-الصفدي: وزير خارجية مصر الشقيقة يحمل رسالة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي تتعلق بالتصعيد الأخير الذي شهدناه في الأراضي الفلسطينية المحتلة
-القدس المحتلة هي عاصمة فلسطين والوصاية على المقدسات فيها هاشمية
-المساس بالقدس ومقدساتها هو أسرع الطرق إلى تفجير الصراع واستفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين في العالم
-الأردن تواصل مع حركة حماس خلال الفترة الماضية وهدفنا الأساس خدمة الفلسطينيين
-الأولوية الآن ضمان استمرار وقف إطلاق النار والانتهاكات الإسرائيلية
-إعادة الإعمار في غزة أولوية ننسق العمل بشأنها
-لا سلام شاملا إلا بانتهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين
-وزير الخارجية المصري: العلاقة بين الأردن ومصر تتسم بالخصوصية والمتانة
-لدينا رؤية مشتركة مع الأردن لتحقيق سلام عادل وشامل
-ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية بما فيها القدس يحتم التواصل مع الأردن
-الحفاظ الوصاية الهاشمية عليها هو أمر تقره الاتفاقيات الدولية، وهناك توافق دوليّ على استمرار هذه الوصاية وما تضطلع به من مسؤولية في هذا الصدد
عمّان – استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير خارجية جمهورية مصر الشقيقة سامح شكري، في سياق مواصلة عملية التنسيق والتشاور للتصدي للممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض العملية السلمية، وللتأكيد على أهمية استمرار التواصل مع المجتمع الدولي لبلورة موقف فاعل في مواجهة هذه الممارسات، وتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع، رحب الصفدي بنظيره المصري الذي يزور المملكة اليوم "حاملاً رسالة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تتعلق بالتصعيد الأخير الذي شهدناه في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المشتركة التي نقوم بها معاً من أجل البناء على ما أنجز من وقف لإطلاق النار ووقف للانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد الأفق السياسي المطلوب للتقدم إلى الأمام باتجاه إسناد أشقائنا الفلسطينيين وتلبية جميع حقوقهم المشروعة".
وأكد الصفدي أن التنسيق بين المملكة وجمهورية مصر العربية الشقيقة لم ينقطع ومستمر بين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبين وزيري الخارجية، خلال الفترة الماضية، لتنسيق الجهود المشتركة.
وأضاف الصفدي "لقاء اليوم يبحث في كيفية التحرك المستقبلي مع المجتمع الدولي، مع أشقائنا في المنطقة، وفي دولة فلسطين، من أجل ضمان عدم تكرار ما حدث، ومن أجل إيجاد الأفق السياسي الذي يسمح بتقدم نحو إعادة إطلاق تحرك دولي فاعل ينهي الاحتلال ويضعنا على طريق تحقيق السلام العادل والشامل الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967".
وأشار الصفدي إلى أن الأولوية الآن ترتكز على ثلاث قضايا؛ القضية الأولى هي "ضمان استمرار وقف إطلاق النار ووقف العدوان على غزة، وضمان عدم تكرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي فجرت التصعيد الأخير". وزاد "هنا أود أن أحذر مرة أخرى أن ما تقوم به إسرائيل من حصار لحي الشيخ جراح ومن تضييق على أهله أمر يدفع باتجاه تفجر الأوضاع مرة أخرى"، مؤكداً أن "قضية الشيخ جراح قضية يجب أن يتم التعامل معها من منطلق أن لا حق ولا شرعية لأي قرار إسرائيلي بتهجير أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم، وأن تهجيرهم من بيوتهم سيكون جريمة حرب لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح بها".
ولفت الصفدي إلى أن "القضية الأخرى هي قضية الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف"، مؤكداً على أننا "وبالتنسيق مع أشقائنا في مصر، والمجتمع الدولي، نبذل كل ما هو ممكن ونكرس كل إمكاناتنا بتوجيه ومتابعة يومية من الوصي على المقدسات جلالة الملك عبدالله الثاني للحؤول دون ارتكاب المزيد من هذه الاعتداءات ولوقفها بشكل الكامل وللحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لهذه المقدسات".
وأضاف الصفدي "هنالك قضية أيضاً، إعادة الإعمار في غزة ونحن ننسق بشكل مكثف مع أشقائنا في مصر حول ذلك".
وأشار الصفدي إلى أنه سيستقبل ونظيره المصري وزير الخارجية الأمريكي في الأيام القليلة القادمة لبحث كيفية التحرك إلى الأمام وفق الأسس المطروحة. وزاد "كما سيكون هنالك اتصالات مكثفة مع الجانب الأوروبي، إضافة إلى الاتصالات التي نقوم بها مع أشقائنا العرب".
وشدد الصفدي على أن "جمهورية مصر العربية الشقيقة بذلت جهوداً مكثفة وحققت إنجازاً كبيراً في التوصل لوقف إطلاق النار، وهذا جهد نثمنه"، مؤكداً أن "دور مصر كان وسيبقى دوراً رئيساً في جهودنا من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل الذي يلبي الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني".
وختم الصفدي "هدفنا واحد، تنسيقنا مستمر، وتواصلنا لا ينقطع خصوصاً في هذه الفترة الحساسة".
وفي رد على سؤال حول الأفكار التي سيتم طرحها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي المرتقبة إلى المنطقة، قال الصفدي "نحن في المملكة وفي جمهورية مصر العربية الشقيقة نؤكد أن لا حل ولا سلام عادلاً وشاملاً إلا إذا تم إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والتوصل إلى حل الدولتين وفق المعايير الدولية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأكد الصفدي أن "الإدارة الأمريكية الجديدة برز عنها مواقف إيجابية، يجب التفاعل معها والبناء عليها، سواء فيما يتعلق بتأكيد مرجعية حل الدولتين، إعادة المساعدات للأشقاء في فلسطين، إعادة المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، والموقف المتعلق بضرورة وقف الاستيطان ووقف التهجير"، مشدداً على أن "كل هذه المواقف والبوادر إيجابية، نتطلع إلى التفاعل معها بما يضمن عملاً حقيقياً فاعلاً يأخذنا باتجاه إنهاء غياب أفق تحقيق السلام والعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة للتوصل إلى هذا الحل".
وأشار الصفدي إلى أن التصعيد الخطير الذي شهدناه على مدى الأسابيع الماضية أكد للعالم أجمع أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع في المنطقة وأن حلها على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو مفتاح الحل في المنطقة.
وأكد الصفدي عبثية كل الطروحات التي تشير إلى إمكانية تحقيق السلام الشامل والدائم من دون حل القضية الفلسطينية، وعبر القفز فوق فلسطين والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن "العالم كله يدرك ذلك الآن ونحن نتطلع إلى المحادثات التي سنجريها مع وزير خارجية الأمريكي". وزاد "كنت التقيت به في واشنطن منذ أيام، ونتطلع إلى الاستمرار في هذه المحادثات بهدف إيجاد أفق حقيقي يعيد الأمل بأن ثمة فرصة للتقدم إلى الأمام".
وحول إعادة الإعمار في غزة، قال الصفدي إن "هنالك حراك مستمر دولي إقليمي من أجل إعادة إعمار غزة"، مشيراً إلى أن "الكل يؤكد على ضرورة العمل بشكل فوري من أجل إعادة الاعمار".
وأشار الصفدي إلى أن "الأشقاء في جمهورية مصر العربية أعلنوا عن مشروع كبير لإعادة الاعمار في غزة"، مضيفاً أن "جلالة الملك عبدالله الثاني أوعز بإرسال مستشفى ميداني جديد، إعادة فتح مركز فحص كورونا، تقديم كل الدعم الممكن لأشقائنا في غزة". وأكد أن "موضوع إعادة الإعمار أولوية، نعمل معاً على تنسيقها ونعمل معاً على ضمان أن تمضي للأمام بشكل فاعل وبشكل ينعكس على حياة أهلنا في غزة بعد ما تعرضوا له من عدوان لا إنساني رفضناه ونرفضه والعالم كله أكد على ذلك وعملنا معه من أجل إنهاءه".
وفيما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية المستمرة، ذكر الصفدي "موقفنا واحد نحن والأشقاء في جمهورية مصر العربية، نرفض كل الممارسات الإسرائيلية اللاقانونية اللاشرعية اللاإنسانية التي تقوض حل الدولتين والتي تمثل خروقات واضحة للقانون الدولي، وحذرنا من أن هذه الممارسات تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من التصعيد الذي سينعكس على الجميع إقليمياً ودولياً، وقلنا أن السلام العادل والشامل هو ضرورة إقليمية ودولية".
وأضاف الصفدي "أعتقد الكل رأى حجم العمل الذي بذل على مدى الأسابيع الماضية بالتنسيق مع الأشقاء من أجل بلورة موقف دولي يلجم هذه الممارسات والانتهاكات، فهذا جهد مستمر ونحن وأشقاؤنا في مصر نتحرك سوياً في كثير من المساحات ونكمل بعضنا بعضا".
وقال الصفدي إن "هدفنا الأساس هو إسناد أشقائنا، تقديم كل ما يمكن أن نقوم به من أجل رفع الظلم عنهم ومن أجل التعاون مع أشقائنا في دولة فلسطين وفي العالم العربي والعالم من أجل إيجاد الأفق الحقيقي لتحقيق السلام". وأضاف أن "اتصالاتنا مع أشقائنا في فلسطين مستمرة، كان هناك اتصال بين المملكة وحماس عبر الأسابيع الماضية، نحن نتعامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق كشعب شقيق، نقارب الأمور من منطلق موقفنا الثابت في أننا نعترف بدولة فلسطين دولة فلسطينية ونتعامل مع القيادة الفلسطينية، ونتعامل مع كل أشقائنا في فلطسين في إطار العلاقات الطبيعية بين الدول".
وفيما يتعلق بالقدس، أكد الصفدي "القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، السيادة على القدس فلسطينية، الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هاشمية، وحماية القدس هي مسؤولية فلسطينية-أردنية-مصرية-عربية-إقليمية-دولية-إسلامية، لأن أهمية القدس ورمزيتها معروفة عند الجميع، وبالتالي حماية القدس مسؤولية دولية لأن المساس بالقدس ومقدساتها هو أسرع الطرق إلى تفجير الصراع واستفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين في العالم".
وأكد الصفدي أن "الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، التصعيد الذي رأيناه يمكن أن يتفجر مرة أخرى في أي وقت إذا لم يتم معالجة جذوره وهو استمرار الاحتلال وغياب آفاق إنصاف الشعب الفلسطيني، هذه القاعدة التي ننطلق منها، هذه هي القاعدة التي تحكم تحركاتنا".
بدوره قال وزير الخارجية المصري "حملني فخامة الرئيس رسالة أنقلها إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، رسالة تضامن واهتمام باستمرار رعاية العلاقة الخاصة التي تربط بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، لما يعود بالنفع المشترك على البلدين". وزاد "التنسيق فيما بين القيادتين وبيننا وزراء الخارجية وعلى المستوى الوزاري في كافة القطاعات في إطار تنمية العلاقة الثنائية المصرية الأردنية، والاهتمام الذي توليه مصر لهذه العلاقة التي تتسم بالخصوصية وتتسم بالقوة والمتانة، ونراها ضرورية لمواجهة التحديات المشتركة والتغلب عليها".
وشدد شكري على أهمية الحفاظ على هوية القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومنع الاعتداءات المتكررة. وأكد أن مصر تسعى إلى التنسيق الوثيق لتطوير علاقاتها الثنائية مع المملكة وللتصدي للتحديات الإقليمية.
وأشار شكري إلى أن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية بما فيها القدس يحتم التواصل مع الأردن لمواجهة هذه التحديات، مؤكداً أننا "نستمر في المتابعة الحثيثة والعمل المشترك للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والوصول إلى الغاية المنشودة من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وزاد "لا غنى عن هذا التعاون بين مصر والأردن".
وفي رد على سؤال، أكد وزير الخارجية المصري أن "قضية القدس تحتل مركز هام لدى الجميع في العالم العربي والإسلامي، والحفاظ على هوية القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية عليها هو أمر تقره الاتفاقيات الدولية، وهناك توافق دوليّ على استمرار هذه الوصاية وما تضطلع به من مسؤولية في هذا الصدد".