تعود القراء على متابعة روایات سلسلة حكایات امرأة التي تنفرد بھا الأدیبة بالحدیث عن
مقتطفات من مراحل حیاتھا منذ الطفولة حتى عبرت بمراحل عدیدة بین الأجیال المتعاقبة منذ
الطفولة عبورا بمرحلة الشباب ثم بدء بالوصول لسن الأمل وھي كتلة من المشاعر الجیاشة
وكأنھا شابة متجددة المشاعر ،لتكتب عن العشق والھوى فالحب لا یعرف أیة مرحلة في الحیاة
ولا یحدد بعمر معین ،ولا فترة زمنیة محددة بل أنھ یتجدد كالفصول الأربعة فیعبر الربیع
والصیف والخریف والشتاء ولا یمكن لأحد أن یحدد موعده فمشاعر الإنسان ھي من طبیعتھ
التي خلقھا الله سبحانھ وتعالى ،الحب باب مفتوح للجمیع في مرحلة من مراحل العمر ،حین
یقع بھ الإنسان باللاشعور أو بالإرادة لمیلھ لشيء ما أو شخص معین بقدر من الله سبحانھ
،فعشقي للصحافة والإعلام متجذر في أواصري ،وحبي للعمل أمر أساس بمناھج حیاتي ،لیس
بالضرورة أن أحب رجلاً قد أعشق صدیقتي التي أرتاح لھا وأبنا لي وبنتا بعینھا دون غیرھا
،لكن الحب المخلص بین الرجل والمرأة یعتبر نوعا خاصا في العلاقات الإنسانیة التي خلقھا الله
على الأرض فلا تحتاج المشاعر إلى دلیل أو أثبات كي نظھرھا نحو الآخر أو نكبتھا ،فقد یقع
الرجل بحب امرأة ما یقابلھا مصادفة بظروف معینة ،وقد تمیل إلیھ ھي لسلوكھ الذي لم
تعھده بغیره وقد تعشقھ لطباعھ الحمیدة ورقي تعاملھ مع المرأة ،ومع الأیام یتحول المیل
القلبي إلى عشق وحب من نوع خاص ،فالحب الذي تولد بین الطرفین بقدر من الله لم یكن
ولید لحظة بل جاء بترتیب من الخالق سبحانھ وھو قدر مكتوب علیھما ،و قد یكون نتیجة
تولد إعجاب متبادل بینھما دون أطماع أو أھداف خاصة یرمي إلیھا بإعرابھما عن حبھما
كل للآخر لكسب رضاه ورؤیتھما سویا سعداء مع بعضھما التي تأتي بتصمیم و بإرادة من
كلیھما .
ھذا الموضوع لیس موضع بحث أو دراسة علمیة ،ھو مقدمة لروایتي الجدیدة حكایات الرجل
العجیب التي تأتي ضمن سلسلة حكایات امرأة ،التي تروى فیھا تفاصیل قصة تولدت بین
طرفین تعرفت علیھما فوق السحاب على متن الطائرة التي حملتنا للشارقة جلسا الاثنین قرب
مقعدي بالطائرة ،عرفت منھما أن ما یجمعھما ھو الحب الحقیقي الذي قرأت عنھ وتابعتھ
بالأفلام وحلمت بھ منذ طفولتي ،إنھ أمر یأتي بقدر مكتوب من الله بین أثنین یمیلان لبعضھما
فقد تعجب المرأة بشھامة رجل لمواقفھ،رأیتھ كیف كان حریصا علیھا وعلى طریقة جلوسھا
وتناولھا الشاي والطعام ،وخوفھ علیھا عند الإقلاع بالطائرة ، قد تحول ما رأیتھ إلى الإعجاب
إلى بھما ،ورأیت في عینیھا حبھا الكبیر لھذا الرجل ،وھو كذلك كان یقبض بیدھا متناسیا
وجودي ووجود كافة الركاب معنا على الطائرة ،وحین ھبطنا أراد أن یحملھا وھي كانت خجولة
واحمرت وجنتیھا جین رأتني أبتسم لھما وأقول لھما ما زلتما طفلین ،لكنھا أجابتني لا یا ماما
أني أحبھ أكثر من روحي وھو یستحق ،أعجبت بكلیھما أكثر وقلت لیت كل الرجال بحنانھ وحبھوحرصھ علیك ،قال وھو واثق من نفسھ لقد عوضتني عن حب العالم وحتى أمي وأبي وكل من
عرفتھن قبلي ،قال لقد تزوجنا منذ أربعة أشھر وھي تحمل طفلي الأول ولم أجد في أیة امرأة
سبقتھا حتى أمي كما أرى من تعاملھا معي ،أني أرى في ھذه المرأة شیئا مختلفا عمن
سبقوھا بحیاتي فقد عشتھا وسافرت لبلدھا كي أحضرھا معي لتبقى رفیقة دربي لآخر العمر
،وأني لن أبدلھا بملكات جمال العالم أجمع.
قلت لھ أتمنى أن تبقى ھذه المشاعر مع الأیام مدى العمر لتكون قد كبرت حكایتك أیھا الرجل
العجیب ،بلھفة وشغف في كل واحد إحساس منھما لیسعى كل منكما إلى للآخر للقاء دائم
ومن ثم اتخاذكما قرار اً مصیریا بالارتباط الأبدي سویة ،لتترجم إلى حیاة عملیھ واقعیة یكون
كل واحد توأم روح للآخر أو مرآتھ التي یرى فیھا بعض أحلامھ الضائعة التي قد تتحقق
بوجودھما معا .
ھذه مقدمة لروایتي الجدیدة الرجل العجیب من سلسلة روایة حكایات امرأة التي أكتب فیھا
عصارة تجاربي في ھذه الحیاة وما أغوص بھ بأعماقھا من مواقف وأحداث لتأتي حكایة
الرجل العجیب الذي ندر وجود أمثالھ ھذه الأیام ،جاء لیحل ضیفا على سلسلة حكایات إمرأة
لیطرق الباب كي یكون بطلا للروایة فیما لمست فیھ من عجائب قل مثیلھا بین الرجال في ھذا
العصر في مبادراتھ الإیجابیة وشھامتھ ومواقفھ النبیلة وحرصھ على التطوع وخدمة الناس
ومتابعة أفراد المجتمع العابرین وھي حكایة لیست كأي حكایة كتلك التي عاصرتھا سیدة
عابرة سبیل في موقع معین زارتھ للمشاركة في أحدى الفعالیات الثقافیة وكان ھو أحد محاور
الزیارة التي جال فیھا معھا في تلك الفعالیات الثقافیة وكان بطلا حقیقیا في كافة مواقفھ .
الرجل العجیب رجلا من كوكب آخر ھبط من السماء لیحل في قیعان محطات ھذه السیدة التي
عرفتھ أیاما تحولت إلى قصص من أساطیر الزمان مع الأیام بطباعھ وطبیعتھ الراقیة وكل ما
فیھ من معاني الرجولة والشھامة والطموح غیر المحدود .
لمتابعة تفاصیل الروایة انتظرونا العام المقبل في معرض القاھرة الدولي للكتاب في دورتھ
.المقبلة 2021لتوقیعھا بحضور الرجل العجیب ونخبة الكتاب والإعلامیین والأصدقاء لكلیھما