أعلنت هيئة المرأة العربية منح سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي جائزة "السيدة العربية الأولى" لهذا العام، وذلك تقديراً للدور الذي تضطلع به سموها في النهضة الكبيرة التي يشهدها القطاع الثقافي والإبداعي في إمارة دبي، ولإسهامات سموها في دعم مبادرات ثقافية مبتكرة من شأنها إثراء المشهد الثقافي الإماراتي والعربي.
وقال محمد الدليمي الأمين العام لهيئة المرأة العربية إن مجلس أمناء هيئة المرأة العربية صادَق بالإجماع على اختيار سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد لهذه الجائزة؛ تعبيراً عن التقدير والاعتزاز الكبيرين بمبادراتها وإسهاماتها الفاعلة في تطوير النتاجات الثقافية والإبداعية عبر إطلاق باقة متميزة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز مكانة القطاع الثقافي في المنطقة، وترسيخ مفهوم رعاية شتى صنوف الفنون الإبداعية التي ترفد المجتمعات العربية بعناصر الجمال والسلام والقيم الإنسانية النبيلة.
وأضاف الدليمي: "إنه من دواعي الفخر أن يكون لدينا في عالمنا العربي نموذج نسائي قيادي مشرف بقيمة ومكانة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم التي نذرت نفسها لتعزيز مكانة الثقافة والفنون وإبراز الدور الحيوي المهم المرتبط بهذا القطاع في عملية تحفيز تفاعل الحضارة العربية مع جميع الحضارات الإنسانية. وبصفتها رئيسة للهيئة المؤتمنة على قطاع الثقافة والفنون في دبي، وعضواً في مجلس دبي، تعمل سمو الشيخة لطيفة بنت محمد على تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة ومنارة للإشراق الفني والإبداعي".
وتُمنح جائزة "السيدة العربية الأولى" التي انطلقت من رحاب جامعة الدول العربية في عام 2004، كل أربع سنوات إلى إحدى القيادات النسائية العربية رفيعة المستوى تقديراً لإسهاماتهن الكبيرة في دعم العمل التنموي والإنساني والإبداعي لخدمة المجتمعات العربية والارتقاء بها، ما يعكس الوجه المشرق لقدرة المرأة العربية على إحداث تأثير إيجابي واسع النطاق في محيطها المجتمعي وعلى مستوى وطنها وكذلك المنطقة.
وسوف يتم تكريم سمو الشيخة لطيفة بنت محمد في احتفالية ستعلن هيئة المرأة العربية عن تفاصيلها في وقت لاحق.
قيادة القطاع الثقافي
ويأتي هذا التقدير العربي لسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد في ضوء ما تقوم به سموها من جهود واضحة ومنذ توليها مسؤولية قيادة فريق العمل في هيئة الثقافة والفنون في دبي من أجل تحقيق نهضة شاملة في كافة مسارات العمل الثقافي في الإمارة، من خلال استراتيجية عمل واضحة مستلهمة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجهات دبي التنموية، حيث قادت سموها جهود تطوير هذا القطاع الحيوي وصولاً إلى إطلاق خارطة الطريق المحدثة للهيئة في يوليو الماضي للسنوات الست المقبلة، والتي تدور حول تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة، وحاضنة للإبداع وملتقىً للمواهب، علاوة على ضمان "التعافي السريع للقطاع الثقافي في الإمارة من تبعات الأزمة العالمية المتمثلة في انتشار وباء كوفيد-19.
وقد أبدت سموها جهداً واضحاً في تحفيز التكامل بين مختلف المسارات المكونة للمشهد الثقافي العام في إمارة دبي، من خلال سلسلة من الزيارات واللقاءات المستمرة التي حرصت فيها على الاستماع إلى آراء ومقترحات القائمين على العمل الثقافي والمبدعين والفنانين حول كيفية تحقيق تقدم أكبر في تشجيع المجالات الإبداعية بما يتماشى مع رؤية دبي والدور الذي تتطلع للقيام به كحاضرة للأنشطة الثقافية والإبداعية في المنطقة.
وكانت إسهامات سموها حاضرة في كل الأوقات حتى في أصعبها خلال الأزمة التي ألمّت بالقطاع الثقافي في إمارة دبي خلال العام الماضي جراء انتشار وباء كوفيد-19 عالمياً، حيث أطلقت هيئة دبي للثقافة والفنون بتوجيهات سموها واتساقاً مع جهود حكومة دبي في هذا المجال، باقات تحفيزية وإجراءات انصب هدفها على مساعدة الأنشطة الثقافية والإبداعية على مواجهة التداعيات الاقتصادية المؤثرة التي نجمت عن الجائحة مع تصاعد حد الأزمة العالمية التي بدأت مطلع العام 2020، حيث كان القطاع الثقافي في دبي من بين القطاعات المستفيدة من حزم التحفيز المتعددة التي أطلقتها حكومة الإمارة وتجاوزت في مجملها 7.1 مليار درهم خلال أقل من عام واحد.
وتولي سمو الشيخة لطيفة بنت محمد اهتماماً كبيراً بدعم ورعاية شتى المبادرات الثقافية والمجتمعية التي من شأنها الإسهام في نمو البيئة والبنية التحتية للقطاع الثقافي في دبي، وكذلك العمل المستمر على الإبقاء على الحالة النشطة والمنتجة للقطاع من خلال تشجيع الفعاليات الدورية التي تحتفي بالإبداع في مختلف صوره وأشكاله ومنها "آرت دبي"، معرض الفنون الدولي الرائد على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا؛ ومعرض "سكة" الفني، المبادرة السنوية الأبرز لدعم المواهب الفنية الإماراتية والإقليمية. فضلا عن الفعاليات والمبادرات والبرامج التي تُقام تحت رعاية سموّها وتشمل: "أسبوع دبي للتصميم"، المهرجان الإبداعي الأكبر في المنطقة؛ ومعرض الخرّيجين العالمي، أول معرض دولي مخصص لعرض مشاريع الخريجين من أبرز الجامعات العالمية في قطاعي التصميم والتكنولوجيا.
وتكرّس سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم جهودها لرفع الوعي الثقافي والمعرفي وتشجيع الأفراد على التعلّم وغرس ثقافة القراءة في عقولهم. وفي هذا الصدد، أطلقت سموّها مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تجديد وتحديث مكتبات دبي العامة، ضمن جهود "هيئة دبي للثقافة والفنون" في هذا المضمار، لما للمكتبات العامة من دور مهم في تشجيع القراءة وإيجاد المناخ المشجع على الاطلاع والنهل من مختلف مشارب المعرفة من خلال ما تضمه من كتب ومؤلفات تغطي كافة أفرع المعرفة.
وتقوم رؤية سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، والهادفة إلى بناء اقتصاد قائم على الإبداع والابتكار في إمارة دبي، على إيمانها الراسخ بأن ثقافة الازدهار والابتكار تستند إلى الأفكار الملهمة لدى أفراد المجتمع حيث ترأست سموّها عدداً من المبادرات المتميّزة بما فيها "كريتوبيا"، المنصّة الافتراضية المخصصة لدعم وتطوير وجذب المواهب وروّاد الأعمال في المجتمع الإبداعي، وهي تحرص على القيام بما هو ممكن للارتقاء بمستوى برامج التطوير المهني ومبادرات الخدمات المجتمعية وبرامج توجيه الخريجين الجُدد.
وتأكيداً على أهمية الشق الاقتصادي في رؤية سموها لضرورة تكامل عناصر المنظومة الثقافية والإبداعية وأهمية إيجاد ضمانات استدامتها، وسعياً إلى تمكين الكفاءات الشابة من مواصلة طريق الإبداع، أطقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم مطلع العام 2021 أول فروع "مدرسة الحياة" في منطقة حتّا التراثية في إمارة دبي، وهي مبادرة نوعية تعكس حرص سموها على إتاحة المجال أمام رواد الأعمال والمواهب الصاعدة لبدء طريق النجاح، حيث أكدت استمرار هيئة دبي للثقافة والفنون وبالتعاون مع شركائنا، في العمل على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الإبداعية في على مستوى إمارة دبي للدفع بعجلة نمو الصناعات الثقافية والإبداعية، لتعزيز مكانة الإمارة كوجهة سياحية ثقافية رائدة على الخارطة السّياحية في المنطقة والعالم.