الدكتورة حنين عبيدات تكتب : الحضارة تعني التمسك بالماضي .. وتطوير الحاضر

جوهرة العرب - د. حنين عبيدات 

أم الدنيا تتقدم في جميع المجالات زمنيا مع المحافظة على إرثها و حضاراتها القديمة.

تم إيقاف مسلسل الملك احمس عن رواية الكاتب نجيب محفوظ(كفاح طيبة)، و بطولة الممثل المصري عمرو يوسف و آخرون، بعدما أن تبقى القليل من المشاهد ليتم عرضه في شهر رمضان، فبعد نشر البرومو الترويجية للمسلسل اعترض الكتاب و النقاد و علماء التاريخ و الآثار على تفاصيل و أخطاء تاريخية فادحة على حد قولهم، و يطالبون بمشاهدة مشاهد المسلسل التي صورت ليدرسوا دقة تفاصيل المسلسل و من ثم الموافقة على عرضه أو لا.

المصريون يريدون إظهار التاريخ الحضاري لهم بشكل مقنع ولائق و خصوصا بعد الإحتفال العالمي المهيب الذي أقيم لنقل 22 مومياء فرعونية من المتحف المصري إلى متحف الحضارة الذي استمر بناؤه سنوات ليكون وجهة سياحية و اقتصادية عالمية هامة ، تم التعامل مع الميمياوات الملكية الفرعونية بأن وضعت كل مومياء في كبسولة مغطاة بمادة النيتروجين ثم في صندوق مبطن بالوسادات داخل عربة مخصصة لنقل كل ملك من الملوك، و قد لاحظنا بقاء الشعر على البعض و أجزاء أخرى بسبب عملية التحنيط التي كانت دقيقة جدا... .

من الرائع أن تحافظ السلطات و الشعوب على تاريخها، و مصر ستبقى أم الدنيا...

سؤال هام؟!

هل هناك معاجم أو كتب تؤرخ الأردن قديما و حديثا في متاحفنا؟ أم أنها مجرد صور؟ و هل هناك ربط بين تاريخ الأردن و ما قيل عنه؟ ان لم يكن موجودا نضع هذا الأمر في أذهان المسؤولين، و ندلكم على كتابين ستجدون جزءا من تاريخ الأردن في رحلة المتنبي للأردن من خلال قصائد قد كتبها و بحث فيها النقاد و المحللون.

 كتاب كان قد كتبه الكاتب السعودي عبدالعزيز المانع حول رحلة المتنبي للأردن و ما حولها ، كتاب عندما يقرؤه القاريء و كأنه يجوب الأردن في كل مكان و زاوية، فالكاتب استمر بكتابة الكتاب ثلاث سنوات كان من خلالها يتنقل بين الأماكن التي مكث فيها المتنبي في الأردن و يشرح عنها، و في كتاب آخر للكاتب السوري قاسم وهب و الذي كتب فيه أيضا تاريخ رحلة المتنبي إلى المنطقة من خلال قصيدة المتنبي التي كتبها عن مسار رحلته و بروز الأبعاد المكانية التي تحتويها.