ماجد عبدالله الخالدي يكتب : الحازِّم العازِّم الصّالِح .. فقيد الوطن

جوهرة العرب - ماجد عبدالله الخالدي / مدير التحرير

اليوم فقط، تمنيت لو اني اتقنت الشعر، تمنيت لو خضعت لمشاعري حروف الأبجدية، اليوم فقط، تمنيت لو كتبت رثاء يعبر عن حزني الكبير على رحيلك فارس الوطن، ولكني أعترف : عجزت عن التعبير.

نعم التقيت بك مرة واحدة فقط، بحضور شبيهك الحر صداح الحباشنة، نعم محادثاتنا لم تكن يومية، ورسائلنا المتبادلة لم تبلغ المئوية، لكني ومنذ نظرت إليك اول مرة، أيقنت بأنك الحازم العازم الصالح، وعرفت انك الزاهد عن مفسدات المسؤولية، المعتكف لخدمة الوطن، القانت لخدمة شعبك، القانع بما قسمه الله لك، المتعفف عما اغرتك به المناصب.

نعم لم تتوثق العلاقة بيننا حد الصداقة الحميمة، لكني ومنذ أن قرأت ردك الأول على طلبي ذاك، أيقنت بأنك كريم الخلق، طيب القلب،، وعرفت بأنك الكاظم الغيظ، العافي عن المسيئين رغم المقدرة، المُحسِن، والله يحب المحسنين.

ترجلت أيها الفارس الشهم الخلوق المهذب الشجاع، ورحلت أيها الحازم العازم الصالح، تاركاً في قلوبنا حزناً كبيراً على فراقك، ومكاناً شاغراً لن يملأه أحد بعدك، لطالما كنت صوتا من أصوات الحق التي تصدح انصافا للوطن وأهله، ولطالما بقيت حتى انفاسك الأخيرة، الشجاع الذي لا يخضع، والحر الذي لغير خالقه لا يركع، رحمك الله سيدي الحازم العازم الصالح، رحمك الله ابننا وشقيقنا، فقيد الوطن.