رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور حازم صيام يكتب : بين إسلام نفس وحرب فساد

الدكتور حازم صيام يكتب :  بين إسلام نفس وحرب فساد
جوهرة العرب _الدكتور حازم صيام

هذه القضية من قضايا الإصلاح تمثل منعطف كبير في حياه الدعاة وجرف هاو خطير يوشك أن يقع بصاحبه وسقطة كبيره قد يقع فيها المصلحين دون قصد أو اتهام لهم بالخيانة، لكنه مع الأسف الشديد سيكون كالدب الأنثى التي ترغب في إصلاح صاحبها أو حمايته ،فتهوي فوق وجهه بحجر لتقتل ذبابه وقعت على وجهه فيموت ..

إن دعوه الغير وان كانت من أعلى مراتب الإسلام وواجهته والشارة التي على أكتاف حراس العقيدة ومهمة النجيب منهم.. بل وإنها أيضا قصه حياه الأنبياء وبمثابة أل(cv) الخاص بالمرسلين ألا أن الدعوة رغم كل ما ذكرت آنفا ليست هي جوهر الإسلام نفسه لكنها مجرد تذكره السفر التي لابد منها لتبدأ الرحلة ، بينما الرحلة نفسها ليست في دعوه غيرك ولكنها في نفسك وداخل سويداء قلبك.. أو أن العلاقة بين إصلاح النفس ودعوه الغير كالفرق بين القصر المتلألئ بالأنوار الشامخ الارتفاع وبين (البروشور ) الذي يشرح مكونات هذا القصر.. فأنه ميدانيا فسيحا داخل قلبك فيه من إصلاح النفس ما تعجز (البروشورات ) عن شرحه وتخرس الالسنه في عجز كبير عن وصفه انه عالم كبير لا يعلم مداه إلا الله حيث يشرحه قول الله تعالى : "لا تسعني أرضى ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن".. ويشرحه أيضا قول القائل : وتزعم انك جرم صغير وفيك يكمن العالم الأكبر.. ويشرحه قول الله تعالي ردا على نداء يعقوب : "يا يعقوب لو كان يوسف ميتا لأحييته من أجلك يا يعقوب" ..

أن الذي في قلبه مثل جزء ضئيل مما في قلب سيدنا يعقوب له مما أقول نصيب كبير ربما يفسر لنا الحاجة التي في نفس يعقوب .. فهو يعلم من الله مالا نعلم ويعلم ما لا يعلمه أخوه يوسف .. لهذا قال الله تعالى : " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا".. وليس العمى في الفرق بين الكفر والإيمان فقط ولكن قد تعمي الأعين لعطب فيها أو قد تغشاها ما يتغشى من جراء الغفلة.. فلا ترى رؤية صحيحة وقد يقال فما هو الخطأ الذي ترغب في إصلاحه أنا لا نرى شيء يذكر.. فكل الأمور على ما يرام.. وهذا بالضبط هو حال المريض فهو يرى الحرارة الزائدة بردا فيتغطي وكان به أولى أن يتعري لماذا شعر بالعكس أو كيف لم يشعر بالحرارة هكذا المرض وهذا هو حال المرضى كما قال الرسول في موقف إصلاحي جانبه الصواب من خلال حياه ألصحابه جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم ( أن دواء العمى السؤال)..

 وحول ما اقصد إجمالا جاء قول الله في كتابه العزيز ليشرح لنا جانبا من جوانب هذه السقطات والمنعطفات في حياه الدعاة فيقول سبحانه :" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون صدق الله العظيم (البقرة ٤٤). والي حلقه مقبلة بإذن الله لنكمل حديثنا .