يمضي المزارعان محمد خريسات ووصفي العقيل بعزم لإعادة انتاج البطيخ البلدي البعلي في أرض منطقة أم العرب ببلدة مرحبا بلواء الكورة للعام الثالث على التوالي شهدت خلالها تحسناً في جودة وكمية منتجهما من البطيخ الى جانب الشمام البلدي.
وظلت منطقتا ام العرب وارخيم المتجاورتان بلواء الكورة حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي تتصدران انتاج البطيخ البعلي في مناطق الشمال والمعتمد على مياه الأمطار فقط مع اضافة السماد البلدي للتربة، وهو ما ميزه بطعم "مثل السكر" كما يصفه مواطنون ممن تهافتوا على مزرعة البطيخ البعلي اثر الاعلان عن بدء قطافه اليوم السبت.
وقال المزارعان خريسات والعقيل لوكالة الأنباء الاردنية (بترا)، إن مشروعهما الذي انطلق الموسم قبل الماضي هدف الى اعادة احياء نكهة وطعم البطيخ القديم المميزة، والتي يفتقدها الجيل الجديد الذي لم يعاصر البطيخ البلدي البعل، وكذلك بسبب التوجه لزراعة البطيخ والشمام المروي الذي يعتمد على بذور هجينة.
وبينا انهما قاما قبل عامين بعد استشارة متخصصين بتجهيز أرض بمساحة 20 دونماً لتجربة تلك الزراعة وفق الأساليب العلمية وتأمين البذور البلدية للبطيخ من خلال احدى شركات البذور ليقوما بزراعتها على الطريقة القديمة والاكتفاء بريها من خلال مياه الأمطار مع استخدام الري التكميلي عند الحاجة القصوى، وعدم استخدام الأسمدة الكيماوية واستبدالها بالسماد البلدي .
وأشارا الى أن التجربة الأولى لاقت نجاحاً كبيراً في انتاج بطيخ ذي نكهة مميزة، ما شجعهما على مواصلة الزراعة لموسم آخر العام الماضي بمساحة 55 دونماً ما أنتج كميات وفيرة واستطاعا بالرغم من الظروف الصعبة التي رافقت جائحة كورونا العناية بالأرض وتسويق المنتج .
وأضافا، ان اقبال المواطنين من مختلف المحافظات شجعهما على مواصلة الزراعة للموسم الحالي مع زيادة المساحات المزروعة والتي شملت 55 دونماً من البطيخ البعلي ذي اللب الأحمر، و 10 دونمات من الشمام البلدي، مع اضافة مساحة قليلة لتجربة زراعة البطيخ من البذور الأجنبية ذي اللب الأصفر.
ولفتا الى أن الاقبال الكبير على مزرعتهما لغايات شراء البطيخ والشمام اثر الاعلان من خلال انشاء صفحات تحت اسم "بطيخ مرحبا " على وسائل التواصل الاجتماعي، يدفعهما الى مزيد من الارادة لتوسعة مشروعهما وزيادة نقاط البيع للمنتجات للتسهيل على المواطنين الراغبين بتذوق نكهة بطيخ أيام زمان.
بدورها ، قالت مديرة زراعة لواء الكورة المهندسة ازدهار السرحان والتي جالت على مشروع البطيخ البلدي، إن المديرية تضع مختلف امكاناتها لخدمة المشروعات الزراعية الناجحة، مشيرة الى مواصلة تقديم خدمات الارشاد للمشروع وبما يضمن ديمومته وتحقيقه لمردود جيد .
وأشارت الى أن اعادة احياء زراعة البطيخ والشمام البلدي في أراضي الكورة لجودته وطعمه الفريد، يمثل مبادرة ايجابية للعودة الى الأرض، لافتة الى أن غالبية الأراضي في اللواء ما زالت تزرع بمختلف انواع الخضار البعلية والتي تتميز بجودتها وتشكل رافداً مهماً لتحسين أوضاع الأسر المعيشية.