رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ضمن سلسلة مقالات حرفه التنفس قوات مصر المسلحة وعمارة الفقراء بقلم الدكتور حازم صيام

ضمن سلسلة مقالات حرفه التنفس قوات مصر المسلحة وعمارة الفقراء بقلم الدكتور حازم صيام
جوهرة العرب

استحق المعماري المصري الراحل حسن فتحي عن جداره جائزة العالم الذهبية في ألعماره ،ليس فقط بصفته مصريا ، ولكن بصفته الانسانيه ، وذلك بما تملك بأفعاله من محاسن الخلق وصبغته الانسانيه التي ظهرت من خلال عمارته ، أن هذه الجائزة العالمية قد منحت لشخص عالمي لن يتكرر.. وذلك تقديرا وعرفانا لما قدمه للفقراء من فكر معماري يحقق الجمال والانتماء ، كما انه يسعف تأخر الفقراء عن ضرورياتهم ويلبي حاجتهم ويستجيب لأمالهم وطموحاتهم .. لكن مع الأسف أحدا من البشرية أو أحدا من أتباع حسن فتحي لم يسير علي خطاه ولم يمشي خلفه إلا قليل جدا ، منهم عبد الواحد الوكيل وغيره.. ولكنهم جميعا ومن أسف ايضا لم يتتبعوا أثره الحقيقي وأنتجوا من فكر حسن فتحي عمارة الأغنياء وليست عمارة الفقراء ..وقد رأينا العمارات والفلل والقصور في الساحل الشمالي لمصر مثل قرية الصحفيين وبيت حلوه بالعجمي بالإسكندرية ..وفي الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج رأينا نهضة عمرانية ومباني ترسم فقط ملامح حسن فتحي لجدران القصور والفيلات للأثرياء والعظماء ..فأين عمارة الفقراء؟ .
تلك العمارة التي نادي بها المعماري حسن فتحي والتي لم نري بعده شيء منها إلا النادر القليل مثل محاولات رمسيس وبصمات المعماري المصري أيضا بالحرانية بجوار الهرم بمصر أيضا. وكذلك محاولات الرئيس المصري محمد أنور السادات والتي تواكبت مع انطلاق شركه المقاولين العرب ومحاولات عثمان احمد عثمان في التشييد وما تبعه من تعليم أكاديمي اخرج لنا أقسام هندسية جديدة مثل قسم التشييد الذي يجمع بين المدني والعمارة بجامعه الزقازيق وأيضا في إطلاق حركه التشييد للفقراء متعاونا فيها الرئيس السادات مع الإمارات نفسها بقيادة المغفور له الشيخ زايد في أحياء هذا الدرب الإنساني من الفن بعماره مدينه حي الشيخ زايد بالاسماعيليه وابوصوير والقصاصين والسويس وباقي مدن ألقناه بعناية جيده كمكون لتراث عمارتنا المصرية الاسلاميه الغراء ..ثم تلاشت هذه المحاولات إلى غير رجعه ..إن جدران البيوت من الحجر الطبيعي الذي يتحمل ويعطي شكل ديكوري فهي لا تحتاج لدهان أو أعمده مسلحه أو تكسير للمواسير فجميع التوصيلات داخل الكمرات والسقف ووصلات الاضاءه معلقه ومدللاه بشكل جديد وفيه مرونة وتوفير ( وهذه الأخير فكره جديدة مني أقدمها للمهندسين ) .. وكذلك الأسقف المائلة والقباب والقباء لتوفير أعمال العزل الحراري والرطوبة وغيرها من الأسقف ، كل هذه الأفكار وغيرها اختفت واختفت معها عماره الفقراء .. فهل اختفي الفقر أم اختفي الفقراء أم اختفي من ضميرنا ووازعنا الإنساني ..
أن الحاجة للبناء لن تتوقف.. ومهما انفق الرئيس السيسي من أموال للوفاء برغبات الفقراء لن تفي هذه الأموال بحاجه الفقير.. وسيحتال السماسرة والاباطره علي الفقراء لتتحول تجاره العقارات إلى جيوبهم ..إن السياسة لم تقصر ، والجميع يشهد بهذا ..والقادة لم يبخلوا بما لديهم من قدرات وحلول وإمكانيات .. لكن للأسف تأخر المهندسين والباحثين والمنظرين منا وقصروا بشده .. فليس بيننا الآن حسن فتحي جديد منذ أربعينات القرن الماضي وميلاد محاولاته التي أذهلت العالم وقدمت له الميدالية الذهبية في فن ألعماره علي أطباق ليله القدر… التي فتحت أبوابها له علي مصراعيها لكننا مازلنا عند أعتاب حسن فتحي حتى الآن .. أننا نريد محاولات جديدة مع ثوره الإنتاج وثوره ألصناعه والتعمير أن نجد اقتراحات بنائيه وبدائل رخيصة في كل مرحله من مراحل البناء مثل بديل حديد التسليح من مواد اقل سعرا ومن دهانات للحوا ئد ارخص من الكيماويات وبديلا من الاكريلك الضار إلى مواد اسمنتيه مثلا رخيصة الثمن للدهان الداخلي او مستحضرات تستخدم الجير الرخيص أو السيلكون في أي صوره من صوره .. يمكننا استخدام جريد وسعف وخوص النخيل في صناعه موبيليات وشبابيك وأخشاب رخيصة الثمن جدا وسوف يزاحم الأغنياء الفقراء في الحصول عليها وسنستجيب لهم لكن بأسعار أخري وبكفاءة مبالغ في جودتها بالطبع .. أن كل محاولات الابتكار في صناعه البناء الآن تقدم لنا البدائل غالية الثمن فقط فأين البدائل منخفضة التكاليف والتي تمثل اختراع جديد وبديل جيد تتبناه الحكومة .. لقد باتت فكرة إنشاء شركه وطنيه لمواد البناء حتى تتولي رعاية أبحاث تخفيض تكاليف البناء وقنوات إنتاجها علي نطاق واسع فقد أصبحت الآن ضرورة ملحه مثل المئات من شركات مصر الوطنية التي يتولي قيادتها رجال من القوات المسلحة السابقين والحاليين والتي تحمل لمصر وللعالم العربي الخير الآن لنجده فقراء مصر والعالم العربي والعالم اجمع بما تمثله مصر الآن من حركه تقدم جديدة ونهضة رشيدة والتي من أبطالها العظام الشيخ زايد رحمه الله بالإمارات العربية المتحدة والتي نفتقد اليوم فيها يدا سخية من أيادي العطاء البيضاء انه الشيخ الجليل المغفور له حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله ، كما نترحم علي الأب الرحيم الحاني والشيخ الوفي والجد العظيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإتحاد الإماراتي طيب الله ثراه .. إن هذا العطاء سوف يدفع العالم كله إلى الأمام نحو المساواة والعدل ونحو الالتفات بجد وإخلاص نحو الفقراء المحتاجين بسخاء منقطع النظير.