بقلم: سكينة شاكربورتي، مديرة قسم العلاقات المؤسسية والمسؤولية الاجتماعية للشركات لدى «في إف إس غلوبال»
أدت الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم خلال العام 2020 إلى تعطيل أنظمة الأعمال/ والدفع نحو ابتكار طرق جديدة للتكيف مع المواقف اليومية، وتعزيز وعي الأفراد والشركات والمجتمعات على كافة المستويات وفي كافة المجالات الحياتية. وشهد العالم من منظور التنوع والشمولية، مجموعة من التحديات التي واجهت المرأة العاملة، بسبب الضغوط المتعلقة بإدارة حياتها المهنية، مع نظام دعم محدود أو غائب كلياً لأشهر متتالية. إلا أن «في إف إس غلوبال» استمرت بتنفيذ سياسات وإجراءات تكافؤ الفرص التي طالما استفادت منها موظفاتنا على مدى سنوات عدة.
وغالباً ما تواجه أهداف التنوع في مكان العمل تحديات متعددة، نتيجة حصول فجوة بين السياسات التنظيمية التي تدعم التنوع، والسلوكيات اليومية للموظفين. ويتطلب التآزر بين السياسات والممارسات، ضرورة تطوير ثقافة تقدر التنوع وتعترف به - كخطوة أولى لخلق ثقافة عمل شاملة، يتمكن الجميع في إطارها من العمل بثقة أكبر مع مستويات أعلى من الإنتاجية.
غالبًا ما تواجه الموظفات بعد عودتهن إلى العمل من إجازة الأمومة تحديات تتمثل في تراجع النمو الوظيفي، والحاجة لأوقات عمل مرنة في الفترات الأولى، والنقص المرافق الخاصة برعاية الأطفال، وإدارة المهام الوظيفية على نحو يتوافق مع تطلعات المدير وتوقعات أعضاء فريق العمل. وتشمل الطرق التي يمكن للمؤسسات تبنيها لضمان معالجة هذه التحديات ما يلي:
1- إعداد المديرين والقوى العاملة للتعامل مع بعض هذه الظروف الحياتية وتوفير الدعم لزميلاتهم من السيدات، عبر تنظيم مجموعة من البرامج وورش العمل التدريبية للموظفين. على سبيل المثال، لدى العديد من المؤسسات اليوم فريق مخصص للتعامل مع الظروف الحياتية المختلفة، لتقديم المساعدة والدعم للموظفين خلال هذه الفترات.
يجب على القادة في هذا الإطار، تشجيع المديرين على الانخراط في مناقشات منتظمة مع الموظفين حول المطالب التي يواجهونها على مستوى العمل والحياة. ويساهم هذا النوع من المحادثات والدورات التدريبية في دعم الموظفين للاندماج والانخراط في مكان وبيئة العمل مرة أخرى- ولكن فقط عندما يشعر الموظفون أن مديرهم يهتم بهم حقًا كأشخاص وليس كموظفين. ويحتاج المديرون في هذا المجال إلى اعتماد منهجيات التطوير والأدوات والموارد المناسبة لإضفاء الطابع الفردي على نهجهم عند التعامل مع كل فرد من أفراد الفريق، ومتابعة أوضاع الموظفين على نحو مستمر لتعزيز نوع من العلاقات التي ترتقي بمستوى الثقة.
2- وضع خطة انتقالية فعالة، لتخفيف بعض المسؤوليات عن عاتق الموظفات خلال مرحلة الأمومة. تحافظ المؤسسات الرائدة على سياسة المساءلة وتحفيز الأداء الاستثنائي وتعزيز النجاح الوظيفي طويل الأجل - مع دعم الأمهات العاملات خلال جميع المراحل الحياتية.
3- تطوير ممارسات داعمة بالإضافة إلى توفير وسائل الراحة في مكان العمل حيثما أمكن لدعم المرأة. الأمر متروك في هذا المجال للقادة للتأكد من أن ثقافة عملهم تستوعب الموظفين باستمرار، خاصة عندما تستأنف الأمهات مسؤوليات العمل، حيث يؤدي ذلك إلى تلبية رغبات الموظفين وتعزيز نجاح الأعمال.
4- استمرارية الاتصال أو التدريب أو الدعم للمرأة خلال فترة إجازة الأمومة، من المعلوم أن ولادة طفل جديد يؤدي إلى تغيير حياة الوالدين على نحو جذري. وبالمثل، فإن العودة إلى العمل أمر مليئ بالتغييرات - وستبدو تلك الرحلة مختلفة بالنسبة للجميع. وتتمثل الطريقة الوحيدة التي يمكن للمؤسسات من خلالها فهم وتلبية الاحتياجات والتفضيلات الفريدة والمتطورة لكل امرأة في التواصل المتكرر ومنهجية الشفافية.
الريادة في مجال التنوع والشمول
تشمل عملياتنا العالمية فريق عمل متنوع يضم أكثر من 130 جنسية، الأمر الذي دفعنا إلى ابتكار برامج تعليمية وتطويرية شاملة، تساعد على تعزيز ثقافة قائمة على الجدارة بغض النظر عن الجنس. وعلى مستوى العمليات، يُطلب من جميع موظفينا (رجالًا ونساء)، بما في ذلك أولئك العائدين من إجازات طويلة، الاستمرار في تلقي التدريبات على نحو دوري، للتعرف على التعديلات الحاصلة على عمليات طلب التأشيرة للحكومات التي تقع ضمن نطاق اختصاصهم. ويتم اختيار الموظفين في مجال خدمة العملاء المباشرة، بعد إجراء مجموعة من التقييمات والحصول على الاعتمادات على نحو مستمر.
ويسعدنا الإعلان عن خطوة جديدة في هذا المجال، تتمثل في إطلاق شبكة متنوعة ومخصصة للنساء العاملات في «في إف إس غلوبال». وستوفر الشبكة منصة لزميلاتنا لبناء العلاقات والشبكات الاجتماعية، وتوفير الموارد لدعم نموهن الوظيفي وتطورهن الشخصي.
وشهد العام الماضي، مع اتباع اجراءات العمل عن بُعد، إطلاق برنامج "التعلم من المنزل" – وهو عبارة عن سلسلة من الدورات التدريبية لتشجيع موظفينا على صقل مهاراتهم المهنية والشخصية. وقد تم اتخاذ ثلاث مبادرات رئيسية عام 2020 ركزت على المرأة، مثل المرأة في القيادة (والتي ركزت على التحديات والعقبات التي تواجهها المرأة، وتبادل قصص النجاح والاستراتيجيات مع ما يقرب من 600 مشارك)، ومبادرة "Brand YOU"، التي ركزت على جوانب مختلفة كالعرض، ولفت الانتباه، وتطوير علامة تجارية في مكان العمل، و "شهر التعلم الأسري" حيث تم تشجيع عائلات الموظفين على المشاركة في هذه الدورات. وشارك في هذه الجلسات، أكثر من 3400 مشارك من جميع أنحاء العالم، وشملت الموضوعات الرفاهية وأسبوع الصحة والعافية وجلسات مناقشة الكتب وغيرها.
وقد استطعنا بفضل المشاركة الواسعة من قبل الأشخاص الذين شهدوا تجربة العودة إلى العمل بعد إجازة طويلة، استكشاف مجموعة من النقاط الأكثر أهمية، مع التعرف على الوسيلة الأفضل لدعن ومساعدة الموظفين العائدين إلى العمل.