الجهاز البولي هو عبارة عن مجموعة من الأعضاء التي تعمل على تصفية الجسم من السموم و الماء الزائد و طرحها خارجاً عن طريق صناعة وإخراج البول و هذه الأعضاء هي :الكليتين و الحالبين و المثانة و الاحليل.
و مما نلاحظه في شهر رمضان المبارك أنه تزداد حالات الإصابة بالالتهابات البولية و الالتهابات البولية المتكررة و خاصة لدى كبار السن ،و ذلك بسبب الجفاف و عدم التعويض الصحيح بالسوائل و الماء والذي بدوره هو مهم جداً لتنشيط الكليتين و التخلص من أي بكتيريا ضارة قادرة على أن تسبب التهابات متكررة في المسالك البولية .و يرجع ذلك إلى أن بعض الأشخاص لا يشربون كمية كافية من الماء و ذلك بسبب ربطهم الخاطىء بأنهم لا يشربوا الماء إلا عند العطش إضافة إلى أن هناك بعض الأشخاص يقومون بتأجيل التبول لفترة طويلة بسبب عدم رغبتهم بإفساد وضوءهم و هذه كلها تصرفات خاطئة جداً.
لذلك يجب على الصائم في شهر رمضان المبارك و تحديداً الأشخاص الذين لديهم معاناة سابقة من التهابات المسالك البولية المتكررة اتباع الإرشادات التالية :
١-استهلاك ما لا يقل عن لترين من الماء و على فترات متباعدة لأن شرب الماء دفعة واحدة كما هو شائع لدى الكثير من الأشخاص على الفطور و السحور يؤدي إلى زيادة الضغط على الكلى و بالتالي إدرار البول و فقدان السوائل ،بل يجب توزيع شرب الماء على فترات ما بين الفطور و السحور بمعدل شرب ٨ كاسات يوميا ،تقريباً شرب كاسة ماء كل ساعة .
٢-الاهتمام بالنظافة الشخصية و التجفيف بعد استعمال الحمام .
٣-عدم الخوف من استهلاك الماء لأن بعض المرضى يترددون بشرب الكميات المناسبة من الماء لوجود ألم لديهم و حرقة عند التبول خوفاً من كثرة التبول و ازدياد الشعور بحرقان البول ،بل على العكس تماماً سيساعد شرب الكثير من الماء وإفراغ المثانة عند الحاجة على طرد البكتيريا الضارة من الجسم .لذلك ننصح بشرب ٨ أكواب على الأقل يومياً.
٤-التبول عند الحاجة إلى ذلك فإذا كان الشخص معتاداً على تأجيل البول في المثانة لفترة طويلة عليه أن يُدرك أنه قد يعرض نفسه لخطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.حيث أنه كلما طالت مدة بقاء البول في المثانة زادت فرصة البكتيريا الموجودة في البقاء و التسبب بحدوث العدوى.لذا يجب القيام بإفراغ المثانة بشكل متكرر لأن ذلك يساعد على التخلص من البكتيريا الموجودة و منعها من التكاثر .
٥-تجنب استعمال الصابون المعطر و مزيلات الروائح المهبلية،و المواد الكيماوية في مغطس الحمام.
٦- عند الشعور بألم و حرقان في البول و الرغبة للذهاب إلى الحمام مع عدم القدرة على التبول و ارتفاع في درجة الحرارة و ألم في منطقة الخاصرة و ظهور البول بلون أغمق أو برائحة يجب مراجعة الطبيب لوصف المضاد الحيوي المناسب للقضاء على الالتهاب.
٧-إذا تم وصف المضاد الحيوي المناسب من قبل الطبيب بعد عمل زراعة البول فإنه يجب إنهاء الكورس العلاجي كاملاً حتى لو شعر المريض بأن هناك تحسناً بالحالة.
فمن الضروري تناولها تماماً كما شرح الطبيب و الصيدلاني للمريض و التقيد بالعلاج لإنه في حال إهمال العلاج من الممكن أن تتحول عدوى المسالك البولية البسيطة إلى عدوى خطيرة في الكلى أو الدم إذا لم تعالج بالشكل المناسب.
بالنسبة لعلاج التهابات المسالك البولية فهو :
١-تناول المُضادّات الحيويّة: إذ تُعتبر العلاج الأساسيّ لالتهاب المسالك البوليّة مهما كان نوعه وحتّى بوجود مُضاعفات له. ويَعتمد اختيار نوع المُضادّ الحيويّ ومُدّة العلاج على عوامل عدّة: كنوع الالتهاب، والعمر، والجنس وغيرها. وهنالك أنواع عديدة من المُضادّات الحيويّة التي تُستخدَم عادةً في هذه الحالة، مثل ترايميثوبريم، وسلفاميثيكسازول، وفوسومايسين، ونيتروفيورانتوين، وسيبروفلاكساسين، وليفوفلاكساسين، وسيفالاكسين، وسيفترياكسون، وأزيثرومايسن، ودوكسيسايكلين.
وتختلف طريقة العلاج بالمُضادّات الحيويّة باختلاف نوع الالتهاب على النّحو الآتي:
١-التهاب المسالك البوليّة الدُّنيا: يتمّ إعطاء المُضادّات الحيويّة في هذه الحالة مُدّة ثلاثة أيّام فقط، وقد يلجأ البعض إلى إعطائها مُدّة سبعة أيّام. أمّا إذا صاحبه التهاب البروستاتا عند الذّكور فيُعالج بهذه المُضادّات الحيويّة مُدّة أربعة أسابيع أو أكثر. وعند الإناث، إذا ما كان هنالك علامات مُبكّرة لضرر لَحِقَ بالكليتَين، أو اضطرابات في المسالك البوليّة، أو إذا ما عانت من داء السُكريّ، عندها يتم علاجهنّ مُدّة تتراوح بين 5-7 أيّام. أمّا الأطفال فيُعالَجون عادةً بالمُضادّات الحيويّة مُدّة عشرة أيّام. ويَنصح الأطبّاء عادةً بتناول مُركّبات مُعيّنة، مثل فينازوبيريدين أو ما يشابهها مُدّة يوم أو يومين مع المُضادّات الحيويّة، إذ تعمل هذه الأدوية على تخفيف الشّعور بالحَرَقة عند التَبوّل.
٢-التهاب المسالك البوليّة العُليا: وباعتبار تأثير هذا النّوع من الالتهاب على المريض شديداً، فقد يلجأ المريض للذّهاب إلى المُستشفى جرّاء المُعاناة من شدّة الأعراض، أو التّعب العام، أو ارتفاع درجة الحرارة، عندها، وبعد تشخيص المريض بشكل سليم، يلجأ الأطبّاء عادةً إلى إعطائه سوائل بالوريد، إضافةً إلى أول جُرعات المُضادّ الحيويّ، ومن ثُمّ يتمّ إِكمال العلاج منزليّاً بتناول الأدوية الفمويّة مُدّة تتراوح بين 10-14 يوماً. وبعد ذلك يُنصَح المريض بمُراجعة الطّبيب المُختصّ لعدّة مرّات للمُتابعة. قد يحتاج بعض المَرضى إلى الدّخول إلى المستشفى وتلقّي علاجهم عبر الوريد حتّى تحسُّن حالتهم بحيث يكون بمقدورهم تحمُّل العلاج الفمويّ. أمّا إذا صاحب التهاب المسالك ظُهور مُضاعفات مُعيّنة فقد يتمّ اللّجوء إلى العلاج لعدّة أسابيع .
٢-فوار لعلاج حرقان البول حيث تعد حرقة البول أو التبول المؤلم من الأعراض الشائعة لالتهابات المسالك البولية و قد يحدث أيضاً بسبب وجود حصى أو أملاح اليورات أو الأوكسالات في البول
و يمكن استخدام فوار لعلاج حرقان البول حيث يعمل على تطهير المسالك البولية ويمنع تكون البكتريا بها مما يعمل على علاج الالتهابات وحماية الجهاز البولي من العدوى.
كما يعالج أيضًا تراكم الرواسب التي تؤدي إلى تكون الحصوات والتقليل من التقلصات التي تكون مصاحبة لهذه الحصوات،
مثل :
١-إبيماج فوار (Epimag eff)
٢-فوار ألكايور (Alka ur)
٣-يوريكول .(Uricol)
٤- كولي يورينال (Coli Urinal)
٣- بالإضافة إلى وصف مسكنات الألم و لكن يجب على المريض أن لا يعتمد عليها كلياً دون الرجوع للطبيب و أخذ العلاج المناسب لأنها ممكن أن تخفي أعراض الالتهاب و بالتالي تزيد الحالة سوءاً.
هناك العديد من الوصفات المنزلية المفيدة و لكن يجب استشارة الطبيب و الصيدلاني قبل أخذها:
١-يعد عصير التوت (Cranberry )واحدًا من أفضل الطرق الطبيعية لعلاج التهاب المسالك البولية وتسريع هذه العملية.
حيث يحتوي عصير التوت على مضادات الأكسدة التي تتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب، وتشير التوصيات بشرب ما يقارب 400 ملليليتر من العصير يوميًا للحصول على تأثير جيد.ولكن ينبغي الانتباه بالنسبة لمرضى السكري من أن يكون العصير خالياً من السكر (غير محلى )و من الممكن تناول أقراص التوت البري المتوافرة في الصيدليات .
٢-. استخدام البروبيوتيك:
للبروبيوتيك فوائد عديدة أهمها الحفاظ على صحة وسلامة المسالك البولية وتخليصها من البكتيريا المسببة للمرض، حيث يعمل البروبيوتيك على :
منع البكتيريا من الالتصاق بالمسالك البولية.
إنتاج مادة بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen peroxide) في البول والتي تعد قوية لمحاربة البكتيريا.
خفض درجة الحموضة في البول، بالتالي جعل البيئة أقل ملائمة لنمو البكتيريا.
إن البروبيوتيك يتواجد في الزبادي و بعض أنواع الجبن.
٣-. الحصول على مستويات كافية من فيتامين ج
يساعد فيتامين ج في تعزيز عمل وكفاءة الجهاز المناعي في الجسم، كما أنه يرتبط مع النيترات في البول لتشكيل أكسيد النيتروجين الذي يقتل البكتيريا المسببة للمرض.
إضافةً لذلك يساعد أكسيد النيتروجين على التقليل من درجة حموضة البول، مما يصعب على البكتيريا العيش والتواجد في المسالك البولية.
ويمكن الحصول على فيتامين سي عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي بشكل طبيعي مثل فاكهة الكيوي، والبروكلي، والفلفل الرومي، والشمام أو المكملات الغذائية في حال تبين وجود نقص فيه بالفحوصات المخبرية و باستشارة الطبيب و الصيدلاني .
ووفقا للمعاهد الوطنية الامريكية للصحة، فإنها توصي بحصول النساء ممن تبلغ أعمارهم 19 عاما أو أكثر على 75 مجم على الأقل من فيتامين سي يوميا. بينما يحتاج الرجال للحصول على 90 مجم تقريبا من فيتامين سي يوميا. اما بالنسبة للبالغين من المدخنين فأنهم يحتاجون إلى تناول 35 ملجم إضافية من الفيتامين يوميا.
٤-تجنُّب شرب المَشروبات المُحتوِية على الكافيين، أو الأغذية الحارّة و الحمضيات و المحليات الصناعية؛ لإنّها تعمل على تَهيُّج المثانة و الحرص على تناول أطعمة لا تسبب تهيج المثانة.
و تعتبر من الأطعمة المفيدة والمغذية،والتي تساعد على تسريع عملية الشفاء ومنع تهيج المثانة ما يلي: الفاصوليا الخضراء، الموز ،المكسرات ،البيض ،البطاطا ،البروتينات الخالية من الدهون.
٥-ماء الشعير حيث يعد من أشهر طرق علاج التهاب المسالك البولية بالأعشاب أيضاً هو استخدام ماء الشعير غير المصفى والذي يعتبر مدر طبيعي للبول. حيث يحتوي على كمية كبيرة من الألياف والسعرات الحرارية، ولكنه منخفض الدهون. لذا فأن شرب ماء الشعير قد يساعد الجسم في الحالات التالية: تخليص الجسم من السموم ،علاج التهاب البول ،المساهمة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي ،التخفيف من آلام الجهاز الهضمي، الحفاظ على صحة الكلى والكبد ،تقليل خطر الاصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، كما انه يساعد في الحفاظ على برودة الجسم في فصل الصيف.
محاذير عند الاستخدام : يجب عدم الإفراط في شرب ماء الشعير أكثر من مرتين في اليوم، إذا كان غير مصفى حيث يمكن ان يوفر كوب واحد منه حوالي 700 سعرة حرارية أو أكثر . أما عند القيام بتصفيه ماء الشعير أو عند غليه، فإن مشروب ماء الشعير يصبح أقل في السعرات الحرارية والألياف أيضاً والتي هي مصدر أساسي للعديد من فوائده الصحية. كما قد يؤدي الإفراط في شربه إلى الإصابة بتقلصات في المعدة، وانتفاخ، وإمساك، وكثرة الغازات. لذا يجب الحرص على الشرب المعتدل، وعدم استهلاك كمية كبيرة منه.
٦-علاج التهاب المسالك البولية بالثوم: اشتهر استخدام الثوم على نطاق واسع كواحد من المضادات الحيوية الطبيعية في علاج العديد من الأمراض مثل الالتهابات الفيروسية، والبكتيرية، والفطرية. حيث يتميز الثوم باحتوائه على مركب الأليسين (allicin). والتي أظهرت بعض الدراسات فعاليته في مقاومة عدد كبير من أنواع البكتيريا المسببة للعدوى مثل عدوى الإشريكية القولونية. طريقة استخدام الثوم يمكن استخدام الثوم في شكل كبسولات (مكملات الثوم) في علاج التهاب البول، أو استخدام الثوم بشكله الخام الكامل وتحضيره منزليا عن طريق نقع بعض فصوص الثوم في زيت الزيتون. وعلى الرغم من أن تناول الثوم آمن بوجه عام، إلا أنه يجب عدم الإفراط في استخدامه، وذلك لأنه الجرعات الكبيرة قد تؤدي إلى إحداث نزيف داخلي. كما يجب على المرضى الذين يتناولون ادوية سيولة الدم، استشارة الطبيب قبل استخدام مكمل الثوم.