الدكتورة الصيدلانية طيب محمد فاروسي تكتب : علاقة التدخين بفيروس كورونا

جوهرة العرب - د. طيب محمد فاروسي 

كان ولايزال هناك لغط كبير حول هذه العلاقة وهل هناك حقيقة تأثير ايجابي للتدخين والدخان على فيروس كورونا بمنعه الدخول إلى خلايا الرئة وبالتالي حمايتها من الاصابة بالأعراض الوخيمة التي يسببها هذا الفيروس !!! 

للأسف كل ما يُقال وما يتداوله الناس عن هذا الأمر هو عار تماما عن الصحة وهذا ما سنستعرضه في مايلي من معلومات.

حسب منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من 8 مليون شخص يموت حول العالم بسبب تدخين التبغ ( وهناك دراسات تقول أن العدد أكثر من ذلك بكثير ) ، 7 مليون شخص بالتدخين المباشر وحوالي 2 مليون شخص بالتدخين السلبي ( أشخاص غير مدخنين يستنشقون دخان غيرهم من المدخنين )، وكما هو معروف للجميع أن التدخين هو من الاسباب الرئيسية للاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسية ومرض السكري.

الدراسات والابحاث العلمية ومنذ بدأ جائحة كورونا أثبتت أن المدخنين هم أكثر عرضة للاصابة بمضاعفات خطيرة على صحتهم عند الاصابة بفيروس كورونا مقارنة بغير المدخنين. 

فيروس كورونا هو مرض يصيب الرئتين بشكل أساسي وبالتالي يضعف من وظيفتها ويسمح للفيروس باحداث الضرر فيها عند المدخنين بشكل اكبر مما قد يسببه عند غير المدخنين. 

الدخان بشكل عام يضعف الجهاز المناعي في الجسم ونتيجة لذلك لا يستطيع أن يكافح ما قد يصيبه من جراثيم وفيروسات ومن ضمنها طبعا فيروس كورونا. 

باحثون من جامعة كاليفورنيا الامريكية وجدوا ان هناك صلة غير مباشرة بين التدخين وكورونا وأنّ خلايا مجرى الهواء في رئتيّ المدخن تكون أكثر عرضة للاصابة بفيروس كورونا ، وهذا ما أكّدته مجلة " سيل ستيم سيل " الدورية بأن الخلايا المعرضة للدخان أكثر عرضة بثلاث مرات للاصابة بالفيروس وأن تحليل خلايا مجرى الهواء في رئات المدخنين أثبت أن دخان السجائر يقلل من الاستجابة المناعية ضد الفيروس. 

اذا شبّهنا الممرات الهوائية في الرئة بجدران عالية فإن الدخان يشبه إحداث فجوات ( ثغرات ) في هذه الجدران وهو السبب في اتلاف الخلايا وتسممها بسبب امتصاص خلايا وأنسجة الرئة والخلايا التي على طول مسارها للتبغ والنيكوتين والمواد الكيماوية المرافقة لهما والموجودة في السجائر.

التدخين يقلل من الدفاعات الطبيعية في جسم الانسان وبالتالي يسمح للفيروسات ومنها فيروس كورونا على الدخول بسهولة والسيطرة بشكل كامل وخاصة على خلايا الرئة.

ماريا فان كيركوف عالمة الاوبئة نفت وبشكل قاطع صحّة معلومات دراسة فرنسية لم يّعرف حتى من أجراها بالاسم وتقول ( هذه الدراسة ) أنّ الدخان يمنع دخول فيروس كورونا الى خلايا الرئة ويتمسّك بمستقبلات الخلايا التي يدخل الفيروس من خلالها الى الرئة، وأكّدت ماريا ان الدراسة عبارة عن ورقتين غير علميتين ولا يستندان إلى أي دليل علمي مثبت وواضح ( وانا أقول والكلام لي وليس للعالمة ماريا ان هذه الدراسة بورقتيها قد تكون كما جميع المعلومات المغلوطة لغاية ما وهنا غاية تجارية بحتة للترويج للدخان ) . 

نهاية : التدخين يعرّض المدخنين المصابين بفيروس كورونا لخطر أجهزة التنفس الاصطناعي والدخول الى غرف العناية المشددة والتقليل من فرص الشفاء أو الاطالة بها وقد يؤدي نهاية الى الموت. 

الدخان العدو الأكبر للرئة والجهاز التنفسي وفيروس كورونا بعد ان يصيب منطقة الانف يذهب الى ملعبه المفضّل في الجسم وهو الرئة ليعيث فيها ضرراً وقتلا لخلاياها والذي يساعده وخير عون له في ذلك التدخين الذي يعمل على اضعاف الرئة والجهاز التنفسي والمناعي في الجسم وهذا هو ما يهدف له وينتشي به فيروس كورونا.

 ولابد من الاشارة الى أن دراسة أجريت على المصابين بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية ( منشأ ) الفيروس ونشرتها مجلة نيو انغلاند الطبية تقول أن حوالي 60‎%‎ من المصابين بالمرض كانوا من الذكور المدخنين ، وأن من بين المصابين بالفيروس في هونغ كونغ الذين كانوا أكثر عرضة للوفاة بمعدل 50 ‎%‎ أكبر عند الرجال مقارنة مع النساء. 

لا للتدخين في زمن الكورونا وفي كل الأزمنة ...