الدكتورة انتصار الزيود تكتب : في ذكرى تعريب الجيش

جوهرة العرب - د. انتصار الزيود 

يستذكر الأردنيين اليوم  الأول من آذار ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الذي صدر بقرار من  الملك الحسين بن طلال رحمه الله، بإعفاء قائد الجيش العربي وهو الضابط الأنجليزي "غلوب باشا" من منصبه إضافة إلى إعفاء بقية الضباط الإنجليز من مهامهم. 

لحظات خلدها التاريخ، وسطرها الأردنيون الأحرار من الجيش العربي، الذين كانوا يعتزون بهويتهم، ويذودون عن الوطن بالغالي والنفيس، ويرون الوطن أبهى وأعز من أن تدنسه أقدام الإنجليز الذين يعتبرون من مخلفات الاستعمار التي سترهق كاهل الوطن إن بقيت، وتقيد حرية أفراد الجيش العربي الذين سطروا البطولات والتضحيات من أجل رفعة الوطن، فهم الأولى بحمل راية الوطن والحفاظ عليها، وحماية أهله من كل يد ممتدة تريد النيل من كرامة الوطن والمواطن، وهم الذي فطروا على حب الوطن ورائحة الحرية والإباء، ورفض الإنقياد وراء أوامر غربية تسير بالوطن إلى حيث الركوع والخنوع. 

شاء الله، وشاءت إرادة الأردنيين أن تنفلت من تكبيل إرادة الاستعمار وتبعاته، والتحرر من كل القيود، للانطلاق إلى بناء الوطن وتأسيس الهوية الأردنية الخالية من توقيع الاستعمار، فسطر الجيش العربي أكبر درجات التضحية والفداء، وصدر للعروبة معاني البسالة والقوة والهيبة، فكان مثلاً يحتذي ويضرب به بين أبناء العروبة بأن الجندي الأردني مكانه في المقدمة ولا يقبل الخسارات. 

المجد والخلود للشهداء الأبرار، ممن سطر إسمه على لوحات العز والكرامة، وممن مزج دمة بالأرض فأنبتت خيراً ومجداََ وتاريخاََ مسطراََ بقصص البطولات، سيبقى الجيش العربي رمزاً للعطاء والبذل، وقرة عين للأردنيين الذين يغمضون أعينهم بأمان وسلام لأن هناك في الخارج جندي مكتمل الرجولة، يحميهم ويحمي الوطن. 

د. انتصار الزيود