الدكتورة حنين عبيدات تكتب : جمال يجعلك منتمٍ أكثر!!

في ربوع إربد كانت رحلتنا الجميلة، إلى لواء بني عبيد ،إلى قرية يعشق الإنسان شمسها إذا شرقت و غربت و يعشق ثلجها حين يتراكم على سفوح تلالها و جبالها، قرية سكانها القليل و ما يقارب ١٥٠ نسمة،و لكن يعيش معهم الأشجار الكثيرة و الطيور العاشقة و البيوت الحجرية الشامخة، و ترافقهم الحياة البسيطة الهادئة بين تلال و جبال خضراء ربيعية و بيضاء ثلجية شتوية، بيوتها القديمة الملونة هي فرح و حياة و ما في داخلها بساطة القدماء ، و قيمة الأنسان في ما تبقى من تاريخه و ماضيه و أصوله و و ما تملكه من ممارسات أصيلة قديمة و التي مازال ينشأ عليها و يعتنقها أصحابها حبا و طبعا. يأخذني القديم من الأشياء إلى الإحساس برقيها و قيمتها،فهو من يحدد هويتك و يبرز لك تاريخ الأمم و كيف يعيش البشر مع بعضهم منذ القدم بحب و عيش مشترك على اختلاف الدين و الأصل.

قرية شطنا تلك التي في أرضها بيوت قليلة و جمال مبهر و معظم سكانها من إخواننا المسيحيين ومنهم عشائر الدحابرة، البشارات ،قندح ،سواقد ، و كان يقطن القرية الآلاف من أهلها و لكنهم غادروها، فمنهم من تمركز في المدن الأردنية و منهم من هاجر إلى الخارج، و يقال أيضا بأن عشيرة الشطناوي المنتشرة في إربد تنحدر من هذه القرية التي تتميز ببساتين خضراء و جمال رباني لا يوصف.

بين شارع يشهد عليه الكثير من الأمم، و بيوت حجرية قديمة تشهد على أصل الأمم، كان للفن التشكيلي مكان في هذه القرية، فكم من رسام انتشى فرحا حين رآها فأبدع، و كم من رسام كانت له مكانا ينقل من خلاله حضارات الأمم.

في بلادي مدن وقرى جميلة جدا و لكن تحتاج إلى تسويق من الحكومات لتنشيط السياحة الداخلية، الجمال الذي أراه في الأردن لا يختلف عن غيره من كثير من الدول المحيطة و خصوصا أنه يجمع التاريخ و الحضارات و الثقافة و الدين و الجمال.

الأردن جميلة

حنين عبيدات