى البهو الداخلي،
 تفضلي سيدتي.. هل من حجز مسبق؟
- لا.. توا خطر لي اللقاء...!! 
 لم يأبه بعبارتي، تابع المسير وانا خلفه، أسير برضا كما قادني الزمن يوما.

- سيدتي كم عدد الاشخاص؟ 
- اه... كثيرون... وربما لا احد...!!

- يا للشاب المسكين.... ما ذنبه ان يضطر لتفسير كلام المجانين !!
- اريده لاربعة اشخاص!
-المجموع خمسة ؟ سأل. 
-لا نحن فقط اربع نساء.  
 ابتسم.. وبكل لياقة واناقة سحب كرسي الطاولة التي امام النافذة على الزاوية في ركن بعيد.
-"الزاوية" !! لا،، انا اكره الزوايا. اثقلت عليك... اعرف... ولكن ألا يوجد طاولة في المنتصف ...أنا أكره الزوايا!! 
ابتسم واعاد الكرسي ومشى خطوات اضافية، متأكدة من حديث جرى بداخله (طلب بنية صافية وقلب مقهور من العلي ان يمنحه الصبر على امثالي وعلى الحياة عموما)!!
-تفضلي سيدتي .
واخيرا جلست، وتنفس هو الصعداء، بخفة تناول زجاجة الماء دائمة الحضور ، الا عندما تعطش ، وسكب وارتع الكأس... ووضعه امامي.

ابتسمت.. اظنها ابتسامة رضا لغرور الانا... 
غادر وبقيت امارس طقس الانتظار بكل خشوع وصبر.

-ستأتي نسائي الثلاث فورا، 
قلت لزميله النادل الاخر حينما عرض علي قائمة المشروبات والطعام ... ابتسم وبهدوء انسحب : 
-ستأتي فرح.
ستأتي أمل.
ستأتي نور.

-لا شك هن قادمات لكن ازمة السير... مطبات الطرق... الاشارات دائمة حمراء ،، ولكن حتما هن قادمات .
سأنتظر بضع دقائق اضافية... قلت للنادل.. قال: بكل سرور : لك كل الوقت.. والعمر !
غادر... وغادروا.
الا هو ،، 
كان وحده يجلس بنظاراته السميكة واصابعه دائمة الضغط على ازرار الارقام، 
يحسب ويدقق، يراجع فواتير الداخلين والخارجين، 
هو محاسب، 
ينتظر ان ادفع حتى ثمن كأس الماء الذي لم اشربه!
انتصف الليل.. لم تأت الرفيقات، طلبت فنجان قهوة.. 
للأسف أُغلق باب المطبخ و انطفأت النار،
 حسنا وحده المحاسب، وانا دفعت فاتورتي ، وتركت "بقشيشا" لمن غادروا وغدروا، 
عدت ادراجي، نسيت انني لم اتصل بالرفيقات اصلا!!.