كما في كل عام، أشعر بالفخر بالانضمام إلى مجتمعات الأعمال والتنمیة والمنظمات غیر الحكومیة العالمیة للاحتفال بالیوم العالمي
للمرأة، وتكتسب ھذه المناسبة ھذا العام أھمیة خاصة بالنسبة لي، حیث نحتفل بالذكرى السنویة العشرین على تأسیس المنتدى العربي
الدولي للمرأة AIWF .وانطلاقاً من موقعي كرئیس ومؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، فأنا فخورة بالوفاء وتحقیق شعار الیوم
العالي للمرأة لھذا العام "اختاري التحدي"، حیث أعرب عن دعمي الكامل للدعوة العالمیة للعمل من أجل مواجھة التحیّز القائم على
أساس نوع الجنس وعدم المساواة.
وتشكل المساواة بین المرأة والرجل والإدماج الاقتصادي، مجالات العمل الرئیسیة التي لطالما كانت مھمة للغایة بالنسبة لي، على
الصعید الشخصي وكمؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة. فلقد أطلقت المنتدى في العام 2001 في لندن، كمنظمة تنمویة غیر
ربحیة وغیر حكومیة وغیر سیاسیة للنساء والشابات القیادیات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا وعلى الصعید الدولي، وكان
ذلك في ظل أوقات عصیبة للغایة بالنسبة للعالم والمنطقة العربیة بشكل خاص. إن رؤیتي المتمثلة بتأسیس منتدى دولي تشتد الحاجة
إلیھ، منتدى یربط نساء الأعمال العرب وقادة المجتمع المدني ببعضھم البعض والأھم مع نظرائھم في المجتمع الدولي لتبادل المعرفة
والتجربة وتطویر أعمالھم وتعاونھم، كانت قائمة على سنوات من الخدمة في عدد من الأدوار التطوعیة في مجالس الإدارة لدعم
العدید من المنظمات الخیریة الممیزة في المملكة المتحدة والمنطقة العربیة، كل ذلك ترافق مع تركیزٍ قوي على تمكین المرأة في
جمیع القطاعات والمجالات.
وفي الوقت الذي أطلقت فیھ المنتدى العربي الدولي للمرأة في العام 2001 ،كانت تسود العدید من المفاھیم الخاطئة حول دور المرأة
في المنطقة العربیة. وكنت أتطلع إلى توفیر برنامج عمل ومنبر یمكن من خلالھ ایصال صوت النساء، ومعالجة التحدیات بشكلٍ
مباشر والاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة للنساء والشابات. لذلك تأسس المنتدى على مبدأین توجیھیین: الأول، انطلاقاً من إیماني
الراسخ أنھ لا یمكن تحقیق التنمیة والتطویر في أي مجتمع، على الصعید الساسي والاجتماعي والاقتصادي من دون تمكین المرأة.
والمبدأ الثاني، إن العالم العربي یشكل جزءاً من المجتمع العالمي، وأن النساء في المنطقة بحاجة إلى التواصل معاً في المنطقة، ولكن
الأھم من ذلك مع نظرائھن على المستوى الدولي لتبادل الخبرات والمعرفة والقیام بأعمال تجاریة وكسر الصورة النمطیة.
ومنذ العام 2001 ،وفي ظل قیادتي، ومن خلال العمل بدعمٍ وتعاونٍ كاملین من أعضاء مجلس إدارة المنتدى، وھم جمیعاً القادة
البارزین في الأعمال التجاریة والخیریة والمجتمع المدني، الذین یساھمون على أساسٍ تطوعي في توفیر مساھمة غنیة بالخبرة
للمنتدى. وقد سعى المنتدى العربي الدولي للمرأة بجد داخل العالم العربي وعلى المستوى العالمي إلى احترام ھذه المبادىء ولدفع
أجندة تمكین المرأة إلى الأمام، لمعالجة قضایا التنمیة الھامة التي تؤثر بشكلٍ مباشر على الإدماج الاقتصادي للنساء والشابات
وللدعوة إلى التغییر التشریعي والسیاسة العامة وإزالة الحواجز أمام مشاركة المرأة في الأنظمة السیاسیة العربیة وفي المجتمع بشكلٍ
عام. ولقد وضعنا معیاراً لنھج من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى في عملنا، حیث نعمل مباشرةً من القواعد الشعبیة إلى أعلى
المستویات الحكومیة. ونحن نتمیز بالفرادة في شبكتنا من حیث نھج أصحاب المصلحة المتعددین لإحداث التغییر والتأثیر على
مستوى تحولات السیاسات العامة التي من شأنھا تمكین النساء والشابات.
ومنذ أیامھ الأولى، أعطى المنتدى العربي الدولي للمرأة، الأولویة للتعلیم والاستدامة وریادة الأعمال والمساواة بین الجنسین وإتاحة
فرص العمل والنمو الاقتصادي والتقدم والازدھار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا باعتبارھا مجالات عملنا ذات الأولویة
القصوى. لقد عالجنا باستمرار أزمة إیجاد فرص عمل في منطقة، تُعرف بأنھا الأسوأ لناحیة معدلات بطالة الشباب في العالم. ولقد
عملنا على سد فجوات الشمول الاقتصادي والمالي والمھارات المجتمعیة والرقمیة والفجوة المتعلقة بالمساواة بین الجنسین التي تسودفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا والعدید من المناطق الأخرى. ولقد أصبحنا منظمة عالمیة حقاً، ذات قاعدة عربیة وبریطانیة
وأوروبیة وأمیركیة وآسیویة قویة تضم الأعضاء اللذین شاركوا في مسیرة المنتدى في كل ھذه الاعوام والتحالفات المؤسسیة.
ومنذ اللحظة الأولى، كنت أدرك أنھ لا یمكننا النجاح إلا من خلال العمل مع الآخرین. وأنا بغایة الفخر، لجھة تحقیق العدید من
التحالفات الموسعة الناجحة من الشركاء، خلال مسیرة المنتدى والتي شملت حكومات ومؤسسات عالمیة والمنظمات الرائدة متعددة
الجنسیات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجامعات والأھم من ذلك النساء والشابات أنفسھن.
ومنذ البدایة، شكلت مشاركة الشابات دلالة على روح المنتدى، وھي المبدأ الرئیسي الذي اعتمدتھ في مسیرتي القیادیة في المنتدى
العربي الدولي للمرأة. فعندما أطلقنا المبادرة المحددة الأھداف "القیادات النسائیة العربیة الشابة في العلوم والتكنولوجیا والھندسة
والریاضیات" في العام 2011 ،جاء ذلك كاستجابة مباشرة للربیع العربي، بعد أن أدركنا الحاجة إلى معالجة التمثیل المنقوص
للشباب في المشاركة المدنیة والأزمة المستمرة لتوفیر فرص العمل ومعالجة بطالة الشباب، والمشكلة المستمرة المتمثلة في "ھجرة
الأدمغة" والھجرة الاقتصادیة التي كلفت المنطقة شبابھا الموھوب والطموح وذوي التعلیم العالي والشباب المندفع.
وأنا فخورة جداً بتأسیس المنتدى العربي الدولي للمرأة، ویشرفني أن أشغل منصب رئیس مجلس الإدارة لما یقرب من 20 عاماً. و
ما زلت عضو مجلس إدارة المنتدى وأحمل لقب رئیس ومؤسس المنتدى. وأعتقد اعتقاداً راسخاً بأن العام 2021 ،لا سیما وأنھ
یصادف الذكرى السنویة العشرین لتأسیس المنتدى، یشكل الوقت المناسب لتسلیم ھذا الدور إلى الخلف الصالح، التي یمكنھا قیادة
المنتدى في الفصل الثاني من مسیرتھ خلال العشرین عاماً المقبلة. ویسعدني أن الدكتورة أفنان الشعیبي، وافقت على تولي منصب
رئیس مجلس إدارة AIWF ،ھي التي تُعرف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا كقائدة نسویة قویة ومؤثرة.
وأود ھنا أن أكرر عمیق تقدیري وامتناني، لكلٍ من مجلس الإدارة المؤسس والمجلس الحالي لتفانیھما الثابت على مر السنین لمھمة
المنتدى العربي الدولي للمرأة. لقد حققنا النجاح من خلال العمل معاً، في بناء مؤسسة قویة ومستدامة تركز على المستقبل، وھذا ما
أصبح علیھ الیوم المنتدى العربي الدولي للمرأة. وخلال العقدین الماضیین، شھدنا على مسیرة ممیزة من الخدمات، لتبادل المعرفة
والمشاركة والعمل مع الآخرین طوال الوقت، رحلة بدأت بقدرٍ كبیر من الإیمان ولكن الأھم من ذلك بالعزم على المثابرة والنجاح.
وأنا أؤمن بشكلٍ كامل بمھمة ورؤیة المنتدى العربي الدولي للمرأة، ولقد كنت دائماً مدفوعة لإنجاز ھذه المھمة من خلال الدعم
الكامل والتعاون من مجلس الإدارة النموذجي ومع الشركاء.
وأنا أنضم إلى مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة في التطلع قدماً إلى البرنامج السنوي المقبل للمنتدى للعام 2021 ،
والاحتفال بالذكرى السنویة العشرین لتأسیس المنتدى التي تصادف ھذا العام، حیث سنستمر خلالھا في تسلیط الضوء على القضایا
ذات الاھتمام المشترك، وفي الوقت الذي نعمل جمیعاً على مواجھة وتخطي ما عشناه خلال جائحة كوفید-19 وذلك في السنوات
المرتقبة المقبلة. بصفتي الشخصیة وكرئیس ومؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، أغتنم ھذه الفرصة للتعبیر عن أحر الأمنیات
والتمنیات لجمیع شركاء المنتدى والأعضاء والأصدقاء والمدافعین عن حقوق المرأة ونصیرات المرأة والمنظمات الإجتماعیة
الواسعة الإنتشار في كافة أرجاء العالم الذین یعملون بلا كلل، للوفاء وممارسة شعار یوم المرأة العالمي ھذا العام وفي كل یوم.
أسست ھیفاء الكیلاني، المنتدى العربي الدولي للمرأة في العام 2001 ،والذي یُعد بالنسبة للحكومات العربیة والدولیة وفي مجال
التنمیة والأعمال والمنظمات غیر الحكومیة، جھة بارزة ذات تأثیر واسع النطاق، تركز على قیادة المرأة وتمكین الشباب، والعمل
من أجل تحقیق التقدم والاندماج والسلام والازدھار في المنطقة العربیة وعلى الصعید الدولي. الكیلاني خبیرة اقتصادیة في مجال
التنمیة ومدافعة دولیة عن القضایا المتعلقة بتمكین النساء والشباب والتنوع والشمولیة والاقتصاد الأخضر والاستدامة. وھي
زمیلة في في مبادرة "القیادة المتقدمة" في جامعة ھارفارد 2017 ،وكانت مفوض للجنة العالمیة لمستقبل العمل التابعة لمنظمة
العمل الدولیة (2019-2017.(
للمزید من المعلومات حول مجالات عمل المنتدى العربي الدولي للمرأة یرجى زیارة الموقع الإلكتروني