مع تصدر قضیة تغیر المناخ الاھتمام العالمي، واستمرار النقاشات حولھا، تطرح العدید من الأسئلة حول الدور الذي یمكن لصناعة
السیارات القیام بھ للمساعدة في تقلیل الانبعاثات التي تنتجھا المركبات یومیاً.
وتضع إحصاءات وكالة الطاقة الدولیة صناعة السیارات في خضم الجدل البیئي، إذ یؤدي النقل البري وحدة لثلاثة أرباع إجمالي
الانبعاثات الناتجة عن النقل، ویشكل قطاع النقل وحده خُمس الانبعاثات العالمیة لثاني أكسید الكربون.
وقد شھدت الأعوام الأخیرة، التزام العدید من صانعي السیارات، وفي مقدمتھا شركة ھیونداي موتور، بدورھا في معالجة ھذه
المشكلة من خلال توفیر حلول مبتكرة للتنقل النظیف. وصرنا نشھد بالفعل بواكیر ھذه الجھود مع ظھور العدید من المركبات
النظیفة والموفرة للطاقة التي تسیر على الطرق الیوم، والتي یدخل معظمھا ضمن فئة السیارات الكھربائیة التي تعمل بالبطاریات
(BEVs(والتي أصبحت خیاراً شائعاً للمستھلكین في الوقت الحالي، أطلقت من أجلھ حكومات عدة حوافز مالیة لتشجیع ھذه
السیارات الجدیدة التي تندرج ضمن استراتیجیتھا طویلة الأجل لتصبح صدیقة للبیئة.
فعلى سبیل المثال، ستحظر المملكة المتحدة مبیعات السیارات والشاحنات الجدیدة التي تعمل بالدیزل أو البنزین اعتباراً من عام
2030 .كما تعھدت الحكومة الأمریكیة بالاستثمار بكثافة في الطاقة النظیفة التي تشمل السیارات الكھربائیة، وثمة خطط أمریكیة
29 ألف شاحن عام للسیارات الكھربائیة في جمیع أنحاء الولایات المتحدة. لتثبیت 500 ألف منفذ شحن جدید بنھایة عام 2030 ،وستكون ھذه قفزة كبیرة للسیارات الكھربائیة ھناك، نظراً لوجود أقل من
ورغم أن ھذه الخطط ستساعد في تسریع مبیعات السیارات الكھربائیة، فلا بد من الاعتراف بأن محاولة تغییر سلوكیات غالبیة
الأشخاص للتحول إلى مركبات "صدیقة للبیئة" ومستدامة لیس بالأمر الھین، فمثلاً یتعین على صانعي السیارات الكھربائیة الإجابة
على حزمة من الأسئلة التي یطرحھا المشترون الجدد قبل اتخاذ القرار النھائي وشراء السیارة ومنھا على سبیل المثال: كم من
الوقت سیستغرق الشحن؟ ھل ھي میسورة التكلفة؟ إلى أي مدى یمكن السفر بالسیارة؟ وما ھي المدة التي ستستغرقھا البطاریات
قبل الحاجة إلى استبدالھا؟
وتعتمد الكثیر من الإجابات على الأسئلة السابقة على استخدام التقنیات المتقدمة ومدى كونھا عملیة، لذلك صرنا نشھد المزید من
ستجعل السیارات الكھربائیة التي تعمل بالبطاریات من الخیارات المتاحة والصدیقة للبیئة. التعاون بین المؤسسات داخل صناعة السیارات للاستفادة من أشكال مختلفة من التقنیات لتطویر المركبات والبنیة التحتیة التي
ورغم الخطوات الواسعة المقطوعة في مجال السیارات الكھربائیة التي تعمل بالبطاریات، فإنھا لا تعتبر المجال الوحید الذي یضمن
الحلول الصدیقة للبیئة في المدن.
الأخیرة، أصبح الھیدروجین - وھو العنصر الأكثر وفرة على وجھ الأرض- عاملاً حیویاً في صناعة السیارات. تتواجد الطاقة الھیدروجینیة في السوق منذ أعوام عدیدة، ولكن بقدرات محدودة، ویتم تصنیفھا أنھا تقنیة نقل خضراء. وفي الأعوام
وتختلف السیارات الھیدروجینیة أو المركبات الكھربائیة التي تعمل بخلایا الوقود (FCEV (عن السیارات الكھربائیة. ففي البدایة،
یتم تثبیت خزان ھیدروجین في المركبات الكھربائیة التي تعمل بخلایا الوقود، حیث یدخل إلى خلیة الوقود مزیج من الھیدروجین
والأكسجین الذي یولد الكھرباء لتشغیل المحركات. وھذا یعني أن سیارات الھیدروجین تمتلك خصائص كل من السیارات الكھربائیة
بسبب استخدام الطاقة الكھربائیة وسیارات البنزین التقلیدیة التي تحتوي على خزانات.
وإضافة إلى المساھمة بخفض تأثیرات الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري وتغیر المناخ، فھناك فرق آخر، وھو أن
السیارات الھیدروجینیة لا تحتاج لقیام المستخدم بتوصیل السیارة بمأخذ للتزود بالوقود، إذ یمكن شحن سیارات الھیدروجین شحناً
كاملاً وبسرعة خلال فترة تتراوح من خمس إلى عشر دقائق فقط.
فعلى سبیل المثال، یمكن شحن سیارة من طراز ھیونداي نیكسو بشكل كامل خلال خمس دقائق، وذلك للسیر بھا لمدى قیادة یبلغ0 میلاً، وھذه تقریباً مسافة رحلة كاملة ذھاباً وإیاباً بین واشنطن العاصمة ونیویورك، وھذا ما یمنح السیارات الھیدروجینیة
میزة نسبیة بالمقارنة مع المركبات الكھربائیة التي یمكن أن یتراوح مدى القیادة الخاص بھا بین 100 و200 میل.
علاوة على ذلك، تستطیع السیارات الھیدروجینیة تخزین المزید من الطاقة بكثافة أقل، ویعد الھیدروجین خیار وقود أكثر استدامة
وطویل الأمد یمكن استخدامھ لفترات طویلة دون الإضرار بالبیئة.
إلا أنھ وعلى الرغم من ھذه الإیجابیات، فإن أحد أكبر التحدیات التي تواجھ السیارات الھیدروجینیة ھو التكالیف، فمع طرح
مجموعة متنوعة منھا في العقدین الماضیین، بما في ذلك سیارة ھیوندايFCEV Fe Santa التي تعد أول سیارة كھربائیة لخلیة
الوقود للشركة، وسیارة ix35 التي تعد أول سیارة ھیدروجینیة بإنتاج كبیر من ھیونداي، فإن الطلب على ھاتین السیارتین لا یزال
منخفض نسبیاً. ھناك العدید من الأسباب لانخفاض الطلب، ولكن واحدة من المشاكل الرئیسیة ھي ارتفاع تكلفة الشراء، التي تعود
إلى ارتفاع تكالیف التصنیع والتكنولوجیا، والتي یتوقع أن تنخفض فقط عندما یزید عدد السیارات ضمن الإنتاج.
وحتى إذا كان المستھلكون قادرین على تحمل تكلفة سیارة ھیدروجینیة جدیدة، یجب أن یكون ھناك عدد كبیر من محطات التزود
بالوقود الھیدروجیني في جمیع البلدان، وبالطبع لن تقوم شركات الوقود ببناء ھذه المرافق إلا إذا كان ھناك ما یكفي من الأعمال.
وفي ھذا السیاق، تأتي المملكة العربیة السعودیة من بین الدول التي قامت بالفعل بتركیب محطة لتزوید السیارات
بوقود الھیدروجین، وذلك في إشارة لاستعداد عدد من الدول لاستقبال المركبات التي تعمل بالھیدروجین على طرقاتھا.
تمتلك كل من السیارات الھیدروجینیة والسیارات الكھربائیة میزة إنتاج انبعاثات محلیة تصل إلى الصفر، وترى ھیونداي موتور
مستقبلاً مشرقاً لھذین النموذجین كما أننا نركز علیھما كجزء من رؤیتنا لإنتاج سیارات مستدامة وصدیقة للبیئة. وندرك أن ھناك
قدراً ھائلاً من العمل الذي یتعین القیام بھ لتوفیر بیئة تنقل نظیفة.
وتخطط مجموعة ھیونداي، ضمن استراتیجیتھا على المدى الطویل، لطرح ما لا یقل عن 12 طرازاً من السیارات الكھربائیة
السیارات الكھربائیة الخاصة بھا إلى 23 طرازاً في 2025 لبیع ملیون وحدة سنویاً في الأسواق العالمیة. بھدف بیع 560ألف مركبة كھربائیة سنویاً بحلول عام 2025 .وخلال ھذه الفترة نفسھا نخطط في المجموعة لتوسیع تشكیلة
وفي الوقت ذاتھ، وضعت مجموعة ھیونداي موتور خریطة طریق لتسریع تطبیق "رؤیة السیارات الھیدروجینیة 2030 "لتؤكد
على التزامھا بتسریع بناء مجتمع یعتمد على طاقة الھیدروجین، وذلك بالاعتماد على ریادتھا العالمیة في تقنیات خلایا وقود
الھیدروجین. وتعمل مجموعة ھیونداي موتور، خلال الأعوام التسعة القادمة، على تأمین طاقة إنتاجیة تبلغ 700 ألف وحدة سنویاً
من أنظمة خلایا الوقود للسیارات، وكذلك لتطویر حلول الھیدروجین في القطاعات الأخرى مثل السفن وعربات السكك الحدیدیة
والطائرات بدون طیار ومولدات الطاقة.
وبالنسبة للمركبات التي تعمل بخلایا الوقود، بدأت ھیونداي موتور بالفعل في تصدیر أكسینت فیول سیل، أول شاحنة ثقیلة تعمل
بخلایا الوقود یتم إنتاجھا بأعداد كبیرة في العالم، وسیتم تطویر ألفین وحدة منھا في عام 2021 لتسریع الانتشار العالمي للشاحنة
الثقیلة، الخالیة من الانبعاثات، والصدیقة للبیئة في كل من أوروبا والولایات المتحدة والصین حسب الطلب.
وبشكل عام، نحن على ثقة أن المستقبل سیشھد ظھور المزید من السیارات الكھربائیة والھیدروجینیة لأنھا إحدى الطرق التي
ستجعل مدننا أكثر استدامة وفي حال أراد أفراد المجتمع التحول إلى ھذه المركبات، فسیتطلب الأمر من واضعي السیاسات
والحكومات وخبراء الصناعة التعاون معاً بھدف التغلب على أي تحدیات.
إن مجرد القیام بتطویر ھذه المركبات للطرق بأعداد ضخمة لا یعتبر أمراً كافیاً ما لم تكن ھناك بنیة تحتیة مناسبة ومتاحة، وبأسعار
معقولة للشراء والتشغیل. لذلك، فإن حسن التدبر، یمثل مفتاح التنقل النظیف والمستدام.