رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

استهتار وظيفي وغضب ملكي بقلم سحر حمزة

استهتار وظيفي وغضب ملكي  بقلم سحر حمزة
جوهرة العرب

كيف للعين لا تدمع والقلب لا يحزن بعد أن سمعنا عن استهتار مقصود أو غير مقصود بسبب إهمال متعمد بحياة مرضى كانوا في قسم العناية المركزة في مستشفى حكومي حديث ،كيف للعقل ان يستوعب أن تكون الأردن بلد مستهدف من جميع الاتجاهات فيكفي أننا نسمع عن ارتفاع حالات كورونا يوميا في وطننا الأردن ،وعن ارتفاع بعدد الوفيات ليأتي هذا الحدث ليكون مثل القشة التي قسمت ظهر البعير ،ألا يكفي ضعف الاقتصاد ويكفي تحديات الحياة والفقر والركود الاقتصادي وضعف الموارد كيف يكون هذا الاستهتار بحياة البشر من إهمال مقصود من المسئولين هل نتوسل لأصحاب النفوذ كي يحمون أولادنا وبناتنا وهناك نقص أوكسجين في المستشفى الجديد الحديث الذي وصلت كلفته أكثر من 90 مليون دينار أردني وهناك أناس يستهترون بمن هم يطلبون الحياة تحت رحمة غيرهم ،من المستهترين بحياة الإنسان الذي يقع تحت رحمته .

كم انفطر قلبي وبكيت بحرقة ماذا لو كانت أمي بالمستشفى او أختي، فكيف لو أن كان طفلي بالخداج قسم رعاية الأطفال الرضع حديثي الولادة الذين لم يعلن عن وفاة بعضهم ، ويحتاجون لرعاية وعناية فائقة من أصحاب الضمائر الحية الذين يخافون الله ويتقون الله في حياة الآخرين .

وكم بكيت بحرقة حين رأيت سيدي جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وأطال عمره ، وهو يعنف المسئولين عن هذا الإهمال وقد هرع مسرعا ليستطلع الأمر ، انه ملك نفديه بأرواحنا فحين هب بنفسه ليطلع على ما حدث أكد لنا أن الوطن بخير ،كنت أبكي ألما على من فقدوا حياتهم ،وأبكي بفرح لرؤيته حفظه الله وهو يشدد على محاسبة المسئولين هناك عما حدث ويعنفهم أمام الكاميرات التي التقطت تلك اللحظة.

هل رأيت أحدا بالكون يهب بمثل هذه الغيرة على أبناء شعبه ليطمئن الأهالي الثكلى بفقدان أحبتهم جراء إهمال واستهتار بأرواح المرضى ،سيدي هنا رجلا جادا ذو جأش وهو يدعو الجميع كي يهبوا هبة رجل واحد ليدافعوا عن حقوق الإنسان الذي يتعرض لهذا التهاون بحياته والاستهتار بروحه .

انه ملك القلوب التي عشقته وتعشقه ،وهو الذي جعل دموعي تذرف بحرارة حين تابعته على شاشة التلفزيون وهو غاضب وبعنف الكوادر الطبية هناك ، ويأمر بإقالة وزير الصحة ومحاسبة الكوادر المتسببة بذلك في مستشفى السلط الحكومي طوبي لك أيها القائد ،وحفظك الله يا أبا الحسين ويا ابن الحسين طيب الله ثراه ، ويا حفيد الثورة العربية الكبرى ضد الظلم وضد الاستهتار بأبناء الوطن وبحياتهم والتفريط بأرواحهم ،وهو يسير على دروبهم في ظل مكافحة وباء والحد من تداعيات جانحة استنزفت قوى الحكومة والشعب وكل مواطن مرتبط في وجه تحدياتها كحرب صامته لتتبعها كارثة مستشفى السلط الحكومي التي لا يستهان بها في ظل هذه الأيام العصيبة