الإعلامية ديمة الفاعوري تكتب : جريس سماوي .. فارس الشعر الاردني

ترجل معالي الشاعر والمثقف والاديب والاعلامي جريس سماوي مبكرا عن صهوة جواده مخلفا وراءه صدمة وألما في قلوب الكثير من محبيه فشعره وصوته والقاءه المميز سيبقى عالقا في اذهاننا ..

رحل جريس سماوي ابن مدينة الفحيص العريقة الى الخلود تاركاً وراءه ارثاً شعرياً وأدبياً ابداعيا كبيرا فالشعر لم يكن مجرد قصائد بل كان المرحوم يقوم بكل اعماله بحس شعري لانه كان دائما ما يقول ان الشعر من ارقى الانتاج العقلية الذي يجب ان يترجم في كل نواحي اعماله باعتباره "الحلم بمستقبل مشرق " ...

سماوي لم يكن له تأثيره الشعري فقط بل كان له تأثير ودور كبير في تعزيز مفهوم الوطنية من خلال اطلالته ببرنامج يسعد صباحك مع الراحلة فكتوريا عميش .. فكان يشدو القصائد الجميلة بصوته الشجي والعميق .. ذلك الصوت الاردني النقي بكل تفاصيله والذي يعكس نقاء وصفاء قلب المرحوم الذي كان مليئا بحب الاردن حيث كانت كلماته نابعة من القلب الى القلب ..

فارس الشعر الاردني كان متميزا ايضا بادارة مهرجان جرش (2001-2006) .. وكان في كل محطة وفي كل مكان، له اثره ووقعه الخاص .. واذكر اننا كنا ننتظر المهرجان سنويا لنرى عمالقة النجوم والفنانين التي ستكون حاضرة على المسرح الاثري حتى اصبحت "جرش" مرتعا ثقافيا يشار له بالبنان عالميا وعربيا  

عين المرحوم أميناً عاماً لوزارة الثقافة (2006-2011)، فوزيراً للثقافة (2011) ، كما كان عضواً في اللجنة الوطنية العليا لإعلان عمّان عاصمة للثقافة العربية لعام 2002، واللجنة الأردنية لمعرض "هانوفر" الدولي. ونال سماوي الجائزةَ الأولى لأفضل قصيدة عربية عن الانتفاضة الفلسطينية من اللجنة الشعبية الأردنية لدعم الانتفاضة سنة 1987 (بالمشاركة مع حبيب الزيودي وعلي الفزّاع).

وللفقيد ايضا أعمالا أدبية اذكر منها : "زلّة أخرى للحكمة"، شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2004. ط2، دار الكتاب المصري، القاهرة، 2004.

واليوم خطف الفايروس اللعين منا "جريس سماوي" .. تبا لك "كورونا " ، ورحم الله فارس الشعر الاردني فهو غادرنا جسدا ولم تغادرنا ذكراه الطيبة .. سيبقى خالدا بشعره وادبه واخلاقه وتواضعه .. الى جنات الخلد