افتتحت صالة الفنون المعاصرة جالوار أبوابها مؤخراً في دبي، لتستضيف معرضاً فردياً للفنان الحائز على عدة جوائز نِك فيسي بعنوان بينيث كأول فعالية لها. ويقدّم المعرض الحصري أبرز أعمال الفنان البريطاني الشهير بالتقاط صورٍ باستخدام الأشعة السينية لكافة التفاصيل اليومية ابتداءً من السيارات الخارقة وحتى الإكسسوارات الراقية. وتجمع الصالة هذه الإبداعات الفنية، المعروضة في العديد من أهم المتاحف العامة والخاصة، للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
وتستمد جالوار منهجيتها من أسلوب فيسي في دمج الفن مع التكنولوجيا، لتكون أول صالة في المنطقة تستخدم الواقع الافتراضي إلى جانب الواقع المعزز لابتكار تجربة متكاملة عبر الإنترنت؛ فهي تجمع بين الجوانب المادية والرقمية لتوفر الأعمال الفنية المعاصرة لنخبة فناني العالم أمام شريحةٍ أوسع من الجمهور.
وحرص رجل الأعمال البريطاني وهاوي جمع القطع الفنية إدوارد غالاغر على تأسيس هذه الصالة لتكون منصةً توفر مساحات عرضٍ متنوعة داخل الصالة وفي أرجاءٍ أخرى من المنطقة بشكلٍ حي أو عبر الإنترنت. وتستضيف الصالة برنامجاً متواصلا من المعارض، مما يتيح لهواة جمع الأعمال الفنية الوصول إلى أعمال كبار الفنانين العالميين الذين لا يعرضون أعمالهم حالياً في الشرق الأوسط.
وإلى جانب هذا البرنامج والتزام الصالة بتوفير إبداعات الفن المعاصر أمام جمهورٍ واسع، تُصدر جالوار كتالوجاً يضمّ نسخاً محدودة ومختارة من مطبوعات وصور ومنحوتات وأعمال فنية على الورق ضمن متجرها عبر الإنترنت. ويتضمن الكتالوج إبداعات فنانين من الدرجة الأولى وفنانين معروفين بأعمالهم القيّمة أمثال داميان هيرست وآندي وارهول، بالإضافة إلى إصداراتٍ محدودة واستثنائية تنشرها جالوار بالتعاون مع فنانين مشهورين من جميع أنحاء العالم.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال غالاغر: "تُشكّل المطبوعات والإصدارات جزءاً أساسياً من قطاع الفنون، لأنها تسهم في تحفيز المزيد من الأشخاص على البدء بجمع قطعٍ فنية متميزة لقاء أسعارٍ مدروسة. وأعتقدُ أن جمع أعمال كبار الفنانين المعاصرين يمثل استثماراً رابحاً، حيث شهدت أعمال الفنانين المعاصرين وفناني الدرجة الأولى حضوراً قوياً ونمواً لافتاً في سوق الأسهم على مدار العشرين عاماً الماضية. وتهدف منصتنا عبر الإنترنت إلى تحويل اقتناء الأعمال الفنية الراقية إلى تجربة أكثر سهولة ومتعة، وتصحيح الاعتقاد السائد أن جمع هذه الأعمال هو عملية معقدة ومحصورة بفئةٍ معينة من المجتمع.
يُنفق الناس ملايين الدولارات يومياً لشراء أعمالٍ فنية راقية لم يرونها سابقاً على أرض الواقع عبر الإنترنت، من أبرز دور المزادات إلى الأعمال المباعة في المعارض من جميع أنحاء العالم. وشهد هذا التوجه نمواً أكبر بسبب تأثيرات الأزمة الصحية العالمية، لكن يُمكن القول بأنه تحول إلى واقعٍ ملموس يلائم نمط الحياة المتسارع والتطورات التي تشهدها جميع القطاعات. وينسجم ذلك مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتطبيق التحول الرقمي في جميع جوانب الحياة في دبي، ونحن واثقون من جاهزية الإمارة والمنطقة عموماً لاغتنام الفرصة التي تتيح للجمهور الوصول إلى الأعمال الفنية واقتنائها بشكلٍ رقمي وشخصي، مثل التجربة التي يوفرها معرض الفنان المعروف نِك فيسي".
وبالحديث عن قرار جالوار بإطلاق معرض نِك فيسي بالتزامن مع افتتاح أبوابها، أوضح مؤسس الصالة: "لطالما تملكنا الشغف بأعمال نِك لسنوات وحرصنا على جمعها لأنها تحظى بحضورٍ قوي في كل مكان من متحف ماساتشوستس للفن المعاصر إلى متحف فيكتوريا وألبرت في لندن. لذلك يسعدنا أن تكون انطلاقتنا باستضافة معرض لأعماله. ويعتمد فيسي على دمج الفن مع التكنولوجيا، وهو ما ينسجم مع أهم قيمنا الأساسية ويجعله الخيار الأمثل بالنسبة لنا. وكلي ثقة أن توفير أعماله التي تضم مجموعةً من أبرز إبداعاته أمام الجميع سيحظى بشعبية كبيرة بين هواة جمع الأعمال الفنية.
ويسعدنا أن نقدم للمنطقة بأكملها فرصةً لزيارة معرض نِك بالرغم من القيود المفروضة اليوم على السفر، حيث نحرص على تقديم تجربة رقمية مميزة لمشاهدة الأعمال الفنية تضاهي بجودتها التجربة الواقعية نفسها. ويُمكن لأي شخص زيارة المعرض عبر الإنترنت باستخدام متصفح أو سماعة رأس معززة بتقنية الواقع الافتراضي عبر هواتفهم المحمولة، حيث يمكنهم تعليق أي عمل من أعمال نِك في منزلهم بصورةٍ افتراضية لمعاينته قبل عملية الشراء".
من جانبه، قال نِك فيسي: "يهمني جداً كفنان تعرف أكبر عدد ممكن من الناس على أعمالي. فما الفائدة من العمل لساعات طويلة في إنتاج أعمال لن يشاهدها الجمهور؟ وتقدّم جالوار لي فرصةً استثنائية، حيث تُعدّ التكنولوجيا جزءاً أساسياً من علاقة المعرض بالفنان، ولا يُعتبر توظيف التقنيات الحديثة في المعرض مجرّد إضافةٍ عادية، بل محاولة جدية لمنح جمهور الفن المعاصر تجربة تفاعلية. وأعتقد أن تعاوني مع هذه الصالة الجديدة يشكل تجربة إيجابية ومثمرة من كافة النواحي؛ وأنا متحمّس للاستفادة من نُهج جالوار غير المسبوق في استعراض أعمالي ضمن بيئةٍ افتراضية تتسم بأعلى معايير الجودة والشفافية.
وهذه تجربتي الأولى في العمل في دبي والشرق الأوسط، وأتطلّع إلى التواصل مع المجتمع المحلي وجامعي الأعمال الفنية، الذين أثق بنظرتهم الفنية وقدرتهم على تقدير جميع أعمال المعرض بما فيها صور الأشعة السينية للسيارات الكلاسيكية وقطع الأزياء الشهيرة".
ويحاول نِك فيسي في أعماله الغوص في عمق الأشياء وخصوصاً تلك المشاهد التي ينشغل الجميع بمظهرها الخارجي، في محاولة تشبه إزالة القناع عن وجه الأبطال الخارقين ورؤية خفايا عالم الموضة والسيارات الفارهة. وتصحب أعمال فيسي الجمهور في رحلة فريدة تسلّط الضوء على جوانب مخفية تحيط بهم، وتحول بعض الملامح الضارة الناتجة عن الابتكارات التقنية الحديثة إلى صور لطيفة عن أبرز إبداعات مجتمعنا الحديث.
وتبرز أهمية أعمال فيسي في الوقت الحاضر الذي تحيط به تساؤلاتٍ كثيرة حول عودة الحياة إلى وضعها السابق بما تحمله من قيم ومبادئ، لينقل الفنان الجمهور من العالم الطبيعي إلى الأيقونات الحديثة، مع مزيدٍ من التركيز على الكشف عن الحقيقة المخبأة تحت السطح الخارجي للغوص في خبايا المجتمع بقوةٍ أكبر.